نسور تكافح للبقاء في باكستان وسط نفور شعبي
آخر تحديث GMT23:31:34
 العرب اليوم -

نسور تكافح للبقاء في باكستان وسط نفور شعبي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نسور تكافح للبقاء في باكستان وسط نفور شعبي

نسور تكافح للبقاء في باكستان
شانغا مانغا (باكستان) (أ ف ب)

في مساحة مسيجة شاسعة داخل غابة شانغا مانغا الباكستانية، ينتظر حوالى عشرين نسرا أبيض الظهر بفارغ الصبر طعام العشاء المؤلف من لحوم الحمير والماعز ... هذه الطيور المهمة للغاية للنظام البيئي تواجه خطر الزوال في البلاد غير أن منظمة محلية تحاول انقاذها.
وقد تراجعت أيضا أعداد هذه الطيور الضخمة غير المحببة اجمالا بفعل استخدام مضادات للالتهاب في المزارع.

ويشير الصندوق العالمي للطبيعة بفرعه الباكستاني إلى أن أعداد النسر الأبيض الظهر المعروف باسمه العلمي "جيبس بنغالنسيس" والبالغ باع جناحيه مترين ووزنه 7,5 كيلوغرامات تراجعت بنسبة تفوق 99 % خلال التسعينات بعدما كانت هذه الطيور تنتشر بكثرة في سماء شبه القارة الهندية.

ومنذ 2005، يدير الصندوق العالمي للطبيعة بدعم مالي من منظمات أخرى مركزا لمحاولة انقاذ هذه النسور، على بعد حوالى مئة كيلومتر من العاصمة الثقافية لاهور (شرق).
وترابط هذه الطيور ذات الريش الأبيض والبني في أقفاصها الخشبية خلف المنطقة المسيجة على علو حوالى عشرة امتار.
هذه النسور محتجزة لكنها على الأقل في امان. والهدف من هذا المركز هو الابقاء على هذه الفصيلة من الطيور حية بانتظار أن تسمح الظروف الخارجية بإطلاقها، وهو شرط غير متوافر حاليا.

وتوضح منسقة المشروع وردة جاويد "في الماضي، كانت سماء باكستان تعج بالنسور".
وتقول "لكن نظرا الى التهديدات المختلفة، وفي الدرجة الأولى دواء لاستيرويدي مضاد للالتهاب هو +ديكلوفيناك+ الذي يسبب تناوله قصورا رئويا مباغتا لدى النسور، سجل تدهور سريع في أعداد" هذه الطيور.

ويستخدم "ديكلوفيناك" كمسكن من المربين وهو يلحق بطريقة غير مباشرة أضرارا كبيرة بالنسور التي تقتات على جيف الحيوانات.
ويجري الصندوق العالمي للطبيعة في الموازاة حملة لدى السلطات والأطباء البيطريين والمجموعات الصيدلانية للدفع في اتجاه الاستعاضة عن هذا الدواء في المزارع بنوع آخر لا يشكل خطرا على الطيور هو "ميلوكسيكام".

وقد حظر استخدام "ديكلوفيناك" اعتبارا من سنة 2006 في الهند حيث سجلت أعداد النسور تراجعا أيضا من ملايين الطيور إلى بضعة آلاف في خلال حوالى عقد.
وولدت أربعة صغار نسور خلال السنتين الأخيرتين في المركز. ويراوح عمرها حاليا بين 8 أشهر و18.

وتشير جاويد إلى أن "المسار لبلوغ هذا النجاح على صعيد التكاثر كان طويلا جدا. لذا فحتى الآن وإلى سنة 2020، لا نعتزم إطلاقها قبل توفر بيئة قيد السيطرة في خارج المركز".
وتلفت إلى أن "مخاطر أخرى حُددت بالإضافة الى +ديكلوفيناك+"، في اشارة الى أدوية أخرى مستخدمة أيضا في المزارع هي "اسيكلوفيناك" و"كيتوبروفين" و"فلوكسينين".

وتؤدي النسور دورا أساسيا في النظام البيئي عبر تناولها الحيوانات النافقة ما يجنبها التحلل في الطبيعة.
وفي باكستان ثمانية أجناس من النسور بينها اثنان هما النسر الأبيض الظهر والنسر الهندي، يواجهان خطر الانقراض بشكل حرج وفق تصنيف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

وكانت النسور البيضاء الظهر تقتات في الماضي على الجثث البشرية في باكستان وبلدان أخرى في المنطقة في إطار "الجنازات السماوية" للجماعة الزرادشتية. وكانت الجثامين توضع على "ابراج للصمت" لتلتهمها النسور.
هذه الطقوس ما عادت تمارس في المنطقة خصوصا بسبب زوال النسور. وفي باكستان، تشهد أعداد الزرادشتيين أنفسهم الذين يتركزون في كراتشي (جنوب) تراجعا كبيرا.
غير أن هذه الطيور الضخمة تعاني أيضا بسبب صورتها السلبية لدى العامة، وهو ما يسعى الصندوق العالمي للطبيعة الى تصحيحه.

وتوضح فاطمة عريف من الفرع الباكستاني لهذه المنظمة "نحاول إفهام الرأي العام بأن المقولات الشائعة المرتبطة عموما بهذه الأجناس لا تستند إلا على معتقدات شعبية" منافية للحقيقة.
وتقول "في مجتمعنا، النسور مرتبطة دوما بأمور سلبية. مع ذلك، انها طيور خجولة جدا وتعتني بشكل كبير بصغارها".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نسور تكافح للبقاء في باكستان وسط نفور شعبي نسور تكافح للبقاء في باكستان وسط نفور شعبي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 العرب اليوم - تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab