أعلن المجلس الكردي في تصريحات خاصة للعربية بفشل المحادثات مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في أول اجتماع لهم منذ نجاح الثورة السورية وسقوط نظام بشار الأسد بعد 4 سنوات من غياب اللقاءات والتنسيق بشأن موقف كردي موحد. وقال المجلس الكردي للعربية: "لقد أكدنا لقسد ضرورة حماية شعبنا من التهديدات وعلينا أن نأخذ التغييرات في سوريا بعين الاعتبار مشيرا إلى أن اجتماع اليوم مع قسد لم يصل لنتائج حيث لم تنفذ قوات سوريا الديمقراطية الاتفاقات السابقة".
فيما قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن لرويترز يوم الإثنين إنه يجب إيجاد حل سياسي للتوتر في شمال شرق سوريا بين السلطات التي يقودها الأكراد والجماعات المدعومة من تركيا وإلا ستكون هناك "عواقب وخيمة" على سوريا بأكملها.
وصرّح بيدرسن لرويترز عبر الهاتف "إذا لم يتسن التعامل مع الوضع في الشمال الشرقي تعاملا صحيحا، فقد يكون ذلك نذر سوء كبيرة بالنسبة لسوريا بأكملها"، مضيفا أنه "إذا فشلنا هنا، فسيكون لذلك عواقب وخيمة عندما يتعلق الأمر بنزوح جديد".
يأتي ذلك فيما شهدت منطقة ريف منبج في شمال سوريا اشتباكات ليلية عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والفصائل الموالية لتركيا حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات سوريا الديمقراطية ""، ومجلس منبج العسكري، تمكنا من السيطرة الكاملة على محيط سد تشرين بعد انسحاب الفصائل الموالية لتركيا، إثر معركة عنيفة دارت بين الجانبين.
وقال "المرصد السوري" إنّ هذا التطور جاء بعد استغلال "قسد" و"مجلس منبج العسكري" لغياب مسيرات الطيران التركية عن أجواء المنطقة.
وتلا ذلك، قيام قوات "مجلس منبج العسكري" بحملة تمشيط للتلال والقرى المحيطة بسد تشرين وسط تقدمهم على أكثر من محور، والسيطرة على أغلب المواقع التي كان يتمركز بها "الجيش الوطني".
ولفت "المرصد السوري" إلى أنه بعد اشتباكات مستمرة، تمكن كل من "قسد" و"مجلس منبج العسكري" من التقدم في 3 قرى في محيط ، وهي قرية قشلة، السعيدين، والحاج حسين بريف حلب الشرقي، وذلك بعد أكثر من 12 يوماً من الاشتباكات المسلحة المستمرة بين الطرفين.
وقالت “قسد” عبر “فيس بوك” اليوم، الاثنين 23 من كانون الأول، إن وحدات من “مجلس منبج العسكري” تمكنت من التقدم في محيط سد “تشرين”، وريف منبج الشرقي، وتمكنت من السيطرة على آليات عسكرية، واحتجاز جثث لمقاتلين في “الوطني”.
ونشر المركز الإعلامي تسجيلات مصورة تظهر مقاتلين في “مجلس منبج” خلال تجولهم في ريف منبج، إلى جانب مشاهد من آليات مدمرة وجثث لقتلى.
تقدم “قسد” جاء بعد ساعات من إعلان “مجلس منبج العسكري” التابع لها عن بدء هجوم مضاد ضد فصائل “الجيش الوطني” في القرى المحيطة بسد “تشرين”.
وقال “المجلس” في بيان، إن التحرك بدأ بعد أن أفشلت قواته هجومًا لفصائل “الجيش الوطني” على محيط السد نفسه.
وأضاف أن قواته بدأت حملة تمشيط للتلال والقرى المحيطة بسد “تشرين”، وتقدمت بأكثر من محور، وسيطرت على مواقع كانت تستخدمها فصائل “الجيش الوطني” في الهجوم على السد.
ولم يصدر “الجيش الوطني” أي تحديث حول المعارك الدائرة شرقي حلب ضد “قسد”، وكان أحدث إعلان رسمي صادر عبر “القوة المشتركة” التابعة لـ”الوطني”، هو مباركة انشقاق فصيل عسكري عن “قسد” في 12 من كانون الأول الحالي.
وكان “الجيش الوطني” أطلق معركة “فجر الحرية”، في 30 من تشرين الثاني الماضي، ضد قوات النظام و”قسد”، بهدف “تحرير المناطق المغتصبة” من قبل النظام، و”وحدات حماية الشعب”، و”قسد”، وسيطرت على مدن وبلدات أبرزها تل رفعت ومنبج.
ومنذ أيام تتركز المعارك بين الطرفين في منطقتين رئيستين هما سد “تشرين” الواقع جنوب شرقي مدينة منبج، وبالقرب من مدينة عين العرب/كوباني، على الحدود مع تركيا.
وخلال الأيام الماضية، سعت الولايات المتحدة الأمريكية لعقد اتفاق وقف لإطلاق النار بين الطرفين، لكن تركيا رفضت تطبيقه.
وكان من المقرر أن يجري وقف إطلاق النار بين “قسد” وتركيا الداعمة لـ”الجيش الوطني” عبر وساطة التحالف الدولي، لكنه لم يُنفذ، وفق ما نقلته وكالة أنباء “هاوار“، المقربة من “قسد”.
وفق “هاوار”، جرت محادثات لنقل ضريح السلطان سليمان شاه (من مؤسسي الدولة العثمانية) من قرية أشمي غربي عين العرب، لكن تركيا طلبت منحها كيلومترًا من الأرض في هذه المنطقة، حيث تعتزم نشر أسلحة ثقيلة وبناء قاعدة، ما حال دون التوصل إلى اتفاق.
لقد أرسلت
اشتباكات عنيفة بين "قسد" والفصائل الموالية لتركيا.. وبيدرسون يحذر من "عواقب وخيمة"
شهدت منطقة ريف منبج شمال سوريا تصعيدًا كبيرًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل الموالية لتركيا. ووفقًا لمصادر ميدانية، تمكنت قوات "قسد" ومجلس منبج العسكري من السيطرة على محيط سد تشرين وعدة قرى استراتيجية، منها قشلة، السعيدين، والحاج حسين، وذلك بعد معارك شرسة استمرت لأكثر من 12 يومًا. وأشارت التقارير إلى أن "قسد" استغلت غياب الطيران التركي المسير عن أجواء المنطقة لتحقيق هذا التقدم.
وفي خضم هذه الأحداث، حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، من تداعيات التصعيد الحالي، معتبرًا أن الوضع في شمال شرق سوريا إذا لم يُعالج بشكل صحيح، فقد يؤدي إلى "عواقب وخيمة" على سوريا بأكملها. وأضاف أن فشل التوصل إلى حلول سياسية قد يتسبب في موجات نزوح جديدة ومزيد من التدهور الإنساني.
بالتزامن مع ذلك، أعلن المجلس الكردي عن فشل المحادثات التي عقدها مع قوات سوريا الديمقراطية، وهي الأولى منذ سنوات، حيث لم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة بسبب الخلافات حول تنفيذ الاتفاقات السابقة وضمان حماية الشعب الكردي من التهديدات. وأكد المجلس أنه على "قسد" أخذ التغيرات في سوريا بعين الاعتبار والعمل بجدية لحماية المصلحة الكردية.
وفي سياق المعارك، أطلقت "قسد" هجومًا مضادًا على فصائل "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، مما أسفر عن سيطرتها على آليات عسكرية ومواقع استراتيجية كانت تُستخدم للهجوم على محيط سد تشرين. ونشرت "قسد" تسجيلات مصورة تظهر مقاتليها أثناء تجولهم في المناطق المحررة، إلى جانب مشاهد لآليات مدمرة وجثث لقتلى من الفصائل الموالية لتركيا.
من جانبها، رفضت تركيا، الداعمة للفصائل، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مما يعقد الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع. وتزامن ذلك مع محادثات غير مثمرة بشأن نقل ضريح السلطان سليمان شاه غربي عين العرب، حيث تعتزم تركيا بناء قاعدة عسكرية ونشر أسلحة ثقيلة في المنطقة.
في ظل هذا التصعيد، تبدو الأوضاع في شمال سوريا مهيأة لمزيد من التدهور، في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من عواقب استمرار العنف وعدم التوصل إلى حلول سياسية.
قد يهمك أيضــــاً:
تصاعد التوترات في شمال سوريا مع سقوط قتلى من قسد وشن هجوم جديد من داعش
قوات سوريا الديمقراطية تكشف عن مخطط داعش في شمال البلاد
أرسل تعليقك