لندن -العرب اليوم
يبدو أن الأنظمة الغذائية منخفضة البروتين لها فوائد لا تصدق على صحة وأعمار القوارض وذباب الفاكهة والخميرة. فقد حددت دراسة جديدة أجريت على الفئران الآن هرمونًا واحدًا ضروريًا لهذه التأثيرات المضادة للشيخوخة الغريبة يسمى «عامل نمو الخلايا الليفية 21 (FGF21)» ويفرزه الكبد.
وفي السنوات الأخيرة، أظهرت الدراسات أن FGF21 يستجيب لتقييد البروتين في ذكور الفئران، ما يحسن من إنفاق الطاقة وتحمل الغلوكوز مع تقليل وزن الجسم. أما الآن، فقد وجد نفس الفريق من الباحثين خلال الدراسة الجديدة التي نشرت بمجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» أن FGF21 له تأثيرات مضادة للشيخوخة أيضًا «فالفئران التي تعاني من نقص في FGF21 لا تقاوم فقط (الفوائد) الصحية لـ (تقييد البروتين)، ولكنها تُظهر أيضًا فقدانًا مبكرًا للوزن وزيادة الهشاشة وانخفاض العمر عند إطعامها نظامًا غذائيًا منخفض البروتين».
وتشير النتائج الجديدة إلى أن التأثيرات المؤيدة لطول العمر لتقييد البروتين تعتمد على هرمون واحد هو موجود أيضًا لدى البشر، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
وفي هذا الاطار، من غير الواضح حاليًا ما إذا كان دور «FGF21» في الأنواع الخاصة بنا هو نفسه الذي في الفئران، لكن الدراسات التي أجريت على البشر تظهر أن الأنظمة الغذائية منخفضة البروتين وعالية الكربوهيدرات يمكن أن تكون لها فوائد مماثلة لصحة التمثيل الغذائي. إذ تؤثر هذه المغذيات الكبيرة أيضًا على تعميم «FGF21».
وتساعد الدراسات التي أجريت على الفئران العلماء في فهم الدور الذي يلعبه هذا الهرمون في الجسم بشكل أفضل؛ فعندما تم القضاء على جين «FGF21» في ذكور الفئران ثم تمت تغذيتها بنظام غذائي منخفض البروتين، انخفض عمرها الطبيعي مقارنة بالفئران العادية التي تغذت على نفس النظام الغذائي. وقد نمت الفئران التي لا تحتوي على جين «FGF21» بشكل عام لتصبح أكبر حجمًا وأقل رشاقة.
ويقول الباحثون إنها «فقدت تمامًا» تحملها للغلوكوز. فعندما بدأت هذه الفئران بالتقدم في العمر بشكل طبيعي، بدأت أيضًا في فقدان الوزن بوقت مبكر جدًا وأصبحت أكثر ضعفًا بشكل أسرع من تلك التي تحتوي على جينات «FGF21» سليمة.
ووفق الدراسة الجديدة، حتى بالنسبة للعين المجردة فإن الفئران البالغة التي تنتج FGF21 بدت أكثر صحة وأكثر قوة من الناحية البدنية في نظام غذائي منخفض البروتين طويل الأجل.
وباختصار، تشير النتائج إلى أن تقييد البروتين يقلل من الضعف لدى الفئران العادية مع تقدمها في العمر. وأن هذه العملية يتم التحكم فيها عبر مسار إشارات «FGF21».
جدير بالذكر، يلعب «FGF21» الكثير من الأدوار. لكن من المعروف أنه ينظم تناول السكر. وان الطريقة التي يستجيب بها هذا الهرمون لبعض المغذيات الكبيرة لها تأثير على الدماغ.
وأظهرت الأبحاث السابقة التي أجراها نفس المؤلفين أن الأنظمة الغذائية منخفضة البروتين طويلة المدى تزيد من تنشيط FGF21 بدماغ الفأر، ما يدفع أفرادها لاختيار أطعمة منخفضة الدهون والكربوهيدرات وأعلى في البروتين عند إعطائها خيارات متعددة.
وتقدم النتائج الجديدة تفسيرا محتملا لماذا يمكن أن يؤدي تقييد تناول البروتين لتحسين عمر الفئران. لكن من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة ركزت فقط على ذكور الحيوانات، وقد لا تتمتع إناث الفئران باستجابة قوية لأنظمة غذائية مماثلة. ومع ذلك، فإن الدراسة هي الأولى التي تحدد هرمونًا منفردًا يتحكم في الآثار المفيدة لنظام غذائي منخفض البروتين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك