بكين ـ وكالات
تاريخ التطور البشري، هو تاريخ تغير الطاقة. واليوم، أصبح المستهلك العالمي أحوج من أي وقت سابق لثورة طاقية. وقد أظهر تقرير موثوق لإحدى أجهزة الطاقة الدولية، أن حاجة العالم للنفط ستزيد بمعدل 1% سنويا، خلال السنوات القادمة، حيث سيرتفع الطلب من 85 مليون برميل\ اليوم في سنة 2008 إلى 105 ملايين برميل\ اليوم في سنة 2030.ويرى الخبراء، أن الثورة الطاقية القادمة قد تحط رحالها على الطاقة غير التقليدية، فمن جهة، تعد العديد من مصادر الطاقة غير تقليدية مصادرة غير نافذة، مثل الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، إلخ، ومن جهة ثانية، ستتمكن مختلف الدول من تحسين سلسلة صناعة الطاقة الجديدة من خلال تطويرها للطاقة غير التقليدية، وتوفر سلة متكاملة من فرص التوظيف تبدأ من الأعلى إلى الوسط فالأدنى، ويمكنها حتى مساعدة إقتصاديات مختلف الدول. ومن جانب آخر، سيمكن ظهور الطاقة غير التقليدية من تخفيض كلفة ونفقات حماية البيئة وغيرها من الجوانب، إضافة إلى رفع نجاعة أعمال الشركات وحتى الدول.إختلاف برامج تطوير الطاقة غير التقليدية حسب إختلاف الدولتتجه أوروبا إلى زيادة إستعمال الطاقة المتجددة. وقد حدد الإتحاد الأوروبي هدف الوصول إلى تغطية الطاقة المتجددة لـ 20 % من الإستهلاك العام للطاقة بحلول عام 2020.أما اليابان فقد أبدت تحمسا تجاه البحر. حيث أعلنت في 12 مارس الماضي عن عزمها إستخراج الميثان من طبقات الجليد القابل للإحتراق في قاع البحر، لتصبح أول دولة تمتلك "تكنولوجيا إستغلال الجليد القابل للإحتراق". وبعد يوم، أعلنت مرة أخرى عن "سعيها لإستعمال تكنولوجيا الجليد القابل للإحتراق بداية من مارس 2019."أما أمريكا-أكبر مستهلك للطاقة في العالم- فقد أظهرت إهتماما كبيرا بالطاقة غير التقليدية من خلال "ثورة الغاز الصخري". وتظهر البيانات، أن ثورة الغاز الصخري التي بدأت في عام 2005، إلى جانب كونها خفضت إعتماد أمريكا على نفط الشرق الأوسط، فقد ضمنت لأمريكا فرص التوظيف.الغاز الصخري الذي تطوره أمريكا، أو الجليد القابل للإحتراق الذي تطوره اليابان، فإن الصين بإمكانها أن تجرب كلاهما"، على حد قول سون ليجيان نائب مدير معهد العلوم الإقتصادية بجامعة فودان، في تعليقه على الأنماط الثلاثة المتعلقة بتطوير الطاقة غير التقليدية المذكورة سلفا. ويرى سون ليجيان، أن الصين يمكنها الإستفادة من تجاربها السابقة لتواصل السير على طريق تطوير الطاقة النووية وطاقة الرياح، وهذا يعد إختيار جيدا. لكن "يجب ربط ذلك بالمطالب الحقيقية لـ 1.3 مليار نسمة" لإتمام خطة التنمية اللاحقة في مجال الطاقة غير التقليدية.وأشار مدير المركز الصيني لأبحاث الطاقة والإقتصاد بجامعة شيامن لين بوتشيانغ في تصريح لصحيفة "المالية الدولية"، أن اختيار طريق تنمية الطاقة غير التقليدية يجب أن يتبع خطى السوق، وأن تلمس المجهول، ليس أفضل من تطوير المجالات التي سجلت أمثلة من النجاح. مثلا، نموذج تطوير الجليد القابل للإحتراق الذي يلائم حتى الإستغلال التجاري، لايناسب منطق السوق وأفكار جزء من الشركات."بالنظر من الوضع الحالي، تعد طاقة الرياح والطاقة الشمسية من بين مصادر الطاقة غير التقليدية التي تشهد نموا جيدا في الصين، حيث تمتلك الصين منشآت طاقة الرياح الأكثر تطورا في العالم " على حد قول لين بوتشيانغ.وتوقع جيمس أوو كونول في تصريح لصحيفة "المالية الدولية"، أن تشهد حصة طاقة المياه وطاقة الرياح زيادة سريعة داخل إجمالي طاقة إستيعاب مولدات الطاقة خلال السنوات القادمة، مع إظهار مؤشرات نمو كبيرة.ويرى لين بوتشيانغ، أن العقبات التي يضعها السوق على تطوير الطاقة غير التقليدية لا يمكن تجاهلها. "مثلا، ألوح الطاقة الشمسية تعرضت إلى أزمة الحرب التجارية.لذا فإن تطور الطاقة غير التقليدية، وحتى حدوث ثورة طاقية، لايمكن أن تتجاهل الحاجة الحقيقية للسوق، كما يجب أن تتجنب الفائض الطاقي والتكرار. "
أرسل تعليقك