المدن تلتهم 75 من الطاقة والموارد في العالم
آخر تحديث GMT19:42:34
 العرب اليوم -

المدن تلتهم 75% من الطاقة والموارد في العالم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المدن تلتهم 75% من الطاقة والموارد في العالم

باريس ـ العرب اليوم

دفع فشل رؤساء الدول والحكومات في اتخاذ إجراءات هادفة لتجنب أزمة المناخ الكبرى، رؤساء بلديات المدن والبلدات في مختلف أنحاء العالم، للبدء في تنفيذ حزمة من التغييرات على المستوى المحلي. فبحلول عام 2050، سيقيم في المدن 75 في المئة من سكان العالم -أي 9.5 مليار نسمة. "المدن هي الخطوط الأمامية لمعركة تغير المناخ". هذا ما قاله ريتشارد ريجيستر - مؤسس ورئيس بناة المدن البيئية، وهي منظمة رائدة في تصميم وتخطيط المدن البيئية- لوكالة إنتر بريس سيرفس. وبدعم من سكانها، أصبحت العديد من المدن والبلدات في جميع أنحاء العالم أكثر نظافة وإخضراراً وأفضل للعيش، وذلك من خلال حظر مرور السيارات، وتحسين وسائل النقل الجماعي، والحد من استخدام الطاقة، وزراعة المحاصيل الغذائية الذاتية، مع إضافة المزيد من الأماكن العامة الخضراء. ويقول ريجستير أن إصلاح مسار المدن يحل الكثير من المشاكل، فالمدن هي نقطة البداية لإتخاذ إجراءات بشأن التغيير المناخي، وحماية النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي، واستخدام الطاقة، وإنتاج الغذاء، وأكثر من ذلك، فهي المكان الذي يعيش فيه غالبية البشر اليوم. كذلك فتستهلك المدن نحو 75 في المئة من الطاقة والموارد في العالم، وهي مصدر مباشر أو غير مباشر لـ 75 في المئة من انبعاثات الكربون في العالم، بل وبحلول عام 2050، سيكون 75 في المئة من سكان العالم، أي 9.5 مليار نسمة، يعيشون في المدن، وفقا للخبير. وبالتالي، سوف تكون المناطق الحضرية اللازمة لإيواء هذه الزيادة الضخمة، أكثر من كل ما بناه البشر في أي وقت مضى، وستكون غالبية المباني الجديدة في العالم النامي. في هذا الشأن، "يجب إنجاز كل هذه البنية التحتية العمرانية الجديدة بالشكل الصحيح"، حسب ديفيد كادمان، عضو مجلس مدينة فانكوفر، كندا، ورئيس ICLEI ، الشبكة الوحيدة للمدن المستدامة التي تعمل في جميع أنحاء العالم والتي تضم 1200 حكومة محلية كأعضاء. وبالفعل، قد التزم أعضاء هذه المنظمة بخفض انبعاثاتهم من الكربون بنسبة 20 في المئة بحلول عام 2020 و80 في المئة بحلول عام 2050 . ويقول كادمان لوكالة إنتر بريس سيرفس:"المدن لها أكبر دور في قضايا مثل الطاقة ، والمناخ ، والإنتاج الغذائي المستدام"، كذلك أن التغيير المناخي يعتبر "تنبيها خطيرا، ومع ذلك لا تتخذ أي حكومة الإجراءات اللازمة”. وعلاوة على ذلك، فالحكومات تتجاهل إلى حد كبير دور المدن، وقد منحتها مؤخراً 10 دقائق فقط من وقت المناقشات في مفاوضات الأمم المتحدة السنوية للمناخ والخاصة بوضع معاهدة عالمية جديدة. أما آنا تينجي -نائبة عمدة مدينة فاكسجو السويدية الصغيرة التي خفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 40 في المئة وتهدف إلى أن تكون أخضر مدينة في أوروبا- فتقول "مازالت لدينا الشجاعة السياسية للعمل". وشرحت في مؤتمر القمة العالمي العاشر للمدن المستدامة -الذي شارك فيه اكثر من 2،000 من رؤساء البلديات والمسؤولين المحليين وأعضاء من المجتمع المدني: "كانت فاكسجو منطقة ملوثة جداً في الستينيات من القرن الماضي، ولكن نتيجة لجهود المجتمع العام وقطاع الأعمال، تم دعم إعادة تشكيلها كمدينة خضراء .. والآن، الناس يسبحون ويصيدون من البحيرات المحيطة بالمدينة والتي كانت ملوثة في الماضي". كذلك فتتطور مدينة فاكسجو على المستوى الإقتصادي أيضاً، مما يثبت أن خفض الانبعاثات ليس عبئا. فجميع المباني السكنية الجديدة معزولة جيداً حتى لا تحتاج إلي الكثير من التدفئة. وتم تركيب الألواح الشمسية في المدارس وعلى سطح مبنى البلدية. وينتج مصنع الغاز الحيوي وقودا للسيارات من مياه الصرف الصحي وبقايا الطعام المدرسي، بينما يجري إنشاء مصنع أكبر ليقوم باستخدام النفايات المنزلية كمادة وسيطة. وقال نائب رئيس البلدية أن المدينة تهدف لتكون خالية من الوقود الأحفوري بحلول عام 2030 ، وقد بدأت بالفعل جهداً كبيراً لإخراج الناس من سياراتهم، وجعل النقل العام والمشي وركوب الدراجات أكثر متعة من قيادة السيارات. هذا وكانت قمة الاستدامة في العام الماضي ريو +20 بالبرازيل قد اختارت عبارة "المستقبل الذي نريده" كشعار لها . وقال أندرو سيمز -خبير الاقتصاد المناخي في غلوبال ويتنس والزميل في مؤسسة الاقتصاد الجديد بالمملكة المتحدة: "في حين تم إنجاز القليل في ريو دي جانيرو، كانت بعض المدن والبلدات تقوم بالفعل بخلق المستقبل الذي تريده". في غضون ذلك، تحصل العديد من المدن الدنماركية تحصل على طاقتها من الرياح. وفي مدينة غينت البلجيكية تضاعف عدد الدراجات في الشوارع في أقل من 10 سنوات علي أمل أن تصبح المدينة خالية من السيارات. أما المواطنين في المدينة البرازيلية بورتو أليغري فيعقدون لقاءات أسبوعية لمناقشة كيفية إنفاق ميزانية المدينة، مما أدى إلى تحسن كبير في الخدمات. وقال سيمز لوكالة إنتر بريس سيرفس: "يمكن للمدن أن تزرع أيضا الكثير من المواد الغذائية الخاصة بها"، مشيرا إلى أن الحدائق الحضرية في هافانا التي تزرع نصف ما تحتاجه المدينة من الفاكهة والخضروات الطازجة. وتقدر مدينة نيويورك أن لديها 4000 دونما يمكن زراعة المحاصيل الغذائية فيها. أما مدينة بولدر في كولورادو، الولايات المتحدة، فهي تسعى لإنتاج جميع المواد الغذائية الخاصة بها . ولا شك في أن تزايد استخدام الموارد جراء الاستهلاك المفرط، لا يزال يشكل تحديا كبيرا ، ولكن هنا أيضا المدن لها دور رئيسي تؤديه. فالمدينة البرازيلية الضخمة -ساو باولو -حظرت اللوحات الاعلانية والإعلان العابر، في حين خفضت المدينة المميزة في أوروبا -باريس- هذه الإعلانات بنسبة 30 في المئة، لتجميل منظر المدينة وتقليل أهمية الإستهلاك المادي.(آي بي إس / 2013).

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدن تلتهم 75 من الطاقة والموارد في العالم المدن تلتهم 75 من الطاقة والموارد في العالم



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab