تحت شعار «الإنسان والحلم»، تفتتح الليلة فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائى، وسط إجراءات احترازية مشددة، للحد من انتشار فيروس كورونا، وتوفير أعلى درجات السلامة والأمان للحضور. الحفل الذى تنقله على الهواء مباشرة قناة ON، يشهد تكريم مهندس الديكور المصرى أنسى أبو سيف، والممثل الفرنسى جيرارد ديبارديو بجائزة الإنجاز الإبداعى، بالإضافة إلى الفنان المغربى سعيد تجماوى بجائزة عمر الشريف، فيما يتسلم الفنان خالد الصاوى تكريمه فى حفل الختام، وخلال الافتتاح يقدم المهرجان تحية للفنانين الذين رحلوا عام 2020، ومنهم؛ (محمود ياسين وشويكار ورجاء الجداوى).
تفتتح الدورة الرابعة بفيلم «الرجل الذى باع ضهره» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والذى يشارك فى بطولته يحيى مهاينى وديا ليان، وتظهر من خلاله النجمة العالمية مونيكا بيللوتشى لأول مرة فى السينما العربية.
والفيلم تدور أحداثه، حول مهاجر سورى، ترك بلده هربا من الحرب، إلى لبنان على أمل السفر منه إلى أوروبا؛ حيث تعيش الفتاة التى يحبها، ولكن ليتحقق ذلك الحلم يتقبل فكرة أن يرسم له واحد من أشهر الفنانين المعاصرين، وشما على ظهره، عندما يتحول جسده إلى تحفة فنية، يدرك هذا المهاجر أن قراره ربما يعنى تكبيل حريته مُجددا.
حفل الافتتاح يقام لأول مرة فى ساحة مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة، والذى بدأ العمل على إنشائه عام 2019، ليكون البيت الأساسى للمهرجان بدءا من العام الحالى، وتقام فيه عدد من الفعاليات أبرزها، حفلا الافتتاح والختام، وعروض السجادة الحمراء (الجالا) التى كانت تقام سابقا فى مسرح المارينا، بالإضافة إلى حفل «السينما فى حفلة موسيقية»، الذى أصبح حدثا منتظما
كل سنة ضمن فعاليات المهرجان.وتتسع ساحة المركز التى يقام فيها الحفل فى الهواء الطلق لحضور ألف شخص، من بينهم 240 شخصا أجنبيا، فيما تبلغ مساحة السجادة الحمراء 30 مترا، وتم تزويد المسرح بـ 4 مداخل من أجل تجنب صفوف الانتظار، كما وضعت مساحة متر بين كل مقعد وآخر لتطبيق التباعد الاجتماعى.
ويشهد حفل الافتتاح التعريف بلجان تحكيم المسابقات الرسمية، وفى مقدمتها مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، التى يرأسها المخرج والمنتج بيتر ويبر، الذى أخرج أخيرا مسلسل «ممالك النار»، وتضم اللجنة فى عضويتها الممثل آسر ياسين، والمخرج وكاتب السيناريو أمجد أبو العلاء، بالإضافة إلى رودريجو سيبوليدا، والمنتج تيرى لينوفل.
أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، والتى ترأسها المنتجة مارى بيير ماسيا، فتضم فى عضويتها المخرجة
والمنتجة ماريان خورى، والمونتير والمخرج سيمون الهبر، والمنتج والمبرمج السويدى فريدى أولسون، وبرنارد كارل.
كما يتم أيضا تقديم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، والتى ترأسها المخرجة رجاء عمارى، وتضم فى عضويتها الممثل الهندى على فضل، وكاتب السيناريو والمنتج الفرنسى جيوم دى ساى، والممثلة كندة علوش، بالإضافة إلى الممثلة السنغالية مريم نداى.
كما يشهد الافتتاح أيضا التعريف بلجنة تحكيم شبكة الترويج للسينما الآسيوية (نيتباك)، التى تتألف من أندريه فاسلينكو المبرمج والناقد السينمائى، وإيتالو سبينيلى المبرمج والمخرج، ومجدى الطيب الكاتب والناقد، وكذلك لجنة تحكيم الاتحاد الدولى لنقاد السينما (فيبريسى)، والتى تضم رامى المتولى الصحفى والناقد السينمائى، وبيتوبان بوربوراه الروائى والناقد السينمائى، وبيير سيمون جوتمان المخرج السينمائى ونائب رئيس تحرير مجلة «لافانت سيين سينما».
ولا يزال المهرجان يتعرض للهجوم بسبب تكريمه للممثل الفرنسى جيرارد ديبارديو، والذى يرفضه عدد من المثقفين والسينمائيين، وعبروا عن موقفهم بإصدار بيان عبر صفحة «اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع» على موقع فيسبوك، مؤكدين على أن «ديبارديو» عاشق للكيان الصهيونى، مثل المخرج الفرنسى كلود ليلوش الذى تصدى السينمائيون والمثقفون المصريون لتكريمه بمهرجان القاهرة قبل عامين.
ورغم أن الموقف الرسمى لمهرجان الجونة هو عدم التعليق على اتهامه بالتطبيع، إلا أن المدير الفنى للمهرجان المخرج أمير رمسيس كشف عن موقفه الشخصى من هذه الاتهامات قائلا: «لا يوجد شبهة تطبيع فى التكريم، فالممثل جيرارد ديبارديو تحدث عن تل أبيب كمواطن فرنسى، ودورنا أن ندعيه إلى مصر ليرى العالم العربى ليتحدث عن وجهة النظر الأخرى، فنحن نصدر للعالم دائما أننا منغلقون وعدائيون ونتعامل مع كل شىء بعنف، وفى الحقيقة هذه السياسات الخاطئة تجعل الكيان الصهيونى يكسب المزيد من الأصوات المؤيدة له».
وتابع رمسيس خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامى تامر أمين بقناة النهار: «للأسف الاختلاف لم يأخذ شكلا راقيا، فهناك ابتزاز عاطفى لمشاعر الناس عبر استخدام مصطلحات مجانية جدا كـ«عاشق الصهيونية»، حولت الموضوع لمتاجرة مجانية، ومزايدة، ليس فقط على المهرجان ولكن على الفلسطينيين ضيوف الدورة الرابعة والذين هم أحق بالقضية من أى حد، فبينما هم لا يرون فى تكريم ديبارديو شبهة تطبيع، يرى البعض هنا أنه كذلك.. فهل أصبحنا ملكيين أكثر من الملك؟».
وينظم المهرجان أيضا هذا العام حفلا موسيقيا يحتفى بشارلى شابلن؛ حيث تعزف موسيقى فيلمه «الطفل»، الأوركسترا بقيادة الموسيقار أحمد الصعيدى، وفى الوقت نفسه يتابع الحضور الفيلم الذى تم ترميمه حديثا أمامهم على الشاشة.
يذكر أن برنامج الدورة الرابعة لمهرجان الجونة يضم نحو 65 فيلما، ورغم أن أقسامه تخلو من مشاركة أى فيلم مصرى طويل، إلا أن المسابقة الرسمية تشهد منافسة الفنان المصرى أحمد مالك بفيلمه الأسترالى «حارس الذهب» إخراج رودريك ماكاى، والذى تدور أحداثه حول جمال أفغانى الذى يتعاون مع رجل قادم من الغابات، للهروب من حياته القاسية فى أستراليا الغربية والعودة إلى وطنه فى عام 1897، لتهريب سبيكتى ذهب تحملان علامة التاج الملكى.
بينما فى مسابقة الأفلام القصيرة يشارك من مصر فيلمان، هما؛ «ستاشر» إخراج سامح علاء، و«الخد الآخر» إخراج ساندرو كنعان.
ويقدم جسر الجونة السينمائى، هذا العام، 4 حلقات نقاشية، أبرزها؛ «تمكين النساء فى صناعة السينما»، والتى تقام بمشاركة عدد من النساء العاملات فى صناعة السينما، من بينهن؛ الفنانة منة شلبى، والمخرجتان نجوى نجار وجيهان الطاهرى، والمذيعة ريا ابى راشد، والممثلة الهندية ريشا تشادا، كما يناقش أيضا «دور المهرجانات السينمائية فى زمن كوفيد ــ 19»، و«رحلة صانع الأفلام من مختبرات تطوير الأفلام وحتى منصات العرض الرقمى»، و«وسائل الإعلام الرقمية فى ضوء جائحة عالمية».
كما ينظم ثلاث محاضرات الأولى حوار مع النجم الهندى على فضل، والثانية محاضرة لمدير التصوير أحمد المرسى بعنوان
«كيف تحكى قصتك بصريا مع امتلاك المرونة الكافية للتكيف مع الظروف المتغيرة»، والثالثة محاضرة تقام افتراضيا لنتفليكس يقدمها كريستوفر ماك مدير قسم تطوير واستثمار المواهب الإبداعية العالمية فى شركة نتفليكس.
كما يتم أيضا تنظيم ورشتى عمل، الأولى، بالتعاون مع السفارة الأمريكية وفيلم إندبندنت عن كتابة سيناريو الفيلم القصير، والثانية بعنوان «ورشة التمثيل: ما وراء الطريقة» يُقدمها جيرالد جيمس الذى يُعد أحد أهم مدربى التمثيل فى لوس أنجلوس ومصر.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الأوبرا المصرية تكشف عن اللجنة التحضيرية لمهرجان الموسيقى العربية
افتتاح مهرجان الحرف التقليدية الثالث عشر بقاعة سينما الحضارة
أرسل تعليقك