تاريخ ما أهمله التاريخ  الإرهاب فى مقبرة الأمين العام للأمم المتحدة
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

تاريخ ما أهمله التاريخ : الإرهاب فى مقبرة الأمين العام للأمم المتحدة

تاريخ ما أهمله التاريخ : الإرهاب فى مقبرة الأمين العام للأمم المتحدة

 العرب اليوم -

تاريخ ما أهمله التاريخ  الإرهاب فى مقبرة الأمين العام للأمم المتحدة

بقلم : مصطفى الفقي

تربطنى علاقة متصلة بـ«الكنيسة البطرسية»، التى تعرضت للجريمة الإرهابية الغادرة فى يوم أحد يصلى فيه المسيحيون فى كنائسهم ويحتفل المسلمون بمولد نبيهم الكريم، فإذا التفجير الآثم يحيل المصلين فى الكنيسة الصغيرة إلى دماء وأشلاء، ويحصد الموت فى الحال خمسة وعشرين مصرياً مع عشرات الجرحى الذين لم يقترفوا ذنباً ولم يفعلوا جرماً فى ذلك الصباح الهادئ بحى العباسية، حيث تقع الكنيسة فى حرم «الكاتدرائية المرقسية»، ولاشك أن هناك تسيباً أمنياً تتحمله أطراف كثيرة، إذ يبدو أن غياب البابا «تواضروس الثانى» فى مهمة بالخارج يؤدى تلقائياً إلى حالة استرخاء أمنى استغلها الجناة فى تنفيذ مخططهم الإرهابى العدوانى.

أعود إلى «الكنيسة البطرسية» والمناسبات الثلاث التى حضرت فيها إلى تلك الكنيسة الأنيقة، التى تبدو إلى جانب الكنائس الأخرى مثل «البوتيك» الصغير بين المحال الكبيرة، فالرخام مستورد من «إيطاليا» والنقوش والزخارف متميزة، والكنيسة تحفة رائعة تم فيها نقل رفات «بطرس باشا غالى» عام 1933، وهو رئيس وزراء مصر الذى اغتاله «إبراهيم ناصف الوردانى» عام 1910 فى فترة تأزم طائفى لا نرجو له أن يعود أبداً.

ويقبع داخل قبو الكنيسة رفات عدد من أقطاب العائلة، لعل أهمهم هو أستاذى الراحل الدكتور «بطرس بطرس غالى»، الذى حظى يوم دفنه فيها بحضور شخصيات دولية ومصرية تتناسب مع مقام الراحل العظيم، ويومها أدار الاحتفال ابن ابنة عمه الوزير السابق «منير فخرى عبدالنور»، وتحدثت خلاله مديرة عام اليونسكو ومندوبة الأمين العام للأمم المتحدة والسيد «عمرو موسى»، وكان مشهداً مهيباً بحضور قرينة الراحل السيدة «ليا نادلر»، ويومها لم يتح لى الحديث لأن الوقت كان ضيقاً والبرنامج كان معداً سلفاً، إذ كانت هى المناسبة الثالثة والأخيرة التى دخلت فيها تلك الكنيسة التاريخية المتميزة.

وقد دخلتها قبل ذلك مرتين، الأولى فى زفاف «يوسف بطرس غالى»، وزير المالية الأسبق، على قرينته الراحلة السيدة «ميشال صايغ»، وكان الحفل أنيقاً أضفى عليه وجود الجانب اللبنانى من جانب العروس شياكة ورقياً، ثم كانت المناسبة الثانية عام 2010 عندما اتصل بى أستاذى الراحل «بطرس بطرس غالى» وطلب منى حضور حفل الذكرى المئوية لاغتيال جده الكبير، على أن أكون المتحدث الوحيد أمام صفوة من رجال السياسة والثقافة ورموز المجتمع المصرى، وقد فعلت ذلك بعد نقاش لطيف مع أستاذى قلت فيه إننى لن أستطيع تبرئة الجد الراحل من كل ما وجه إليه، ولكننى سوف أركز على بعض الإيجابيات، منها إنشاؤه «جمعية التوفيق القبطية»، وموقفه المتضامن مع الشيخ «البشرى» عندما عزله الخديو من مشيخة الأزهر، وذكّرته بالعبارات البسيطة التى كررها جده عندما حضر الخديو «عباس حلمى الثانى» ليراه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ووقتها قال «بطرس غالى الكبير» وهو يحتضر (هذا كثير علينا يا أفندينا) ممتناً فى شفافية المحتضر لولى الأمر! وفور أن انتهيت من كلمتى قام د. «بطرس غالى» من مقعده واحتضننى أمام الجميع، تعبيراً عن رضائه عن الكلمة المتوازنة التى أعطيت فيها «بطرس باشا غالى» إلى جانب الانتقادات الموجهة إليه بعض الإيجابيات ولو محدودة.

لقد طافت بذهنى مشاهد تلك المناسبات الثلاث وأنا أتابع الأخبار الأولى للحادث الإرهابى الغادر، وقلت فى نفسى: (لقد وصل الإرهاب إلى مقبرة أمين عام الأمم المتحدة لأنه إرهاب بلا وطن أو خلق أو دين، إنه تعبير جديد عن مفهوم الجريمة المنظمة والممنهجة بشكل واضح)، فالذين أقدموا على هذا العمل الذى يتسم بالخسة والنذالة إنما يستهدفون اغتيال الشخصية المصرية ودور العبادة فى رسالة حمقاء تسعى لبعث روح التعصب وبث سموم الفتنة الطائفية فى صفوف شعب يبدو تماسك أبنائه وترابط فئاته هو أغلى ما يملك على مدار التاريخ كله.

إن الجريمة البشعة التى هزت الوجدان المصرى والضمير الإنسانى هى ناقوس خطر يدق بشدة ليتذكر الجميع أن استهداف «مصر» حقيقة وليس وهماً، وأن تعويق مسيرتها هدف وليس خيالاً، فكلما حاولت «مصر» أن تحلق نحو مجتمع الأمل والمستقبل الواعد الذى تبذل من أجله أغلى التضحيات وتتحمل فى سبيله أشد المعاناة نجد أن هناك من يرصدون جهودها ويقفون فى طريقها.. إننى أتخيل أستاذى الراحل وهو يتقلب فى قبره، خصوصاً أنه كان أبعد ما يكون عن التعصب الدينى أو الجمود الفكرى، لذلك لا يستحق «بطرس بطرس غالى» إلا الإكبار والاحترام حياً وميتاً، فقد كان ابناً باراً للوطنية المصرية، تمحو إنجازاته لوطنه خطايا سابقيه وتضعه فى المكان الملائم من تاريخنا المعاصر.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 03:57 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد ربيع.. أستاذ علم الحضارات

GMT 04:59 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

اعترافات ومراجعات (80).. اليهود وكورت فالدهايم

GMT 03:37 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

مجمع اللغة العربية.. الأزمة والحل

GMT 02:51 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

اعترافات ومراجعات (62) الاكتئاب سلعة إسرائيلية

GMT 03:29 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ ما أهمله التاريخ  الإرهاب فى مقبرة الأمين العام للأمم المتحدة تاريخ ما أهمله التاريخ  الإرهاب فى مقبرة الأمين العام للأمم المتحدة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار
 العرب اليوم - إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab