على مقهى فى أحد أحياء القاهرة الشعبية، وقبيل صلاة الفجر جلس المسئول السياسى يرتشف قليلاً من الشاى الممزوج بالنعناع وأخذ يفكر بعمق فى أحوال البلاد عقب نتائج المعركة البرلمانية الأخيرة.
وبينما هو كذلك باغته شاب «ثورى» تعرف عليه وأقحم نفسه على خلوته ودار بينهما الحوار التالى:
الشاب: صباح الفل يا أستاذنا تسمح لى آخذ من وقتك بضع دقائق؟
المسئول: اتفضل يا ابنى أنا تحت أمرك.
الشاب: عندى شوية أسئلة تصيبنى بحيرة شديدة.
المسئول: للأسف ليس عندى وقت كثير لأننى أريد أن أصلى الفجر فى موعده مع الجماعة.
الشاب: أى جماعة؟
المسئول: يا أخى أقصد صلاة الجماعة!.. بالله عجّل بسؤالك ماذا تريد؟
الشاب: ماذا تتوقع أن يحدث فى ذكرى 25 يناير المقبل؟.
المسئول: كل خير يا ابنى، أتوقع أن تمر بسلام!
الشاب: كيف يا أستاذ.. ورموز الثورة فى السجون: 6 أبريل، جمعيات حقوق الإنسان، اليسار، والإخوان!
المسئول: هؤلاء خالفوا أنظمة القانون وخرجوا على مشروع الدولة واعتقدوا أن لديهم «حصانة ثورية»!
الشاب: كن عادلاً يا أستاذ هؤلاء أرادوا استمرار الثورة فى مسيرتها ومنع استيلاء الفلول عليها!
المسئول: وما هو تعريفك لـ«الفلول» يا ابنى؟
الشاب: كل من عاصر وانتفع من نظام الرئيس مبارك!
المسئول: انت كم عمرك يا ابنى؟
الشاب: 34 عاماً!
المسئول: إذن أنت من «الفلول» لأنك «عاصرت» وانتفعت من هذا النظام!
الشاب: لا بد من منع كل من شارك فى الحياة السياسية فى عهد مبارك.
المسئول: وماذا عن الإخوان؟
الشاب: أيضاً لا بد من منع كل أنصار الإخوان!
المسئول: ما بين أنصار مبارك وأنصار الإخوان هناك نحو 6 ملايين مواطن ومواطنة! هل تريد منعهم جميعاً من المشاركة؟.
وقبل أن يجيب الشاب رُفع أذان الفجر وانسحب المسئول وترك الشاب يفكر فى: هل يمكن فعلاً منع 6 ملايين مواطن من حقوقهم السياسية؟!