بقلم : عماد الدين أديب
أصبحت احتمالات فوز هيلارى كلينتون بتسمية الحزب الديموقراطى ودونالد ترامب عن الحزب الجمهورى حسابياً شبه مؤكدة، ولكن ليست نهائية، فى هذا السباق الذى لا يخلو أبداً من المفاجآت.
وفى سابقة تكاد تكون الأولى من نوعها قام المرشح المحتمل الجمهورى «تيد كروز» الذى يحتل المرتبة الثانية بعد ترامب، ولكن بفارق كبير، باختيار «كارلى فيورينا» لمنصب نائبة رئيس الجمهورية فى حال فوزه.
وكارلى فيورينا هى المرأة الوحيدة التى رشحت نفسها ضمن 17 مرشحاً عن الحزب الجمهورى كلهم من الذكور، وكانت تشغل منصب رئيسة مجلس إدارة شركة «هيوليت بالمارد» للتكنولوجيا.
أما هيلارى كلينتون فهى ترقص فوق السحاب لأن نتائجها فى الانتخابات التمهيدية بالإضافة إلى علاقاتها بما يُعرف بـ«مندوبى الولايات داخل الحزب» والقيادات الكبرى التى تصنع عملية الترشيح تجعلها مرشحة مؤكدة لخوض معركة الرئاسة عن الحزب الديموقراطى، خاصة أنها المفضلة لدى الرئيس الحالى باراك أوباما.
يبقى دونالد ترامب الذى قام، ولأول مرة، بإلقاء خطاب مكتوب وليس مرتجلاً أمس الأول كان موضوعه رؤيته لملف السياسة الخارجية الأمريكية.
حدد ترامب فى هذا الخطاب النقاط التالية:
1- أن السياسة الخارجية الأمريكية فى عهدى كلينتون وأوباما الديموقراطيين فقدت احترام العالم لها لأنها -حسب وصفه- تعبر عن «ضعف» وليس عن «قوة».
2- أن هذا الضعف أدى إلى صعود كل من الصين وروسيا على حساب النفوذ والمصالح الأمريكية فى العالم.
3- أن سياسته الخارجية سوف تقوم دائماً وأبداً على مبدأ «أمريكا أولاً»، وأنها لن تضع مصالح أى طرف مسبقاً حتى لو كان الاتحاد الأوروبى.
4- أكد ترامب أن الحلفاء فى حلف الناتو لا يدفعون نسبة الـ2٪ من ناتجهم القومى كتمويل لموازنة الدفاع للحلف وأن واشنطن تتحمل أكثر من غيرها فى عملية التمويل والتسليح والدفاع نيابة عنهم.
5- فاجأ ترامب الجميع بقوله إن واشنطن بحاجة إلى سياسة محايدة أكثر وليست منحازة إلى إسرائيل للتعامل مع المسألة الفلسطينية.
6- أكد ترامب أن ما يُعرف باسم «الاتفاق النووى» مع إيران هو لمصلحة طهران وأنه خطأ كبير من أخطاء إدارة أوباما.
كل ذلك يؤشر إلى اتضاح معركة الرئاسة الأمريكية التى سوف تتضح معالمها فى خلال 8 أسابيع ثم تعلن عن نفسها فى 19 نوفمبر المقبل، حيث يُنتخب الرئيس ثم يتسلم الحكم يوم 20 يناير من العام المقبل.
لذلك كله أقول: إذا كنت من أنصار عودة الربيع العربى فإن مرشحتك هى هيلارى، وإذا كنت مضاداً لإيران وإسرائيل فإن مرشحك هو ترامب.