بقلم - عماد الدين أديب
من يرد فهم مستقبل عالم الغد جيداً فعليه أن يحرص على فهم حركة واتجاهات دولة الصين.
أمس، بدأ المؤتمر السنوي العام للحزب الشيوعي الصيني، الذي يدير شؤون البلاد، والعباد منذ أكتوبر 1949.
المؤتمر يضم أكبر عدد من الممثلين الرسميين والشعبيين لنظام ما في تاريخ البشرية، ورغم ضخامة هذا العدد الخرافي من الممثلين والمندوبين فإن إدارة النقاش والأعمال تتميز بانضباط ودقة، وصرامة مذهلة.
انعقد هذا المؤتمر هذه المرة– كالعادة- برئاسة رئيس البلاد المختار مدى الحياة، وهو الرئيس شي بوصفه الرئيس التاريخي، الذي قاد البلاد نحو أكبر طفرة في التحديث والتنمية، أدت إلى تحقيق معدل تنمية قارب الـ 120 %، خلال عشر سنوات «خطتان خمسينيتان».
تقرير العام الذي عرضه رئيس الحكومة الشعبية رئيس الوزراء لي «توقع إحداث معدل تنمية سنوي هذا العام بنسبة 5 %، وتوقع وصول معدل التضخم إلى 4 %».
أهم ما أعلنه رئيس الحكومة هو أن الصين تهدف إلى إدخال 12 مليون يد عاملة جديدة إلى سوق العمل، خلال هذا العام.
وجاء في كلام رئيس الحكومة هذه المرة ما استوقف المراقبين حول سياسة الصين الجديدة في نوعية الإنتاج.
قال الرجل: «نريد هذا العام أن ننتقل من «سرعة الإنتاج» إلى حالة «نوعية الإنتاج»، بمعنى الانتقال التاريخي من معدلات الكم إلى نوعية الكيف».
من يتابع قصة الصين في التجارة والصناعة فسوف يكتشف أنها الدولة الأكبر في الكم في كل شيء، مثل مليار ونصف المليار نسمة من يعيشون على 9.5 ملايين كم مربع، لديهم ناتج قومي يصل إلى 32 تريليون دولار في العام، يدافع عنهم أكبر عدد من قوات المشاة، وأكبر عدد من قطع البحرية في العالم.
الآن تنتقل الصين من حالة الأعوام الرقمية إلى الدقة والنوعية.
هذا الانتقال سوف يدفع بها دفعاً إلى الدخول في المنافسة المحتدمة مع المنتجات الراقية الجودة لدول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية.
وهذا كله سوف يدفع بحالة التنافس الحادة حالياً إلى مرحلة «صدام تجاري» غير مسبوق في أسواق العالم الجديد.
الصين في هذا المؤتمر تدخل حلبة الصراع الصناعي التجاري بقوة وتحدٍ في زمن تحتكر فيه الولايات المتحدة حصرياً أدوات وعناصر الذكاء الصناعي المؤثر الأول في تحسين الصناعة.