بقلم - عماد الدين أديب
أحياناً تصدر عن إسرائيل روايات تتعمد أجهزتها الرسمية تسريبها للرأي العام العالمي تتحدى العقل والمنطق بل تتحدى الخيال.
بعض هذه الروايات، الخيال المصنوع فيها يفوق روايات شهرزاد في ألف ليلة وليلة، أو حكماء الهند في كليلة ودمنة، أو إبداعات جيمس كاميرون في أفلام حرب الفضاء العلمية.
آخر هذه الروايات هو ما سربته الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عن عمليات الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة من قبل جيش الاحتلال.
تقول هذه التسريبات إن هناك وحدة أبحاث عسكرية تدعى الوحدة 8200 قامت بابتكار نظام ذكاء اصطناعي يسمى «هاب صوراه».
يحتوي هذا النظام على تسجيل بيانات لــ 2 مليون مواطن فلسطيني تم إدخالها في قاعدة تمت تغذيتها بواسطة أجهزة الأمن الإسرائيلية.
قاعدة البيانات هذه حددت 36 هدفاً للتصفية من قبل جيش الاحتلال. وقيل إن عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي اعتمدت على توجيه أسلحة القتل والتدمير من طائرات قاذفة، أو طائرات مسيرة، أو صواريخ ذكية، أو عمليات نوعية من قبل هذا النظام.
وكأن جيش الاحتلال مغلوب على أمره، فهو لم يتعمد القتل العشوائي للمدنيين، لكنه كان – فقط – يتبع نظام وأوامر وتوجيهات «هاب صوراه».
وكأن مديرية الإشارة برئاسة الأركان كانت مسلوبة الإرادة في القتل والتدمير منذ 7 أكتوبر.
أخطر معلومة تكشفت من أسلوب التعامل مع هذا النظام أن هناك توجيهاً من رئاسة الأركان للقوات المقاتلة في العمليات يجيز لها المبدأ الآتي وهو:
إذا كان الهدف يضم هدفاً من الدرجة الثانية في الأهمية فإنه يجوز للقوات التضحية بعشرة إلى خمسة عشر مدنياً معه، وإذا كان الهدف الموصوف من الصف الأول القيادي فإنه يجوز لهم بالتضحية بما هو أعلى من 50 هدفاً مدنياً مقابل الإجهاز عليه.
هذا هو قانون القتل، وليس قانون القتال الذي يدبره العقل البشري المريض المتعطش للدماء الذي يحاول أن يقنعنا بأن 33 ألف شهيد و80 ألف جريح و2 مليون نازح كلهم ضحايا نظام إلكتروني!