بقلم : عماد الدين أديب
فى اللهجة الشعبية الدارجة هذه الأيام تقول أغانى «المهرجانات» ناصحة الشباب نصيحة قصيرة مركزة بليغة تقول «اعمل الصح»!
«اعمل الصح» تعنى ببساطة الانتصار للحق والخير والصواب والوقوف فى وجه الخطأ والخطيئة والشرور بجميع أنواعها.
«اعمل الصح» تعنى التمسك بمعيار القيم الذى قام عليه المجتمع المصرى منذ آلاف السنين، ذلك المعيار الأخلاقى الذى يرفض الكذب والسرقة والغش والنصب والخيانة وبيع الضمائر وتزوير الحقائق.
لم تكن هناك حاجة إلى أن تتم كتابة قواعد هذا المعيار الأخلاقى فى وثائق أو بيانات أو كتب لأنها مبادئ أخلاقية صريحة وقاطعة لا يختلف عليها اثنان من أصحاب العقول والضمائر السليمة.
«اعمل الصح» هى دعوة بسيطة لكنها عميقة، قد تبدو سهلة -للوهلة الأولى- لكنها مكلفة لصاحبها.
«اعمل الصح» فى هذا الزمن تعنى أن تقف ضد الظلم وتنصر الخير مهما كان الثمن.
«اعمل الصح» فى هذا الزمن تعنى أن تدخل فى صراع مع قوى الشر والتخلف والظلام.
«اعمل الصح» معناها أن تقول الحق والحقيقة فى وجه من يريد تزوير التاريخ وطمس الواقع واختطاف المستقبل إلى منطقة مجهولة.
«اعمل الصح» هى اختيار للصواب فى زمن الخطأ، وهى دفاع عن الحقيقة فى زمن الكذب، وهى انتصار للخير فى زمن الشر.
حينما يقول المطرب الشعبى ناصحاً صاحبه «يا ابنى اعمل معاه الصح»، فإنه فى حقيقة الأمر يدعوه إلى التحلى بروح الإصلاح والتصحيح للواقع المؤلم الذى نحياه.
المؤسف أن كثيراً منا «لا يعمل الصح» وهو يدرك أنه فى حقيقة الأمر يعمل الخطأ!
والمؤسف أكثر وأكثر أن كثيراً منا «لا يعمل الصح» وهو -للأسف- يعتقد أنه يفعل الصواب، فيراهن على حكومات خاطئة وحكام مستبدين وأحزاب فاشلة وشخصيات عامة فاسدة ورجال دين تكفيريين!
«اعمل الصح» دعوة رائعة لكن أهم شروطها أن يعرف الإنسان أولاً ما هو «الصح»؟!