بقلم : عماد الدين أديب
وجدت السلطات ولأول مرة جثمان حوت ضخم على شواطئ مرسى مطروح، مما أثار أزمة نادرة الحدوث، على أساس أن هذه المنطقة البحرية لم تعرف أبداً وجود هذا النوع من الحيتان.
وحظ هذا الحوت البائس أنه نفق وتوفى فى هذه المنطقة من سواحل البحر المتوسط!
المشهد كما رأيناه، فيه -كالعادة- زحام كبير من المشاهدين الفضوليين ومجموعات من الغطاسين، وممثلين عن محافظة مرسى مطروح، ووسائل إعلام مختلفة، وكل من يعتقد أن لديه علاقة مسئولية -من قريب أو بعيد- عن التعامل مع أزمة وفاة الحوت.
وتبادرت على الفور عشرات الأسئلة مثل: كيف وصل هذا الحوت إلى شاطئ مرسى مطروح؟ وماذا يعنى وجوده؟ وهل توجد حيتان أخرى تُهدد شواطئنا؟ وماذا سيُفعل بالحوت؟ وما الجهة الموكل إليها نقل جثة الحوت؟ وماذا سيُعمل بجثمان الحوت؟ وهل سيتم تشريحه؟ هل سينقل إلى هيئة الأحياء المائية؟ هل سيتم دفنه؟.
وازداد المشهد طرافة حينما جاءت سيارات ومعدات ورافعات تحاول رفع جثمانه الضخم على مقطورة، وصعوبة تقييده بحبال وسلاسل وروافع على المقطورة الكبيرة.
أزمة الحوت جزء طريف وكوميدى يوضح حالة الاضطراب التى يمكن أن نواجهها فى حال حدوث أمر غير عادى وغير متوقع.
والمتخصص فى علم إدارة الأزمات يعرف أن هناك فرعاً خاصاً من هذا العلم البالغ الأهمية فى عصرنا الحديث، اسمه علم إدارة الأزمات الطبيعية، أى تلك الأزمات التى تنشأ عن الزلازل والبراكين والعواصف والحرائق التى تنشأ فى الغابات، أو الأعاصير المشابهة لإعصار «تسونامى» الشهير.
دائماً تفاجئنا الأحداث، ودائماً تكون حركتنا بطيئة ومرتبكة ومضطربة تسبب تداخل السلطات وعدم وضوح المسئوليات.
علينا أن ندرك أن من أهم صفات الإدارة الحديثة القدرة على إدارة أى أزمة صغيرة أو كبيرة، طارئة أو متوقعة، بثبات ومرونة وقدرة على التفكير الإبداعى الخلاق!