بقلم - عماد الدين أديب
«كتّر خير» الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قرر في خطاب «الاتحاد» الأخير أن يعلن عن بناء رصيف ميناء بحري مؤقت في غزة لإدخال المساعدات لسكّان القطاع.
لكن هناك ملاحظات عدة يتوجّب ذكرها عند الحديث عن هذا المشروع، يمكن تحديدها على النحو التالي:
أولاً: إن الرئيس الأمريكي تذكّر بعد 160 يوماً من التجويع والعطش والتشريد والقتل الوحشي، التكرّم بعمل هذا المشروع.
ثانياً: إن واشنطن ساهمت في جريمة اغتيال وتجويع الشعب الفلسطيني في غزة من خلال إجراءات عدة، بدأت بالدعم المالي، 7.2 مليارات دولار، وبالمساعدات العسكرية، وبإرسال خبراء إدارة معارك، وباستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد الإيقاف الفوري لإطلاق النار.
ثالثاً: إن واشنطن كانت أول من أيّد دعوة إسرائيل بعقاب وكالة الأونروا وإيقاف الدعم لها تحت دعوى لم تثبت بعد، بأن هناك 17 شخصاً من مجموع ثلاثة آلاف موظف من موظفي الأونروا متورطون في دعم حماس!
رابعاً: تقول المصادر الهندسية في واشنطن إن بناء الرصيف المؤقت في غزة يحتاج، لو تمّ بأقصى سرعة، ما لا يقل عن 8 أسابيع حتى يبدأ في التشغيل.
خامساً: إن واشنطن أعلنت مشكورة أنها سوف توفّر 2 مليون وجبة مدعومة بزجاجات ماء شرب تصل عبر الإسقاط المظلّي طوال شهر رمضان الكريم.
وبعلم الحساب البسيط، فإن عدد النازحين من سكان القطاع يتجاوز الـ2 مليون نسمة، وإذا افترضنا أن عدد الصائمين منهم هو 1.2 مليون شخص إذا حذفنا منهم غير القادرين على الصيام من الأطفال والشيوخ والمرضى وغير المسلمين، فإن هؤلاء يحتاجون إلى وجبتي إفطار وسحور يومياً، أي 2.4 مليون وجبة.
بالطبع، كان من الأسهل لو ضغطت واشنطن على إسرائيل لفتح الـ7 معابر التي على حدود غزة، وطلبت منها حق المرور غير المشروط.
بالأمس، أعلنت إسرائيل أنها سوف تتعاون مع مشروع الميناء الأمريكي في غزة، لكن بشرط أن تقوم بالتفتيش على المساعدات الأمريكية، وبالتالي سنعود إلى حالة أن حق المرور أو الرفض لأي مساعدات سيعود مرة أخرى إلى إسرائيل!