بقلم : عماد الدين أديب
هناك قصة ذات مغزى تفسر حالة العقل المريض التدميرى.
تقول القصة إن رجلين صدر عليهما الحكم بالإعدام، وقبل تنفيذ الحكم عليهما سألهما الضابط عن آخر أمنية لهما قبيل إعدامهما.
قال الأول: أمنيتى الأخيرة أن أرى أمى قبل أن أموت.
أما الثانى فقال: أمنيتى الأخيرة ألا يرى زميلى أمه قبل أن يموت!
هذا هو الشر التدميرى، إنه نوع من الشر الفاقد للعقل والمنطق والفهم الصحيح للمصلحة!
إنه منطق البحّارة الذين يتشاجرون وهم على سطح مركب واحد، فيقوم أحدهم بثقب المركب انتقاماً من خصومه فيغرق المركب به وبهم!
هذه الحالة هى حالة الذين يتشاجرون بالدماء وهم يعتقدون أنهم يختلفون من أجل الوطن بينما هم يدمرون الوطن على رأس خصومهم وعلى رأسهم أيضاً.
من الممكن أن نختلف تحت مظلة الوطن وتحت سقف الدولة، ولكن أن نعتقد أن بقاء الوطن لن يتحقق إلا بإسقاط الدولة وبإسقاط النظام فنحن فى حقيقة الأمر نضع مسدساً فى رأسنا ونطلق على أنفسنا النار.
إنها حالة من حالات الانتحار المجانى التى ستؤدى بنا إلى الفراغ السياسى الذى يمهد إلى الفوضى المؤدية للتقسيم.
الحفاظ على مشروع الدولة فى ظل نظام أختلف معه أفضل مليون مرة من سقوط الدولة وصعود نظام أتفق معه!
إننى أحذر ليل نهار من مسألة سقوط الدولة، ليس من أجل استخدام ذلك كفزاعة للإبقاء على أى نظام بأى ثمن.
إننى أقول لمن يختلف، اختلف كما شئت ومع أى إنسان، وقل ما شئت، ولكن تمسّك بروح المسئولية فى الحفاظ على مشروع الدولة!