لأول مرة آخذ عطلة من الكتابة لمدة شهر، ومن حسن الحظ كان ذلك خلال شهر رمضان الفضيل.
واليوم أعود إليكم لأكتشف أن العالم الذى تركته خلال 30 يوماً قد تغير وتبدل به الحال من سيئ إلى أسوأ!
بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبى باستفتاء جاء بنسبة 52٪ ضد 48٪، ومنذ اللحظات الأولى فقدت البورصة اليابانية 7٪ من قيمتها وخسرت بريطانيا 20٪ من قيمة الجنيه الإسترلينى، وتحملت سوق المال البريطانية خسائر بلغت 220 مليون جنيه إسترلينى، وفقد الاقتصاد العالمى أكثر من 2 تريليون دولار، وتحولت سوق العقار البريطانى من سوق «البائع» إلى سوق «المشترى»!
وضرب الإرهاب المجنون بنجلاديش وبغداد وأورلاندو والحدود السورية اللبنانية والحدود السورية الأردبية وجدة والقطيف والمدينة المنورة.
وتوسع «داعش» حتى وصل السنغال ومطار مدينة إسطنبول.
وأعلن رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية أنه يعتقد أن «داعش» لديه خلايا نائمة فى الولايات المتحدة وأنه يتوقع أن تحاول القيام بأعمال إرهابية ضد أهداف فى البلاد.
وظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن وفد التفاوض الحوثى مدعوماً بممثلى الرئيس المخلوع على عبدالله صالح يلعبون لعبة المماطلة فى مفاوضات المصالحة التى ترعاها الكويت.
وثبت للجميع أن الوفد الحوثى يتلقى أوامره مباشرة من الحرس الثورى الإيرانى.
واكتشفنا أن الوفد الرسمى السورى فى مفاوضات جنيف لا يريد التوصل إلى تسوية ويسعى إلى فرض سياسة «كل شىء أو لا شىء».
وثبت أيضاً من تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيرى أن واشنطن لن تفعل أى شىء إيجابى فى أزمات العراق وسوريا وفلسطين ولا فى تحقيق مواجهة حقيقية وجادة ضد تنظيم داعش.
فى هذا الشهر اكتشفنا هشاشة النظام الدولى، وضعف الاتحاد الأوروبى، وصعود التيارات اليمينية فى أوروبا التى تدعو إلى الانفصال عن مشروع الاتحاد.
فى هذا الشهر أيضاً ظهرت فضائح ترامب وهيلارى كلينتون المالية واكتشف الناخب الأمريكى أن عليه أن يختار بين السيئ والأكثر سوءاً.
وفى هذا الشهر أيضاً استغل دونالد ترامب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى ليسوّق فكرته الداعية إلى الخروج من أى تحالفات اقتصادية وأى إجراءات تنظم حق الهجرة والسفر للولايات المتحدة.
إنه عالم ينتقل من السلم إلى الإرهاب، وعالم ينتقل من مشروعات الوحدة إلى الانفصال، ومن العقل إلى الجنون.
لم يحدث ذلك كله فى شهر واحد لكنه تراكم لفشل عظيم يتم التحضير له منذ سنوات ونحن نغط فى نوم عميق عميق!
أعجب العجائب وأغرب الغرائب هو اعتذار أردوغان لـ«بوتين» على إسقاط الطائرة الروسية وتوقيعه اتفاق مصالحة مع إسرائيل وتوقفه عن الحديث عن سوريا والعراق!!