بقلم : عماد الدين أديب
فى اختبار لممارسة السلطة كرئيس، وأول امتحان لمعرفة مدى جدية دونالد ترامب فى الالتزام بوعوده فى حملته الانتخابية نجح الرجل بامتياز.
بصرف النظر عن تقييمنا للقرار ومدى صوابه أو خطئه، يمكن القول إن دونالد ترامب لا يتراجع عن مواقفه المسبقة.
اتضح ذلك فى مسألة الخلاف بين «ترامب» والمكسيك حول بناء جدار على الحدود المشتركة، وتحميل المكسيك كامل كلفة هذا الجدار التى يقال إنها قد تتعدى الـ15 مليار دولار. لذلك كله طلب الرئيس المكسيكى موعداً عاجلاً لزيارة واشنطن وبحث الموضوع مع «ترامب».
وقبيل إتمام الزيارة بأيام كتب دونالد ترامب تغريدة على موقعه الرسمى بـ«تويتر» يقول فيها: «إذا جاء الرئيس المكسيكى إلى واشنطن وهو لا يحمل معه مبلغ كلفة بناء الجدار فإنه من الأفضل له ألا يأتى»!!
وبعدها بساعات أبلغ الرئيس المكسيكى البيت الأبيض رسمياً إلغاءه الزيارة. بعدها أيضاً بساعات أعلن «ترامب» أنه سوف يصدر قراراً تنفيذياً بفرض ضريبة تقدر بـ20٪ على قيمة الواردات المكسيكية إلى الولايات المتحدة من أجل تمويل بناء الجدار! ذلك كله يوضح أننا نتعامل مع رجل حاد ومتطرف فى مواقفه لا يعرف التراجع أو المزاح فى قراراته!
هذا الموقف يوضح أيضاً أن «ترامب» سوف يدخل فى دوامة من الصدامات من أجل تحقيق وعوده الانتخابية الداخلية والخارجية.
ينتظر «ترامب» رد الفعل الداخلى لإيقاف العمل بأهم إنجازات «أوباما» الداخلية، المعروف باسم «أوباما كير»، وهو النظام الصحى الشامل الذى يغطى الملايين من الأمريكيين. وينتظر «ترامب» أيضاً رد فعل بدء إجراءات المجموعات الأولى من 12 مليون مهاجر غير شرعى يقيمون فى الولايات المتحدة. وينتظر «ترامب» ردود فعل تقاربه مع «بوتين» ورفع العقوبات عن روسيا.
وينتظر «ترامب» ردود فعل رفع الإعفاءات الجمركية عن البضائع الصينية. وينتظر «ترامب» ردود فعل الخروج من اتفاقيات التجارة مع اليابان وكندا والمكسيك، والخروج من حلف الأطلنطى، وتخفيض تمويل بلاده للأمم المتحدة.
الشهور المقبلة شديدة السخونة، وهى خطرة على مكانة الرئيس الجديد الذى يرفض التراجع عن أى من مواقفه السابقة.
هل يجعل مقعد الرئاسة الرئيس الجديد يتعلم فن التراجع الذكى عن بعض أو كل مواقفه؟ أم أنه رجل متشدد يسير فى اتجاه واحد لا غيره؟
الأيام كفيلة بالإجابة.
المصدر: الوطن