بقلم : عماد الدين أديب
أرجو ألا تشغلنا همومنا الداخلية والمتغيرات الكبرى فى العالم عما يحدث على حدودنا مع ليبيا.
ليبيا هى الجارة التى تحتل أطول حدود مشتركة مع مصر، وهى الجارة الغربية على الحدود البرية وصاحبة أطول ساحل مشترك على الحدود البحرية.
وبوابة الحدود المشتركة من السلوم إلى الوادى الجديد هى مصدر خطر لتهريب السلاح والإرهابيين.
وتقول بعض المعلومات إن أكثر من عشرة ملايين قطعة سلاح من مخازن نظام الرئيس السابق معمر القذافى دخلت مصر فى الفترة من عام 2012 إلى نهايات 2015.
ويتردد أيضاً أن ما يعرف باسم الولاية الإسلامية لداعش فى منطقة «سرت» هى مركز الدعم والتمويل لأنشطة داعش فى سيناء وبقية محافظات مصر.
وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أيقنت متأخرة فى نهايات عهد الرئيس السابق باراك أوباما أنها أخطأت فى أسلوب معالجتها للأزمة الليبية منذ بدايتها وكان ذلك واضحاً فى اعتراف أوباما فى حواره مع مجلة «أتلانتيك» الأمريكية بأن ليبيا هى خطؤه الكبير، فإنها تحاول متأخرة معالجة الموقف.
ومنذ أسابيع قليلة والقاذفات الأمريكية الثقيلة تقوم بقصف مكثف لمواقع تنظيم الدولة فى «سرت» وتقوم بمتابعة دقيقة لقادة التنظيم.
فى القاهرة، عقد مؤتمر لدول الجوار مع ليبيا بهدف البحث فى شئون الصراع الدموى الدائر فى ليبيا.
وجاء فى البيان الختامى للمؤتمر أن الحاضرين يدعمون الحل السياسى فى ليبيا على أساس أنه الحل الوحيد الممكن.
وفى حقيقة الأمر أن الواقع يقول إن الوضع المركب المعقد فى ليبيا لا بد أن ينتهى إلى ضرورة الحسم العسكرى.
الوضع فى ليبيا قبلى، ومناطقى، وطائفى، وتكفيرى، وتاريخى تلعب فيه استخبارات عشر دول على الأقل أدواراً فاعلة.
فى ليبيا هناك أدوار فاعلة لمصر والإمارات وإيطاليا وقطر وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وتونس.. وكلها متضاربة ومتصارعة!!
الصراع الدموى فى ليبيا هو قنبلة متفجرة يجب ألا ننشغل عنها لأنها بوابة الجحيم لحدودنا وشعبنا!
المصدر : صحيفة الوطن