مَن الرابح ومَن الخاسر مصرياً وعربياً ودولياً وأميركياً فى فوز دونالد ترامب بمقعد الرئيس رقم 45 فى تاريخ الولايات المتحدة الأميركية؟
إن فوز «ترامب» بـ288 صوتاً فى المجمع الانتخابى مقابل 218 لهيلارى كلينتون هو حدث تاريخى.
وفوز «ترامب» بـ600 ألف صوت شعبى متفوقاً على «هيلارى» هو حدث تاريخى آخر.
وفوز الحزب الجمهورى فى ذات القائمة الانتخابية بالأغلبية المريحة للغاية فى مجلسَى النواب والشيوخ يجعل من الرجل ملكاً متوجاً بلا صولجان أو تاج.
قائمة مَن ربح ومَن خسر يمكن تحديدها على النحو التالى:
أولاً: الرابحون
1- أول مَن ربح هو الحزب الجمهورى عقب 8 سنوات من حكم الديمقراطيين فى البيت الأبيض ومجلسَى الشيوخ والنواب.
2- اجتماعياً انتصرت مصالح الطبقة العاملة البيضاء وتجمع رجال الأعمال الصناعيين.
3- فاز التيار اليمينى المحافظ المتحالف مع التيار الكنسى الإنجيلى ضد التيارات العلمانية الليبرالية.
4- يعتبر الكرملين نفسه أكثر الفائزين بسبب العداء السياسى مع واشنطن والعداء الشخصى لـ«بوتين» مع باراك أوباما.
وأكثر القوى السعيدة سياسياً فى المنطقة هى القاهرة التى عاشت ثمانى سنوات عجافاً مع إدارة أوباما، منها 4 سنوات مع سياسات هيلارى كلينتون المعادية لسياسات مصر حينما كانت وزيرة الخارجية.
ولا يفوتنا أن نتذكر أن المسئول العربى الوحيد الذى استقبله «ترامب» فى نيويورك، أثناء الاجتماع السنوى للجمعية العامة، كان الرئيس السيسى، بعدما أشاد به «ترامب» عدة مرات فى حواراته الصحفية، وقال إنه إذا أصبح رئيساً، فإنه سيسعى للتعاون مع الرئيس السيسى والملك عبدالله الثانى ملك الأردن، لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، ومحاربة الإرهاب.
ولم تكن مصادفة أن يكون الرئيس السيسى هو أول زعيم فى العالم يهنئ الرئيس المنتخب دونالد ترامب بعد مغادرته بدقائق لمقر حملته فى فندق هيلتون مانهاتن.
ثانياً: نأتى للخاسرين
1- أولهم إيران التى لا يثق فى سياستها دونالد ترامب، والتى أكد مراراً وتكراراً أن توقيع الاتفاق النووى معها كان جريمة وخطأً تاريخياً، وتعهد بإلغائه إذا ما أصبح رئيساً.
2- بالتبعية تصبح كل القوى الموالية لإيران فى المنطقة مثل حيدر العبادى وحزبه فى العراق، والحوثيين فى اليمن، وحزب الله فى لبنان هم أعداء لـ«ترامب».
3- يعتبر «ترامب» أن تعامل واشنطن مع «داعش» عسكرياً هو تعامل متخاذل، وتعهد بضربات عسكرية موجعة لها.
4- لا يتوقع أن تستمر خطوط جماعة الإخوان مع واشنطن فى ظل حكم «ترامب» بذات القوة التى نمت ونشأت فى عهد إدارة «أوباما».
5- من أكبر الخاسرين مالياً تأتى المكسيك التى هددها «ترامب» بإيقاف الامتيازات التجارية الممنوحة لها ولبضائعها وعمالها، مما أدى أمس الأول إلى أكبر انخفاض تاريخى «للبيزوس» (العملة المكسيكية).
6- الدولار الأمريكى الآن سيبدأ فى المعاناة عالمياً، والبورصة الأمريكية فى «وول ستريت» فقدت أكبر قيمة لها منذ انهيار 11 سبتمبر 2001.
إنه عالم جديد، إنه زلزال دونالد ترامب الذى سيبدأ فى صياغة قواعد جديدة للعبة الأمريكية فى العالم.