بقلم : عماد الدين أديب
لا بد من التعمق والتمعن فى تحليل تفجيرات مدينة نيويورك التى تمت منذ ساعات.
تأتى هذه التفجيرات فى «مكان» و«توقيت» و«ظروف» غير عادية بالنسبة لتنظيم داعش.
هناك قانون نستخلصه دائماً من القراءة المتأنية لسجل عمليات «داعش» الخارجية. هذا القانون يقول إنه «كلما زادت الخسائر وعظمت الخسائر الميدانية لتنظيم داعش على أرض المعارك فى سوريا والعراق يقوم التنظيم بتحريك خلاياه النائمة فى الخارج».
والظاهر، خلال الأسابيع الماضية، زيادة عمليات القصف الجوى ضد أهداف التنظيم فى سوريا والعراق من قوى طيران الأسد وطيران الجيش الروسى وقوات التحالف الغربى.
ويؤكد سجل العمليات البرية نجاح قوى الجيش العراقى والحشد الشعبى الشيعى فى تسجيل خسائر فى العتاد والأرواح لـ«داعش» فى العراق ونجاح قوات الأسد مدعومة بالطيران الروسى وطيران التحالف الغربى فى تكبيد «داعش» خسائر فى سوريا.
والمتفجرات التى تم استخدامها فى نيويورك تم تصنيعها بشكل يدوى محلى داخل طنجرة ضغط للطهى مزودة بساعة زمنية موقوتة.
تم اختيار التفجيرات فى منطقة مانهاتن التى تُعتبر قلب مدينة نيويورك وفى شوارع أرقام 23 و26 و27 بالتقاطع مع الشارع السادس الممتد عبر مانهاتن، وهى مناطق بلا أهداف حيوية معروفة، لكنها تكون مكتظة بالناس والشباب بعد ظهيرة عطلة يوم السبت.
إذن الغرض هو إحداث أكبر قدر من الخسائر كى يسبب أكبر قدر من الذعر والارتباك فى مدينة تجهز نفسها أمنياً لاستقبال ضيوف العالم الذين سيحضرون الدورة السنوية لاجتماعات الجمعية العامة لأمم المتحدة.
وكأن «داعش» يريد أن يقول للعالم ولواشنطن التى ترسل طائراتها القاذفة إلى سوريا والعراق: «نحن هنا، وما زالت لدينا القدرة على إيذائكم».