بقلم : عماد الدين أديب
هل تعرفون ما المنطقة «الرخوة» فى بنيان الإدارة الحكومية المصرية؟
هل تعرفون أين هو مركز الضعف والانهيار ومركز الفساد الإدارى فى بلادنا؟
دون لفّ أو دوران إنها الإدارة المحلية على امتداد خارطة مصر من أقصاها إلى أدناها.
هذه الإدارة المحلية التى تصل إلى مناصبها بالتزوير والمحسوبية وبالمكافأة على دعم فساد السلطات المحلية من مرشحى البرلمان ومن سلطة المحافظة والأجهزة الحكومية المختلفة.
يقولون فى فرنسا إذا أردت أن تعرف كيف ستنتهى الرواية عليك أن تسأل أولاً كيف بدأت؟!
وفى حالة المحليات، فإن البداية، أو بالأصح بداية المأساة، تنشأ من عزوف الشباب النبيل والقوى الوطنية الصادقة التى تسعى إلى الخدمة العامة، وتهدف إلى رعاية البيئة المحلية التى نشأت وتربت فيها، عن الترشح لانتخابات المحليات والمشاركة الفعالة لخدمة المدن والقرى والنجوع التى تضم أهلهم وذويهم.
دائماً تُترك هذه المقاعد إلى الفاسدين والمحترفين الذين يعيشون على الانتفاع من الفساد الإدارى ونهب أموال الدولة من مشاريع طرق وبناء مدارس وشق ترع وحفر صرف صحى وإدخال طاقة كهربائية وبناء مستشفيات.
تدفع الدولة مليارات للإنشاءات والخدمات يذهب معظمها فى جيوب اللصوص والسماسرة والفاسدين، برعاية وتحت سمع وبصر وبتسهيل من سلطات الحكم المحلى فى المحافظات.
فى شهر مايو من العام المقبل، سوف تبدأ إن شاء الله معركة انتخابات الحكم المحلى فى بلادنا.
هذه المعركة بالذات تحتاج إلى المشاركة الواسعة من المخلصين الراغبين فى خدمة الوطن والمواطنين، ولتحقيق جهاز رقابة شعبية على مستوى المحليات، لضمان نزاهة الإصلاح الاقتصادى، وجودة الخدمات العامة المقدمة للمواطن دون فساد أو إفساد.
هذه المعركة تحتاج أيضاً إلى عدم إحجام الجماهير عن المشاركة بالرأى، والتصويت فيها لاختيار أفضل وأكفأ وأشرف العناصر.
إن لم تفعلوا لا تلوموا إلا أنفسكم!