أجرى الزميل الأستاذ أسامة كمال حواراً مهماً مع الرئيس عبدالفتاح السيسى لقناة «القاهرة والناس»، وأذيع على كل القنوات.
وفى رأيى أن هذا الحوار هو من أهم وأفضل الحوارات الإعلامية التى أجريت مع الرئيس منذ بدء رئاسته.
والحوار الإعلامى يعتمد على طرفين: الطرف الأول مدير الحوار، والثانى هو الضيف.
وفى كثير من الأحيان يكون الضيف على أرفع مستوى، لكن لا يكون مدير الحوار على مستواه، فيهبط الأداء، وتضيع المعلومات، ويفقد الحوار حيويته ويصبح خالياً من الأخبار، والعناوين الجذابة التى ينتظرها الناس ويسعى الإعلام، لتلقفها وإبرازها.
وما قام به الأستاذ أسامة كمال هو أنه أدار بحرفية شديدة وبراعة كاملة هذا الحوار الحيوى، الذى أعطى قيمة مضافة لإنجازات المرحلة وطرح العديد من تساؤلات الشارع.
وبشكل علمى يمكن توصيف أداء الأستاذ أسامة كمال على النحو التالى:
1- قام المحاور بدراسة تفاصيل القضايا التى ناقشها مع الرئيس فظهر إلمامه الكامل بها، ولم تكن أسئلته «قشرية»، أى سطحية أو بعيدة عن العمل.
2- نبرة الصوت هادئة تطرح أصعب الأسئلة بشكل تلقائى وإنسانى.
3- إيقاع الحديث فى الانتقال من قضية إلى أخرى تم بسلاسة ويسر ومنطقية.
4- إتاحة الفرصة للضيف أن يتكلم دون مقاطعات مع معرفة كاملة بالتوقيت السليم والصحيح للتدخل فى الحوار.
5- استخدام أسلوب المتابعة على الإجابات على أساس أن بعض إجابات الضيف قد تكون أحياناً موضعاً لتوليد أسئلة أخرى مهمة.
6- حسن اختيار الملفات التى تهم الناس من صحة وتعليم وشباب وأمن واقتصاد وخدمات.
الدرس الذى يمكن أن نخرج به إعلامياً من هذا الحوار أنه من الممكن طرح أصعب الأسئلة دون تشنج، ويمكن اقتحام مساحات حساسة مع رأس السلطة التنفيذية فى مصر بأسلوب متحضر.
الدرس الآخر، أن كل شىء فى البلاد قابل للنقاش، ولكن يبقى السؤال: بأى أسلوب.
بدا ارتياح الرئيس وهو يجيب عن كل الأسئلة بنبرة هادئة، وذلك لأن الطرح رغم صعوبة الأسئلة لم يكن مستفزاً أو كيدياً.
إننا فى زمن الهستيريا الإعلامية التى نعيشها بحاجة إلى أن نتوقف طويلاً أمام الأداء فى هذا الحوار، وليس عيباً أن نتعلم من بعضنا بعضاً، وأن نعرف أن كل شىء قابل للمناقشة، وكل مسئول قابل للمساءلة، ولكن بوعى وعلم وبهدوووء.