من المغرب 2 – 2
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

من المغرب (2 – 2)

من المغرب (2 – 2)

 العرب اليوم -

من المغرب 2 – 2

عريب الرنتاوي

بين زيارتين للصحراء المغربية، تمتد مسافة من الزمن تلامس الثلاثين عاماً ... الأولى كانت في العام 1986على ما أذكر، يومها كنت موفداً للمشاركة في المؤتمر التأسيسي لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي بزعامة محمد بن سعيد، الفصيل اليساري الصغير المنبثق أصلاً عن منظمة “23 مارس” اليسارية المحظورة، التي كانت تحتفظ بعلاقات قرابة فكرية وثيقة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين... الزيارة الثانية (الحالية) تأتي بدعوة من الحكومة المغربية للمشاركة في فعاليات “منتدى كرانز مونتانا” الشهير، الذي يعادل منتدى دافوس وإن كان موجهاً للعالم الثالث، ولأفريقيا هذه المرة... خلال هذه الفترة، وبالأخص في السنوات العشر الأخيرة، زرت المغرب مرات عديدة، لم أعد أذكر عددها.
بين الزيارتين، جرت مياه ورمال كثيرة في أنهار المنطقة وصحاريها ... في المرة الأولى، كنت أخطو خطوة للأمام وأخرى للوراء، فالمغرب في تلك الأزمنة، لم يَكن يُكنّ أية مشاعر صداقة لليسار الفلسطيني، وكانت علاقاته الفلسطينية محصورة أو تكاد بجناح (أو عائلة) من حركة فتح... وكان العثور على مجلة “الهدف” في منزل أحد الطلبة الجامعيين أو المثقفين سبباً لاعتقاله ومعاناته (بالمناسبة، الهدف أصبحت توزع رسمياً في المغرب بعد تلك الزيارة)... لم أصدق أن الصورة تغيرت، حتى وطأت أقدامي أرض مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، حيث كان قادة الحزب، ومعهم مراسم حكومية في استقبالنا، لحظتها بدأت الزيارة بكثير من الارتياح والاطمئنان، وشكرت في قرارة نفسي “الرابطة الأممية” التي أتاحت لي فرصة زيارة المغرب، التي بدت لي بعيدة المنال.
كعادة كثيرين من الأردنيين في تلك السنوات، سافرت إلى المغرب بجواز سفر يمني جنوبي، لم أشأ أن أظهر جواز سفري الجزائري بالنظر للحساسية القائمة بين البلدين (يومها كان مئات الأردنيين في الخارج يتحركون بجوازات سفر أعطيت لهم من بلدان صديقة، بعد أن قضت الأحكام العرفية بمنع تجديد جوازات سفرهم ومن بينهم كاتب هذه السطور) ... ولكم ذهلت عندما دخلت الخيمة الكبيرة التي يحتشد فيها وحولها مئات المناضلين بهتاف مدوٍ: “فلسطين عربية والصحراء مغربية”... “بن سعيد المناضل ... يا رفيق الجماهير”.
أثناء متابعة جلسات المؤتمر، همس أحد قادة المنظمة، طالع الأطلسي إن كنت أذكر الاسم على حقيقته، في أذني:هناك ترتيبات لتنظيم زيارة لبعض الضيوف للصحراء المغربية، هل تنوي الانضمام إلينا؟ ... عقدت المفاجأة لساني، وصرت بين نارين، نار الرغبة الجارفة في زيارة الصحراء والتعرف عليها من الجهة المغربية، بعد أن كنت زرت بعض مناطقها انطلاقاً من مدينة “تندوف” الجزائرية قبل ذلك الوقت بعام ... ونار الخشية من تبعات تلك الزيارة على علاقات الجبهة الشعبية المتميزة مع الجزائر، وموقف الجبهة الداعم لـ “استقلال” الصحراء عن المغرب، والذي لم ابتلعه يوماً.
خلال دقائق، غلبني “الفضول” وقررت في قرارة نفسي: لنذهب إلى العيون وسماره، وليكن ما يكون، ولقد راهنت على أن أحداً في الدولة الجارة للمغرب، لن يعرف بأمر الزيارة، وأن الأمور قد تسير من دون تبعات أو تداعيات، إلى أن جاءت اللحظة، فإذا برهط من اليساريين العرب والمغاربة يستقلون الطائرة إلى مدينة العيون الصحراوية، وإذا بالإدارة “الجهوية” تنظم استقبالاً رائعاً للزائرين “المختلفين”، وتضع لهم برنامجاً تعريفياً بالصحراء، أخذنا إلى سمارة ورحلة سفاري تناولنا خلالها “الكسكسي” المغربي مطبوخا بلحم الجمل، وتناولت “السمك” في مضارب البدو، وتلك كانت المرة الأولى التي أرى فيها “السمك” على موائد البدو، فأنا من حيث أتيت، لم أشهد أمراً كهذا من قبل.
في ختام الزيارة، وجدتني مندفعاً للحديث إلى الإذاعة والتلفزة المحلية، عرضت لوجهة نظري من الصراع “العبثي” المستنزف للموارد، وطالبت بحل لمشكلة الصحراء في إطار وحدة المغرب وسيادته، فلم نكن أيامها نعرف كثيراً أو نتداول في قضايا الحكم الذاتي واللامركزية والفيدرالية، كانت الوحدة كلمة مقدسة في قاموسنا، حتى وان كانت حاضرة الفاتيكان هي الطرف الآخر فيها، ولم يغب عن خاطري اقتراح تمكين الجزائر من ميناء على الأطلسي لتصدير فوسفات تندوف القريبة وثروات الصحراء الجزائرية الكبرى الوافرة.
وما أن عدت لمزاولة مهامي المعتادة في مجلة “الهدف” صبيحة اليوم التالي لعودتي إلى دمشق، حتى استدعاني الشهيد أبو علي مصطفى يرحمه الله إلى مقر الأمانة العامة للجبهة الشعبية في العاصمة السورية، لسؤالي عمّا فعلت و”هببت” في رحلتي إلى الصحراء، فقد كان السفير الجزائري في دمشق، اتصل مستفسراً عن “التحوّل” في مواقف الجبهة، كما كانت جبهة بوليساريو قد أرسلت وفداً سبقني إلى دمشق، لتنتهي القصة بـ “تنبيه” مقرون بالتأكيد على المواقف “الثابتة” للجبهة.
اليوم، ندخل الصحراء المغربية، بدعوة من الحكومة ومن بوابتها، لنلتقي بمئات الشخصيات من رؤساء الدول والحكومات والوزراء والباحثين ورجال الأعمال من عشرات الدول المشاركة في “منتدى كرانز مونتانا” المنعقد في مدينة الداخلة على شاطئ الأطلسي ... لم تبق “منظمة العمل الديمقراطي الشعبي” على حالها بعد عمليات تفكيك وتركيب متوالية أصابتها ... والشيوعيون في المغرب اليوم، هم شركاء الإسلاميين في حكومة ابن كيران الذي ألقى صبيحة أمس الأول، كلمة العامل المغربي في افتتاح المنتدى ... والمغرب لم يعد مغلقاً على قواه السياسية والاجتماعية المختلفة، بل بات محجاً لكل الديمقراطيين العرب، من مختلف تيارات الفكر والسياسة، يأتون للحوار والتثاقف وتبادل الخبرات ... لقد تغير المغرب والمنطقة كثيراً منذ ذلك التاريخ.
لكن المؤسف أن النزاع المغربي – الجزائري ما زال محتدماً، حتى أن انعقاد هذا المنتدى قوبل برفض جزائري و”عرض عسكري” من بوليساريو، على اعتبار أنه ينعقد فوق “أراض محتلة” أو “متنازع عليها”، مع أن مبادرة المغرب لمنح الصحراء حكماً ذاتياً في إطار وحدة البلاد وسيادتها، ومن ضمن محاولة لتنقية العلاقات بين ما يقرب من ثمانين مليون عربي، هي أمر يستحق التفكير والتعامل الإيجابي المنفتح.
والحقيقة أنني لم أفهم يوماً مواقف اليسار العربي والفلسطيني من حكاية “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، ولطالما نظرت لهذا النزاع بوصفه فصلاً من فصول “الحرب الباردة” بين الشرق والغرب، لكن المؤسف أن هذه الحرب التي انتهت كونياً، لم تنته بعد بين البلدين الشقيقين... والمؤسف أكثر أن هذا اليسار أسقط بجرة قلم، “حق الشعب الأريتيري في تقرير مصيره” ما أن صعد مانغيستو هيلا مريام إلى سدة الحكم بانقلاب في أثيوبيا ... هنا تجري فبركة حق وهناك يتم التواطؤ على الضم والإلحاق، مع أن أريتريا تمتلك كل مقومات تقرير المصير، بخلاف الوضع الملتبس لسكان الصحراء... هنا تضيع “المبادئ” وتتجلى “ازدواجية المعايير بأبشع صورها”.
الجزائر والمغرب، ركنان أساسياًن في المنظومة العربية والأفريقية على حد سواء، وللبلدين مواقف وتجارب تجعل قلب الناظر لهما “مشطوراً” بين كيانين أصيلين وشعبين شقيقين ... فإذا كنا جميعاً مدينين للجزائر بثورتها الرائدة والملهمة ضد الاستعمار الفرنسي ومواقفها المشرفة من القضية الفلسطينية، فإننا مدينون للمغرب كذلك، بريادته على طريق التحوّل الديمقراطي والملكية الدستورية وحكومات التناوب ونظامه السياسي الأكثر تقدماً وانفتاحاً.

arabstoday

GMT 10:46 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتصار

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:37 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 10:34 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الشَّجَا يبعثُ الشَّجَا

GMT 10:31 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إذن أو استئذان والمهم وقف النار الآن

GMT 10:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أقلُّ من سلام... لكنّه ضروري

GMT 10:19 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... وسورية المكلِّفة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من المغرب 2 – 2 من المغرب 2 – 2



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان
 العرب اليوم - الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab