«السير منفردين والضـرب في نفس الاتجاه»

«السير منفردين والضـرب في نفس الاتجاه»

«السير منفردين والضـرب في نفس الاتجاه»

 العرب اليوم -

«السير منفردين والضـرب في نفس الاتجاه»

عريب الرنتاوي

تكتيك درسناه شباباً، في مسعى منا للحفاظ على “ماء وجهنا الإيديولوجي الصارم”، ونحن في حمأة التفكير مع أطراف وجهات، لطالما أدرجناها في خانة “الثورة المضادة” على المدى البعيد، أو على أقل تقدير، لطالما اعتبرناها قوى “برجوازية انتهازية ومتذبذبة”.
مناسبة هذا الحديث، ما يعتمل داخل الإدارة الأمريكية من جدل وانقسامات حول الموقف من النظام السوري وموقعه في الحرب الدولية على “داعش” ... ففيما الرئيس أوباما يتحدث عن نظام “فقد شرعيته” من قبل غالبية السوريين، مجددا رفضه التحالف معه في الحرب على الإرهاب، يتحدث وزير دفاع تشاك هاغل عن “نظام هو جزء من المعادلة”.
أهم ما قاله باراك أوباما في قمة العشرين في أستراليا، بعد أن أعاد التذكير بمجمل مواقفه السابقة، هو أن التحالف مع الأسد سيقوض التحالف الدولي، لذا فهو يرفض الأول ويتمسك بالثاني، وهذا صحيح إلى حد كبير، فثمة حلفاء لواشنطن في المنطقة والعالم مستميتون في الدفاع عن فكرة أن الطريق إلى الرقة يمر بدمشق، وأن هزيمة داعش تستوجب إلحاق الهزيمة بالأسد أولاً، من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر، كل من فرنسا دولياً وتركيا إقليمياً والسعودية عربياً.
واشنطن لم تأخذ بوجهة نظر هؤلاء الحلفاء ... ألمح أوباما إليها حين أمر مساعديه بإعادة تقيم وتقويم الاستراتيجية الأمريكية حيال سوريا ... لكن وزير الدفاع الأمريكي وغيره من الناطقين، سارعوا للحديث عن عدم وجود أي تغيير في الاستراتيجية الأمريكية حيال سوريا ... اليوم يأتي أوباما ليقول: إن التحالف مع الأسد سيقوض التحالف الدولي، لكأن الرجل يدفع بمسؤولية عدم إشراك النظام السوري في الحرب على داعش، على كاهل إدارته، ويلقي بها على كاهل حلفائه.
على أية حال، ثمة مخرج من هذا الاستعصاء ... لا أظن أن الدبلوماسية ستعجز عن تقديم حلول “توافقية” تضمن انخراط النظام السوري في الحرب على داعش، من دون انفراط عقد التحالف الدولي ... وفي ظني أن ما تفعله الولايات المتحدة هذه الأيام، من تنسيق غير مباشر مع النظام السوري، وعبر قنوات عراقية تحديداً، ربما يمهد لصيغة “السير منفردين والضرب في نفس الاتجاه” التي تحدثنا عنها، ويمكن تطوير هذه الصيغة مع تطور المجابهة مع داعش وانتقال مركز ثقلها من العراق إلى سوريا، بعد حين من الوقت، ودائماً بما يحفظ وجه الإدارة ورئيسها، فالمشكلة مع الأسد باتت بالنسبة لكثير من الغربيين وغيرهم، نفسية بامتياز.
أمس، وبعد أن اطلع على سير العمليات ضد داعش في العراق، تحدث الجنرال مارتن ديمبسي عن حرب السنوات القادمة ضد داعش، وقبلها كان قال بأن العراق سيكون بحاجة إلى 80 ألف جندي عراقي محترف ومدرب جيداً ومسلح تسليحاً رفيعاً، إن هو أراد تحرير كامل أراضيه من “داعش”، فضلاً بالطبع عن ألوف المدربين والمستشارين الأمريكيين ... لم يقل أحد من الأمريكيين حتى الآن، كم جنديا مقاتلا ومدربا تدريباً جيداً ومسلحاً تسليحاً جيداً، ستحتاج سوريا للفكاك من أسر “الدولة الإسلامية”... في ظني أن رقم 80 ألف سيكون الحد الأدنى المطلوب، وربما أكثر من ذلك، فـ “داعش” استوطنت سوريا قبل أن تتمدد إلى العراق، ولها فيها معاقل ونفوذ لا يستهان بها على الإطلاق.
وإذا ما استمرت المعدلات الحالية في تدريب وتجهيز “المعارضة المعتدلة” في سوريا (خمسة آلاف سنوياً)، فإننا سنحتاج إلى عشر سنوات وربما أكثر، لتوفير القوة الأرضية المطلوبة لاستئصال داعش، عندها سيكون الخراب قد عمّ البصرة والموصل والرقة وحلب ودمشق واللاذقية ودرعا، بل وقد امتد إلى دول أخرى قريبة وبعيدة.
ليس أمام الولايات المتحدة من وسيلة سوى إدماج الجيش السوري في الحرب الكونية على الإرهاب، ومن دون “التحالف” مع قوات النظام، فلن يكون بمقدور “التحالف الدولي” أن يتوفر على أقدام يسير عليها ... فإن تعذر جلوس مندوبي النظام وضباطه إلى موائد الاجتماعات في البنتاغون والبيت الأبيض، فليس أقل من العودة إلى “التكتيك اللينيني”: السير منفردين والضرب في نفس الاتجاه... ومنفردين هنا تتسع لأشكال ومستويات شتى من التعاون والتنسيق والإمداد والدعم الجوي واللوجستي والاستخباري، ودائماً من دون المخاطرة بفرط عقد التحالف الدولي.

arabstoday

GMT 01:51 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 01:47 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 01:43 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 01:41 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 01:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 01:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 01:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السير منفردين والضـرب في نفس الاتجاه» «السير منفردين والضـرب في نفس الاتجاه»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab