هل يمكن أن نجعل من رفح معبراً للمصالحة الوطنية

هل يمكن أن نجعل من "رفح" معبراً للمصالحة الوطنية؟

هل يمكن أن نجعل من "رفح" معبراً للمصالحة الوطنية؟

 العرب اليوم -

هل يمكن أن نجعل من رفح معبراً للمصالحة الوطنية

عريب الرنتاوي

هل يمكن أن نجعل من رفح معبراً للدخول إلى المصالحة الوطنية؟ سؤال لا يعبر عن توق الفلسطينيين وأشواقهم لاستئناف المصالحة واستعادة الوحدة فحسب، بل وينبثق من صميم حاجات الشعب الفلسطينية وآلامه، سيما ذلك الشطر المحاصر في القطاع الضيق والمنكوب. حتى إشعار آخر، يصعب تخيّل وضع تعود فيه العلاقات بين حماس والحكم المصري الجديد إلى طبيعتها، والمؤكد أن شهر العسل المصري (الإخواني) الفلسطيني (الحمساوي)، لن يتكرر لا على المدى المرئي ولا على المدى المتوسط. وأكثر من أي وقت مضى، بات أمن مصر القومي، وتحديداً من "خاصرتها الرخوّة" في سيناء، متداخلاً أشد التداخل، مع "حالة قطاع غزة" والأنفاق والمعابر والحدود، وثمة تأكيدات لا تقبل الجدل، بأن الحكم المصري الجديد، ماضٍ في تشديد قبضته على هذه "الخواصر"، مهما كلّف الثمن. للخروج بالقطاع من عنق الزجاجة التي تعتصره ... ولغايات تشكيل شبكة أمان لحماس في مصر ومن يقف وراءها من دول عربية وإقليمية ... ولتفادي ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في القطاع، بفعل "تمرد غزة" أو أي "تمرد" آخر ... وحتى لا يتوالى مسلسل الانقسامات الفلسطينية في ضوء ما ينتظرنا من استحقاقات ... من أجل كل هذا وذاك وتلك، أرى أن المصالحة الوطنية الفلسطينية، باتت طريق غزة وحماس، لتفادي السيناريو الأسوأ. لن نتحدث عن مخاطر الانقسام وانعكاساته على نضال شعب فلسطين وكفاحه من أجل الحرية والاستقلال، قلنا وقال غيرنا، ما يفيض عن الحاجة في هذا المجال ... لن نتحدث عن "شماتة" إسرائيل بحالة التشظي السياسي والجغرافي والأمني والمؤسساتي الفلسطيني، فتلكم مصلحة عليا للاحتلال، يدركها أصغر طفل على ضفتي الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ... لن نتحدث عن الحاجة لاستراتيجية فلسطينية جديدة (بديلة) في ضوء انسداد نهجي المفاوضات و"المقاومة" على حد سواء، وما تمليه استراتيجية من هذا النوع، من ضرورات توحيد طاقات الشعب وأدواته الكفاحية وجهوده الرامية لدحر الاحتلال وانتزاع الحرية والاستقلال ... نتحدث فقط بلغة المصالح الآنية، المباشرة والضاغطة، مصالح قطاع كبير من الشعب الفلسطيني، ومصلحة حماس التي هي في المقام الأول والأخير، جزء أصيل من المصلحة الوطنية العامة. أخطر مقاربة يمكن أن ترد على ذهن أي من المسؤولين على طرفي الانقسام، هي "المقاربة الصفرية"، فخسارة حماس لا تعني بالضرورة ربحاً لفتح، والعكس صحيح، خسارة كل فريق فلسطيني، هي ربح صافً للاحتلال والعدوان والحصار فقط ... فهل يمكن أن نفكر بمقاربة جديدة تنهض على "معادلة رابح – رابح" في العلاقات الفلسطينية الداخلية؟ حتى الآن لم ترق المبادرات المتبادلة حدودها الجزئية الضيقة للغاية (إدارة مشتركة للمعبر، تدخل الرئيس لفتح المعبر للحالات الإنسانية) ... هذه جميعها مبادرات ناقصة، لا تسمن ولا تغني من جوع ... مطلوب مبادرة أوسع وأشمل، تعيد لملمة شتات الجسد الفلسطيني المتشظي ... مطلوب مبادرة تخرج الشعب وقضيته من حالة فقدان الاتجاه، من حالة "انتظار غودو" الذي لن يأتي ... مطلوب مبادرة تحضّر الشعب ومؤسساته وفصائله وقواه الحيّة، لمواجهة تحديات ما بعد فشل المفاوضات من جهة أولى، ومرحلة ما بعد الموجة الثانية من ثورات "الربيع العربي"، التي وضعت الحركات الإسلامية (بمن فيها الإخوانية) في دائرة ضيقة، بعد أن لاح في أفقها، حكم المنطقة على اتساعها من جهة ثانية، ومرحلة ما بعد "صفقة الكيماوي" و"الغزل الأمريكي – الإيراني" من جهة ثالثة. ثمة تطورات كبرى تعصف بهذا الإقليم وتعيد تشكيل صورته وخرائط تحالفاته ... ثمة تطورات كبرى تدفع بالقضية الفلسطينية إلى أسفل قائمة اهتمامات المنطقة وجدول أعمال المجتمع الدولي ... ثمة تطورات في إسرائيل، تشي بأن مشوار الحرية والاستقلال، لم يبدأ بعد ... ثمة تطورات تملي هبوطاً سريعاً (وآمناً) عن سلّم الشجرة التي صعد إلى قمتها كثيرون في مواقع القرار الفلسطيني، فهل يفعلون ذلك، أم أننا سنردد مع الشاعر قوله: لقد أسمعت إذ ناديت حياً ... نقلا عن موقع القدس للدراسات السياسية    

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يمكن أن نجعل من رفح معبراً للمصالحة الوطنية هل يمكن أن نجعل من رفح معبراً للمصالحة الوطنية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab