ترامب، نتنياهو و«كورونا» ثالثهما

ترامب، نتنياهو و«كورونا» ثالثهما

ترامب، نتنياهو و«كورونا» ثالثهما

 العرب اليوم -

ترامب، نتنياهو و«كورونا» ثالثهما

بقلم _ عريب الرنتاوي

يشي الانطباع المُتشكل حول إدارة الرئيس ترامب لأزمة «كورونا»، إن الفايروس القاتل، لا يعمل لصالح حملة الرئيس الانتخابية ... الرجل استقبل بخفة واستهتار المسألة برمتها، كل ما كان يعنيه هو التأكيد بأن «الفايروس أجنبي»، والإصرار على محدودية أضراره، وأن الأسواق بخير، نافياً وجود أزمة اقتصادية تطل برأسها، فهو يعرف أن تطورات كهذه، ستصيب حملته في مقتل، فليس لديه ما يفاخر به أمام جمهور الناخبين الأمريكيين سوى «إنجازاته» الاقتصادية، التي يجادل كثيرون بأنها ليست من صنع إدارته، وأن الفضل فيها إنما يعود للجهد التأسيسي الذي بذلته إدارة سلفه، باراك أوباما، لاحتواء ذيول وتداعيات الأزمة الكبرى 2008-2009.

الهبوط السريع من حالة الاسترخاء والاستخفاف بتحدي كورونا إلى فرض الطوارئ في عموم البلاد، وتخصيص خمسين مليار دولار لمواجهة الأزمة، لم يُعف الرجل من كثيرٍ من المسؤوليات التي لا أحد غيره يتحملها ... فهو من قبل جائحة كورونا كان قد «سرّح» المسؤولين والخبراء عن إدارة الكوارث والتصدي لها، وهو كان شنّ حرباً شعواء ضد «أوباما كير»، وأبقى الولوج إلى العلاج، رهناً بالملاءة المالية للمواطنين، فكانت النتيجة، أن الدولة الأعظم، تقف في مواجهة الفايروس مجردة من الكثير من أسلحتها، وثمة تقديرات بأن أنباء كورونا الأمريكية قد تطغى على أنباء بؤرتيها الآسيوية والأوروبية، وأن أرقامها قد تتجاوز الأرقام القياسية المسجلة حتى الآن، حين يصبح متاحاً للمواطن الأمريكي أن يجري الفحوصات والاختبارات بكلف معقولة وفي متناول اليد.

على النقيض من حالة ترامب مع كورونا، يبدو أن انتشار الفايروس اللعين، سقط برداً وسلاماً على رئيس الحكومة الإسرائيلية، فالمحكمة التي كانت ستنعقد غدا للنظر في الاتهامات الموجهة إليه، تأجلت لمدة شهرين، قابلين للتمديد، وفقاً لتطور حركة الفايروس وسرعة انتشاره ... ودعواته لوضع السياسة جانباً، وإنشاء حكومة طوارئ وطنية من مختلف الأحزاب، تلقى رواجاً واسعاً، وتتسبب بحرج لخصومه المتطلعين للخلاص منه ... والأيام القليلة القادمة، حبلى بكل الاحتمالات، بعد أن دخل «كورونا» على خط تشكيل الحكومة والائتلاف الحاكم.

والحقيقة أن التفشي الوبائي للفايروس، الذي ترك، ويهدد بترك، تأثيرات وخيمة على اقتصادات كثيرٍ من الدول، ربما تفوق آثارها ونتائجها ما قد يترتب على حرب أسعار النفط بين روسيا والسعودية، وأزمة الركود الاقتصادي العالمي التي تطل برأسها البشع هذه الأيام ... شبح كورونا يضيف أعباء جديدة، ثقيلة للغاية على الاقتصادات المتعبة، والأرجح أن انتشاره السريع، وتزايد أعداد الضحايا والمصابين، ستكون له عواقب سياسية كذلك، تعزز فرص من يجيدون التعامل مع الطوارئ والكوارث، وتقضي على فرص من يظهرون استخفافاً بها، ولا يتمتعون بأي حس تعاطف مع ملايين الناس المسكونين بهواجس الخوف والرعب.

لقد تصدر الفايروس جدول أعمال العالم ... لم تعد الأزمات والصراعات تحظى باهتمام الإعلام والرأي العام ... لا حديث حول كل العناوين التي شغلتنا وتشغلنا خلال الأشهر التي سبقت تفشي الفايروس ... من لديه المتسع للحديث عن «صفقة القرن» وتتبع مصائر «الحشد الشعبي» وإشكاليات تشكيل حكومة عراقية جديدة، من تهمه تحفظات سعد الحريري على حسان دياب، أو الخلاف بين جعجع وباسيل وزيارة فرنجية «الرئاسية» إلى موسكو ... أين انتهى ملف إدلب ومصائر بروتوكول موسكو ... من يتابع تحركات حفتر أو مواقف السرّاج... عناوين لا تهم كثيرا من المفزوعين في العالم، ويكاد الاهتمام بها ينحصر بأصحابها والمتضررين من مجرياتها، لكن حدود هذا الاهتمام، لا تكاد تتخطى حدود المحافظة أو الدولة ذات الصلة، على أبعد تقدير.

arabstoday

GMT 04:44 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

بحر الكعبة

GMT 04:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 19:01 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

سقطات النجوم “بتوع البيبسي”!

GMT 03:29 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

GMT 03:27 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مشروع إنقاذ «بايدن»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب، نتنياهو و«كورونا» ثالثهما ترامب، نتنياهو و«كورونا» ثالثهما



درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:30 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

عرض فساتين وإكسسوارات الأميرة ديانا في مزاد علني
 العرب اليوم - عرض فساتين وإكسسوارات الأميرة ديانا في مزاد علني
 العرب اليوم - هنية يؤكد أن أي اتفاق لا يضمن وقف الحرب في غزة "مرفوض"

GMT 15:16 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

أزمة في المنتخب الفرنسي بسبب قناع مبابي
 العرب اليوم - أزمة في المنتخب الفرنسي بسبب قناع مبابي
 العرب اليوم - مزايا وعيوب الأرضيات الإيبوكسي في المساحات الداخلية

GMT 14:29 2024 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

الإفراط في تناول الفلفل الحار قد يُسبب التسمم

GMT 21:31 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

الحوثيون يعلنون استهداف ناقلة في بحر العرب

GMT 12:30 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

عرض فساتين وإكسسوارات الأميرة ديانا في مزاد علني

GMT 15:16 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

أزمة في المنتخب الفرنسي بسبب قناع مبابي

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

"الخطوط الجوية القطرية" تُطلق رحلتها الأطول زمناً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab