عن حماس والمواجهة الأخيرة بين الجهاد وإسرائيل

عن حماس والمواجهة الأخيرة بين الجهاد وإسرائيل

عن حماس والمواجهة الأخيرة بين الجهاد وإسرائيل

 العرب اليوم -

عن حماس والمواجهة الأخيرة بين الجهاد وإسرائيل

بقلم _ عريب الرنتاوي

تحت وابلٍ من التهديد والوعيد، تبادلت إسرائيل والجهاد الإسلامي رسائل «التهدئة» ... إسرائيل توعدت بحرب لا تشبه حروبها السابقة الثلاث على غزة، والجهاد توعدت بردود «مزلزلة» و»حساب مفتوح» ... لكن ذلك لم يمنع إسرائيل من تأكيد رغبتها بعدم الانجرار إلى حرب شاملة قبل أسبوع من الانتخابات المبكرة الثالثة، والجهاد حرص بدوره مرتين على الأقل، على تأكيد أن رد فعله الانتقامي قد انتهى، وأنه يكتفي بما فعل... ثمة أيضاً أن الطرفين توخيا في انتقاء أهدافهما عدم دفع الأمور إلى حافة الانفجار الشامل الذي لا يرغبان به كلاهما.

كان لافتاً هذه المرة، أن إسرائيل وسعت دائرة استهداف الجهاد الإسلامي إلى سوريا ... في الأمر رسالة مزدوجة: أن أحداً من قادة الحركة، زياد النخّالة أو أحمد العجوري اللذين تتهمهما إسرائيل بالوقوف وراء سرايا القدس وصواريخها وإدارة العلاقة مع طهران، لن يكون بمنأى عن «الذراع الأمنية/العسكرية» الإسرائيلية الطويلة... أما الشق الآخر من الرسالة، فشبيهة بتلك التي بعثت بنسخ متكررة منها إلى حزب الله: لا نضربكم في لبنان ونكتفي بضربكم في سوريا، فالضرب في لبنان يستدرج ويستوجب ردود أفعال من الحزب، أما الضرب في سوريا، فسيمضي كما مضت مئات الضربات السابقة والمستمرة، بلا رد.

في هذه المواجهة الأخيرة، كما سابقاتها، ظلت حماس على «الحياد»، تكتفي بالتصريحات المنددة بالعدوان الإسرائيلي، ولا تدين الجهاد أو تتصدى لمنعه من إطلاق الصواريخ ... العدوان الإسرائيلي على غزة، والتمثيل بجثث الشهداء وصلبهم على أنياب الجرافات الحادة، كان محرجاً لحماس، لكنها تفوقت على حرجها، وقدمت أولويتها في استعادة الهدوء على أي اعتبار آخر.

حماس كانت مشغولة باستجرار مزيدٍ من الدعم المالي والإنساني من أصدقائها، حتى أن رئيس الموساد الإسرائيلي وقائد المنطقة العسكرية الإسرائيلية الجنوبية، لم يتورعا عن القيام بدور «الوسيط» الذي يعمل لصالح الحركة، تلكم صورة سريالية بالكامل، يصعب أن نجد نظيراً لها في مختلف تجارب التحرر الوطني التي خاضت غمارها شعوب وأقوام أخرى.

قبل «صفقة القرن» وبعدها، وربما إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا، ستبقى الأولوية بالنسبة لحماس البقاء على رأس «سلطة الأمر الواقع» في قطاع غزة، هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لها، وهي مسألة مصالح تنامت وتعاظمت على جذع الانقسام المديد والمرير، وهيهات أن تجد الحركة سبباً واحداً مقنعاً يدفعها للتخلي عمّا هي فيه وعليه.

لذلك، دعونا نضرب صفحاً عن حكاية المصالحة «الممجوجة» فإذا كانت «صفقة القرن» بكل ما تستبطنه من تحديات وجودية وأخطار «تصفوية» بإجماع «الكل الفلسطيني» لم تكن كافية لتعبيد طريق عزام الأحمد ووفد الفصائل إلى غزة، برغم الوساطة التركية المتكررة، فما الذي، ومن الذي سيقنع طرفي الانقسام بضرورة المصالحة والوحدة؟

ثم يأتونك بحديث «التنسيق الأمني» وضرورة وقفه من دون إبطاء وبلا قيد أو شرط، وهو كلام حق يراد به باطل، فحكاية «التنسيق» على ما فيها من ذُلّ وامتهان، لا تختلف في جوهرها عن قبول «المال الصديق» عبر الحاجز الإسرائيلي، وبوساطة إسرائيلية موسادية ... ولا تختلف عن التشبث بالتهدئة خياراً في زمن اشتدت فيه الحاجة للمقاومة ... ثم إن «الرطانة» التي لا تتوقف ضد «تطبيع» بعض العرب مع الاحتلال، وهو أيضاً كلام حق وإن أريد به باطل، يجعلنا نطرح السؤال عمّا إذا كان هناك «تطبيع مفيد وشرعي ومشروع»، وآخر مرذول ومدان ومتآمر ... فهل حيثما تكون حماس تكون الشرعية والشريعة؟

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن حماس والمواجهة الأخيرة بين الجهاد وإسرائيل عن حماس والمواجهة الأخيرة بين الجهاد وإسرائيل



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab