عن القدوة و«ملتقاه» البوصلة والزخم

عن القدوة و«ملتقاه»: البوصلة والزخم

عن القدوة و«ملتقاه»: البوصلة والزخم

 العرب اليوم -

عن القدوة و«ملتقاه» البوصلة والزخم

بقلم - عريب الرنتاوي

بدأت فكرة «الملتقى الوطني الديمقراطي»، كمحاولة لـ»تغيير النظام» إذ تعذّر إصلاحه من الداخل...انتهينا حتى الآن، بفصل ناصر القدوة من لجنة فتح المركزية، وتجريده من موقعه على رأس «مؤسسة ياسر عرفات»...بدأت الفكرة، كتيار وطني عريض، يحظى بدعم نشط من القائد الأسير مروان البرغوثي، فإذا بمحمد دحلان يطلق شبحه ليحوم حوله، وإذا بالملتقى يفقد تأييد كوادر وقيادات فتحاوية، نأت بنفسها عنه في ربع الساعة الأخير، ولا نستبعد أن تنتهي الفكرة كـ»انشقاق نخبوي» عن حركة فتح، يستولد ككل الانشقاقات، معارك حول «الشرعية»، وسجالات لا تنتهي، بين «المنظمة الأم» و»الخارجين من رحمها».

سجال القدوة و»الملتقى» مع فتح وقيادتها، بات يطغي على أي شيء آخر، ليس من أجل هذا كانت الفكرة ولا الملتقى...كان يتعين للملتقى أن يدشن حضوره، بمعزل عن فتح، حتى لا يدخل في معارك معها، ولا يبدو تمرداً عليها، ربما كانت استقالة القدوة قبل إعلان الملتقى والسعي لتشكيل قائمة منافسة، مستقلة، بهوية متمايزة، ربما كان هذا هو الخيار الأسلم، حتى لا تضيع فكرة الملتقى ومشروعه، في دوامة الصراع مع فتح.

واللافت، أن ليس ثمة من سجال بين الملتقى وحماس، مع أنها الجناح الثاني للنظام الفلسطيني، ومن باب أولى، أن يتوجه الملتقى إليها بـ»سلاح الانتقاد»، لا أن تنحصر معاركه مع فتح والسلطة...حماس، تبدو سعيدة، وهي ترى فتح، منشغلة بحالها، وحروب قوائمها وانشقاقاتها، وستكون أكثر سعادة، إن هي خاضت الانتخابات منفردة.

قد يقال، إن القدوة والملتقى، وجدا نفسيهما مرغمين على خوض معارك تُفرَض عليهم يومياً، هذا صحيح، بيد أنه صحيح جزئياً، ولا يجوز أن يفضي إلى فقدان البوصلة، ومن غير المقبول أن يستنزف المشروع نفسه، بمعارك جانبية، لا يبدو أنه الأقدر على حسمها، سيما بوجود أطراف أخرى من النظام، لا تقل مسؤوليتها عن خرابه، عن مسؤولية فتح والسلطة.

على أهمية هذه الملاحظة، إلا أنها ليست أكثر ما يقلقنا على تجربة «الملتقى»...فمنذ البدء، ساورتنا المخاوف من «زواج عرفي» يمكن أن ينشأ بينه وبين تيار دحلان، وكلما تعاظم غزل دحلان وجماعاته بـ»القائد التاريخي»، في إشارة للقدوة، كلما ارتفع منسوب قلقنا، وكلما تكاثرت دعوات هؤلاء للتكاتف، تحت شعارات «وحدة وطنية» و»التقاط اللحظة» و»تغيير النظام»، كلما وضعنا أيدينا على قلوبنا، خشية أن تنجح مشاريع إقليمية متصهينة، في بناء رأس جسر لها في العمق الفلسطيني.

لا يكاد يمضي يوم واحد، من دون أن ترد أخبار وتقارير عن اتصالات ومشاورات، ومن دون نقرأ عبارات «الغزل المتبادل»، وتحديداً من قبل تيار دحلان حيال القدوة وأنصاره...والتقارير تشير إلى أن ثمة صيغ يجري بحثها لإتمام هذا «الزواج العرفي»، سراً و»تسللاً»، إن تعذر إشهاره وسط حشود المدعوين.

حتى الآن، لا نرى اهتماماً من قبل «الملتقى» بتوضيح موقفه من هذه المسألة، مع أنها جوهرية، وربما يتقرر في ضوئها مستقبله وترتسم مصائره، فإما أن يكون لاعباً في مشروع إصلاح النظام الفلسطيني، على طريق تغييره، وإما أن يصبح ملحقاً بمشروع إقليمي، مشبوه، مهما حاول أن «يتطّهر» من ذنوبه وخطاياه.

لا نرى نفياً جازماً، من القدوة شخصياً، لسيل الأنباء الذي لا ينقطع، حول هذه المسألة...ولم نر زخماً بعد حفل الاطلاق الافتراضي للملتقى، مع أن الوقت، يدهم الجميع، ولا متسع فيه لجلسات المحاكم، ولا للحروب جانبية، فعند نشر هذا المقال، لن يكون قد بقي على تسجيل قوائم المرشحين للانتخابات المقبلة، سوى أسبوع واحد فقط.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن القدوة و«ملتقاه» البوصلة والزخم عن القدوة و«ملتقاه» البوصلة والزخم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab