عناد أردوغان وصخرة بوتين

عناد أردوغان وصخرة بوتين

عناد أردوغان وصخرة بوتين

 العرب اليوم -

عناد أردوغان وصخرة بوتين

بقلم _ عريب الرنتاوي

حِرصُ موسكو على تفادي الاشتباك المباشر مع أنقرة في إدلب، لا يوازيه سوى إصرارها على توسيع سيطرة الجيش السوري على هذه المحافظة، التي تشكل آخر وأكبر معقل، لجبهة النصرة وأنصار التوحيد وحراس الدين، فضلاً عن ميليشيات مسلحة مدعوة من تركيا.

الرئيس فلاديمير بوتين لا يستجيب لطلبات نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عقد قمة ثنائية أو متعددة سريعة ... وزير خارجيته لافروف قال إن بلاده لا على تعمل على استعجال القمة الرباعية (روسيا، تركيا، فرنسا وألمانيا)، ولا القمة الثنائية بين بوتين وأردوغان، وأن ثمة مفاوضات مع تركيا على مستويات أقل وبمسارات مختلفة.

بوتين كذلك، وصف عبر رئيس دبلوماسيته، أن «وقف إطلاق النار» في إدلب، لا مبرر «إنسانياً» له، وأنه يُتخذ ذريعة لحماية الإرهابيين، وأن اتفاقاً كهذا، لن يكون سوى «استسلام» أمام الإرهاب ... لافروف كذلك، انتقد محاولات أمريكية لإعادة النظر في تصنيف «النصرة» كمنظمة إرهابية، وهو أمر سعت من أجله تركيا وبعض حلفائها مطولاً، دون جدوى حتى الآن.

على الأرض، كما في فضاء الدبلوماسية، لا يبدو أن ثمة ما يشير إلى أن موسكو بصدد التراجع عن منجزاتها في إدلب، وأنها ليست بوارد الطلب إلى حليفها في دمشق، الاستجابة لشروط أردوغان ومطالبه بسحب القوات السورية المتقدمة في المحافظة ... الهجوم العسكري الروسي – السوري المنسق، يعكس تصميم الجانبين على استرداد المحافظة، أياً كان الثمن.

لا يعني ذلك، أن الكرملين بوارد التفريط بعلاقاته ومصالحه المتشعبة والكثيرة مع تركيا ... هذا الخيار ليس مدرجاً على جدول أعمال القيادة الروسية، والأرجح أنه ليس مدرجاً كذلك على جدول أعمال القيادة التركية ... فما بين أنقرة وموسكو، أكبر من أن يختصر في «إدلب» أو أن يقتصر على سوريا.

كما أن هذا «الإصرار» الروسي على تحقيق اختراق عسكري وازن في إدلب، لا يعني للحظة واحدة، أن موسكو أغلقت الباب في وجه الحسابات والحساسيات التركية ... لكن المؤكد أنها لن تجاري أردوغان في مطالبه المبالغ بها، والتي لم تعد مفهومة لكثيرين من خصومه وأصدقائه ... موسكو مستعدة لتسويات في إدلب، وهي عرضت خرائط جديدة لوقف التصعيد، وربما منطقة آمنة لإيواء اللاجئين السوريين الذين يحتشد مليون منهم على مقربة من الحدود السورية – التركية ... بخلاف ذلك، وأكثر من ذلك، لا يبدو أن الكرملين بصدد تقديم المزيد من التنازلات.

يضع هذا الموقف الروسي «المتصلب» السيد أردوغان أمام خيارات صعبة، كنّا عرضنا لها في مقالات سابقة، ويزيد من حراجة موقفه، أن «طلبه الرسمي» المقدم إلى واشنطن بنشر بطاريات باتريوت في إدلب أو على الحدود القريبة منها، قد قوبل بـ»رفض رسمي» من الجانب الأمريكي، فيما حلف «الناتو» ينظر للتورط التركي في إدلب بوصفه نزاعاً ثنائياً، لا يبرر تدخله العسكري إلى جانب تركيا.

في المقابل، تريد واشنطن أن «تقتنص» لحظة التأزم في علاقات بوتين – أردوغان لاسترداد حليفها عضو «الناتو» الفاعل، إلى صفوفها، لكن كلماتها المعسولة ووعودها اللفظية، لا تكفي لإقناع أردوغان للذهاب بعيداً في مواقفه العدائية لموسكو وحلفائها... وهذا بحد ذاته، يشكل خدمة جليلة لتكتيكات «القيصر».

والخلاصة التي يمكن للمراقب أن يخرج بها من متابعة الوضع في إدلب، أن المواجهة الشاملة تبدو غير مرجحة برغم القرع المتزايد والصاخب لطبول الحرب، والعودة إلى شهر العسل ثلاثي الأطراف المعروف بمسار أستانا يبدو مستبعداً كذلك، وبين هذين الحدين يمكن أن تدور المواجهات الميدانية والتسويات السياسية على حد سواء.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عناد أردوغان وصخرة بوتين عناد أردوغان وصخرة بوتين



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab