خريطة طرق «مفخخة» بالاستحقاقات

خريطة طرق «مفخخة» بالاستحقاقات

خريطة طرق «مفخخة» بالاستحقاقات

 العرب اليوم -

خريطة طرق «مفخخة» بالاستحقاقات

بقلم - عريب الرنتاوي

لست راغباً في إفساد فرحة أحدٍ من الفلسطينيين بالتقدم المُحرز على طريق المصالحة واستعادة الوحدة، ولا أنا من المولعين بالمناكفة أو بنظرية «خالف تعرف»...لكن خريطة الطريق التي توصلت إليها فتح وحماس في حوارات أنقرة – الدوحة، والمنتظر أن يجري إطلاع الأمناء العامين للفصائل عليها لإقرارها، تبدو «مفخخة» بالاستحقاقات، التي يكفي انفجار واحد منها، حتى ينقلب المشهد رأساً على عقب.
لنأخذ الحلقة الأولى من مسلسل المصالحة: الانتخابات التشريعية، ماذا لو فازت حركة فتح، وصادف أن عاد الديمقراطيون للحكم في الولايات المتحدة، وتقرر استئناف المفاوضات تحت ضغط المجتمع الدولي والدول العربية والرغبة الفلسطينية «المشروطة» باستئنافها؟...وماذا إن قاد الحدثان إلى استئناف التنسيق الأمني وعودة «أموال المقاصة» إلى مجاريها في خزينة السلطة؟...ألن تستشعر حركة فتح بـ»فائض قوة» يجعلها قادرة على الاستغناء عن مسار المصالحة، أو إبطائه، أو إحاطته بكثير من شروطها ومتطلباتها...الأهم من كل هذا وذاك، وتلك، كيف ستتعامل حماس مع نتائج انتخابات كهذه، بالذات في غزة، وهل ستظل متمسكة بنظرية تقسيم قطاع غزة إلى «طابقين»: «فوق الأرض لفتح وتحتها لحماس»؟
وماذا إن حصل العكس، وفازت حماس بالانتخابات، هل ستُسلم فتح الراية لحماس، بالضفة على وجه الخصوص، أم أن سيناريو ما بعد انتخابات 2006 سيتكرر، ولكن في الضفة، من دون قيادة محمد دحلان هذه المرة؟...هل سيجري تعطيل المجلس المقبل كما جرى تعطيل المجلس المنحل، في انقلاب على نتائج الانتخابات؟...ما مصير الانتخابات الرئاسية والحالة كهذه، هل ستمضي فتح في مسلسل الانتخابات ذي الحلقات الثلاث؟...لنضع جانباً كيف ستتعامل إسرائيل والولايات المتحدة والغرب والمجتمع الدولي والدول العربية، مع سيناريو تتسلم فيه حماس مقاليد السلطة في فلسطين؟
هل يمكن الركون إلى «سيناريو المشاركة لا المغالبة»، كأن تستيقظ الحركتان الرئيستان على حقيقة أن الشراكة هي خيارهما الأوحد، أياً كانت نتائج الانتخابات، وأياً كان الطرف الفائز فيها، طالما أن رؤوس الجميع تحت مقصلة «الصفقة» و»الضم»، أم أن «اللعبة الصفرية» ستحكمهما وتتحكم بقراراتهما من جديد، سيما إن استشعر الطرف الفائز، أن بمقدوره إملاء مواقفه وخياراته على الجميع، وأنه حظي بـ»التفويض الشعبي» اللازم لفعل ذلك؟
هل يساعد سيناريو فوز ترامب، على إبقاء جذوة المصالحة متّقدة، تحت ضغط «الخطر الداهم» من واشنطن وتل أبيب، مع أن الرجل لا يحمل في جعبته سوى خيار «التصفية» للقضية والمشروع الوطنيين...وهل يعيد فوز بايدن، بعث الرهانات المشتعلة تحت رماد الاستعصاء، على المفاوضات و»حل الدولتين» برغم عقود الفشل والإخفاق الثلاثة المنصرمة، وأي أثر سيتركه تطور كهذا، على مسار المصالحة وانهاء الانقسام؟
من حسن طالع الفلسطينيين، أن الانتخابات الأمريكية ستلتئم وتتقرر نتائجها قبل دخولهم في معمعة انتخاباتهم، وستخضع اتفاقات أنقرة وتفاهماتها، للامتحان قبل الشروع في تنقيح قوائم الناخبين والمرشحين، وستسعى الأطراف الإقليمية والعربية، ذات الحضور المؤثر على المشهد الفلسطيني في دفع الأحداث والتطورات بالوجهة التي ترتضيها وتخدم مصالحها...وإلى أن يحدث ذلك كله، ستبقى فرص نجاح جهود المصالحة وإنهاء الانقسام، مماثلة لفرص فشلها وإخفاقها...إن تاريخ الانقسام وجهود المصالحة، هو ذاته، تاريخ الرهانات الخائبة لتطورات كبرى في الإقليم وعلى الساحة الدولية، إذ كلما استشعر فريق من فريقي الانقسام، أن هذه التطورات تصب (أو ستصب) القمح في طاحونته، بدا أقل اعتناءً بالمصالحة، وأكثر تعنتاً عند طرح شروطه ومتطلباته...لقد تبادل الطرفان المواقع والمواقف خلال السنوات الثلاثة عشرة الفائتة، والمأمول أن يكونا قد توصلا إلى الخلاصة التي تنفع الناس وتبقى في الأرض.

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريطة طرق «مفخخة» بالاستحقاقات خريطة طرق «مفخخة» بالاستحقاقات



GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab