أين يذهب الفلسطينيون

أين يذهب الفلسطينيون؟

أين يذهب الفلسطينيون؟

 العرب اليوم -

أين يذهب الفلسطينيون

بقلم - عريب الرنتاوي

سؤال ردده صحفي أمريكي أزيد من عشر مرات على الناطق باسم الخارجية الأمريكية، بعد أن أنهى تصريحاته المعبرة عن رفض إدارته إخضاع الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الانسان الفلسطيني لولاية محكمة الجنايات الدولية...بدا المشهد محرجاً للغاية، لإدارة جعلت من حقوق الانسان ديدنها،  فالصحفي يردد من دون كلل: أين يذهب الفلسطينيون؟، لكأنه جورج فلويد الفلسطيني الذي لا يستطيع أن يتنفس، فيما الناطق يردد كالببغاء عبارات باردة، حفظها عن ظهر قلب، عن التزام إدارته بحقوق الانسان، و»حل الدولتين»...دقيقتان أو أقل قليلاً، كانتا كاشفتين لعورات هذه الإدارة ونفاقها، قبل أن تشرع في تقليب صفحات الملف الفلسطيني.

«أزعر الحيّ» يريد أن يواصل تعدياته و»بلطجته» من دون حسيب أو رقيب...هذا هو حال إسرائيل في المنطقة، وهي كلما شعرت أن يد العدالة، تكاد تصلها، تستنفر الدولة الأعظم، لحماية ظهرها، ولكي تقف حائلاً بينها وبين «العدالة الدولية»، وحتى تخوض نيابة عنها، معركتها لـ «الإفلات من العقاب»، مستحضرة كافة «المظلوميات» المؤسسة لخطابها «الاستعلائي».

أين يذهب الفلسطينيون؟ فالنظام القضائي الإسرائيلي، كان من قبل، وهو اليوم أكثر من أي وقت مضى، ذراعاً «قانونياً» في أيدي الغلاة والمتطرفين في الحكومة وفي أوساط قطعان المستوطنين السائبة...إلى من يشتكي الفلسطينيون وإلى من يحتكمون، طالما أن قوة الاحتلال الغاشمة، هي الخصم والحكم؟

إن السؤال الثاني، بعد سؤال: أين يذهب الفلسطينيون؟، الذي يتعين على واشنطن، قبل تل أبيب، الإجابة عليه، هو لماذا تخشى إسرائيل المحكمة الدولية؟ وما الذي تخفيه أجهزتها الأمنية والعسكرية والقضائية، وبالطبع قيادتها السياسية، وتخاف أن يوضع تحت دائرة الضوء، وأن يخضع للمساءلة والتدقيق والتحقيق القضائي؟

إسرائيل تزعم أن لجيشها «منظومة قيمية أخلاقية» لا تتوفر لغيره من جيوش العالم...إن كان الحال كذلك، فليذهبوا إلى لاهاي، للاستحصال على «شهادة حسن سلوك دولية» بذلك...لكن إسرائيل تعرف ما الذي فعلته بالفلسطينيين، وهي تعرف أكثر من غيرها، بأنه يندرج في سياقات العدوان، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وهي المجالات التي حددها ميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية.

وإسرائيل تزعم، أنها لا تخشى «القضاء» و»العدالة»، وأن رفضها لقرارات محكمة الجنايات، نابع من الخشية من «تسييسها»، وهي «فريّة» أخرى، تنضاف إلى ركام هائل من المزاعم والأكاذيب، فلماذا لا يُستَحضر «التسييس» إلا عندما يتعلق الأمر بمساءلة إسرائيليين ومحاسبتهم على أفعالهم النكراء؟ ...ولماذا «العدالة الدولية» مطلوبة دائماً لمعاقبة مجرمي الحرب في العالم، باستثناء «أزعر الحيّ»؟

الولايات المتحدة، تشاطر إسرائيل بعضاً من قلقها، وتتفهمه...فجنودها وأجهزتها، قارفت في حروبها المتواصلة في العالم، ما يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ولعل العراق وحده، يوفر سجلات لا حصر لها، على هذه الجرائم، وهي كإسرائيل، تخشى أن تمتد يد العدالة إلى جنودها وضباطها، وربما إلى بعض المستويات السياسية فيها، لذلك تقف بقوة إلى جانب إسرائيل، في «شيطنة» المحكمة وفرض عقوبات عليها.

الفلسطينيون من جانبهم، قبلوا الاحتكام للمحكمة الدولية، وهم فعلوا ذلك بإجماع وطني نادر، علماً بان يد العدالة الدولية، قد تطال بعضهم كذلك، لكن لا بأس، فلسان حالهم يقول: أياً كانت قسوة العدالة الدولية، فهي أرحم بكثير مما يُسمى «عدالة احتلالية» طافحة بالعنصرية.

لا ندري كيف سينتهي السجال حول التحقيق الدولي بجرائم إسرائيل، في ظل ما يزدحم به «بازار» الشائعات، لكن يكفي أن هذه الخطوة، فضحت «المُريب» الإسرائيلي الذي يكاد أن يقول «خذوني»، وكشفت «غث» ادعاءات الإدارة الأمريكية من «سمينها» في ملفي الحرية وحقوق الانسان.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين يذهب الفلسطينيون أين يذهب الفلسطينيون



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab