لبنان الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

لبنان: الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد

لبنان: الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد

 العرب اليوم -

لبنان الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد

بقلم - عريب الرنتاوي

بعد ثلاثة عقود على انتهاء الحرب الأهلية في لبنان، لم يفارق شبح هذه الحرب لبنان، وهو يعود للتحويم فوق رؤوس اللبنانيين عند أول خلاف أو حتى «زلة لسان» تصدر عن هذا المسؤول أو ذاك ... الخميس الفائت، بدا أن الحرب الكريهة والمكلفة، تدق الأبواب مجدداً، ومظاهر الحرب الأهلية وطقوسها الدامية، كانت حاضرة بقوة في بلدة «الحدث»، ولو أن «صلية رصاص» واحدة انطلقت من رشاش أحدهم، لكانت بمثابة «بوسطة عين الرمانة» التي أشعلت الحرب الأهلية في العام 1975.

في لحظة واحدة، انقلب المشهد رأساً على عقب، وعاد خطاب الكراهية يهمين على أحاديث المسؤولين وفرسان «السوشيال ميديا»، وبدأت التعديات «على الهوية» في تذكير صاعق، لمسلسل «القتل على الهوية» ... عاد اللبنانيون إلى متاريس طوائفهم ومذاهبهم، انشد العصب المذهبي والديني بصورة مفاجئة وسريعة، وعادت «الهويات القاتلة» تهدد المؤسسات، من الحكومة والبرلمان والانتخابات الوشيكة، إلى الجيش والمؤسسات الأمنية، المتراكبة مذهبياً وطائفياً، والموزعة على خطوط الطوائف والمذاهب.

الاتفاق الأشهر، شيعياً ومسيحياً، «اتفاق مار مخايل» بين حزب الله والتيار الوطني الحر، كاد يسقط ويصبح أثراً بعد عين ... هذه المرة، كان الانقسام شيعياً – مسيحياً، قبل عشر سنوات، وفي أحداث السابع من أيار 2007، عندما فرض حزب الله سيطرته العسكرية التامة على بيروت الغربية، أخذ الانقسام شكلَ احتراب سني – شيعي، لا حدود ولا خطوط حمراء في حروب الجميع ضد الجميع، عندما تقع الواقعة، تسيطر الغرائز وتتحكم بحركة الشارع المنقاد خلف «أمراء الطوائف والحروب» كالقطيع، يغيب العقل ويسقط المنطق والمصلحة العامة، وتصبح الهوية الوطنية الجمعية الجامعة، أول ضحايا حروب الإلغاء والإقصاء.

بدأت القصة في توقيت انتخابي لافت، زعماء المذاهب والطوائف، منهمكون في «تزييت وتشحيم» ماكيناتهم الانتخابية ... القانون الجديد يجعل الانتخابات المقبلة مختلفة بعض الشيء، لا أحد لديه يقين حول حجم حصته المقبلة في برلمان المحاصصة الطائفية والمذهبية ... الجميع بحاجة لشد العصب المذهبي والطائفي، حتى لا يضيع عليه صوت واحد في الانتخابات المقبلة ... جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، يطلق تصريحاً أهوجاً: نبيه بري «بلطجي» وقد آن أوان تكسير رأسه، يرد رئيس مجلس النواب وزعيم أمل، ومعه رهط من الناطقين والمتحدثين «التحية بمثلها» أو بأبشع منها، فجأة ومن دون سابق إنذار، تتحرك الجموع الغاضبة، انتصاراً لكرامة الزعيم، يظهر السلاح الناري والدراجات النارية، تهاجم المكاتب وتتعرض لإطلاق النار، وتستباح مناطق مسيحية في استعراض يشبه عمليات «الغزو» ... هنا، وهنا بالذات، يتجلى نموذج «رد الفعل الأسوأ من الفعل»، هنا يُرد على الخطأ بالخطيئة... هنا تستباح الكرامات والخطوط الحمراء المتداولة وأدبيات الحوار المتفق عليها ... هنا يستباح الدم (مع وقف التنفيذ) ويستباح الأخر في عقر بيته، وبصورة لم يعد معها، التكفير خارج منطق، أو بالأحرى «لا منطق» الحرب الأهلية، أمراً ممكناً.

هنا، والآن، يظهر كم أن أحزاب لبنان «اختزلت» طوائفه وطبقاته وجماهيره، وأن قادة الأحزاب والميليشيات قد اختزلوا في شخوصهم، مصالح طوائفهم وأشواقها وتطلعاتها ... هنا، لا فرق بين كرامة الزعيم وكرامة طائفته ... هنا بالذات، تصبح مصلحة الزعيم وحساباته، هي ذاتها مصلحة الطائفة والطبقة والجماهير، أي مس بها، مسٌ بالطائفة والسلم الأهلي والوحدة الوطنية ... هنا يسقط كل اللغو حول السيادة والهوية والوحدة والمقاومة وفلسطين والقدس، جميعها كلمات فارغة، لا معنى لها، تصدر من أطراف ألسنة المسؤولين وليس من حلوقهم وأجوافهم ... الثابت هنا، هو نظام المحاصصة المخصص لخدمة مصالحة حفنة من الرجال فقط، أما المتغير، فهو ركام الثرثرات والشعارات والعبارات المنمقة ألتي أثقلت مسامع اللبنانيين وصمت آذانهم.

لا يخجل كثيرٌ من الساسة من تبرير ما حصل، تسويقه وتسويغه ... «الطابور الخامس» جاهزٌ على الدوام لتحمل المسؤولية عن الأفعال المشينة للقطعان السائبة ... «إسرائيل» جاهزة كذريعة تصلح لكل استخدام، فهي مسؤولة عن «الطابور الخامس» ومشغلة له، وهي العامل الرئيس وراء التصعيد، والسبب الأهم خلف التهدئة واحتواء الموقف، طالما أنها تتربص بلبنان ونفطه وغازه ومقاومته ... لا بأس أن تستحضر كل الذرائع، المهم ألا يبدو أي من هؤلاء في موقع المنكسر أو المهزوم، وألا يفقد أيٌ منهم ماء وجهه، والأهم ألا تضرر مصالحه ومواقعه ومناطق نفوذه ومجالاته الحيوية، وأن تعاد صياغة معادلة توزيع السلطة والثروة بينهم، وأن تحصن «الخطوط الحمراء» التي رفعت بعضهم من موقع «المسؤول السياسي المنتخب والخاضع للمحاسبة بموجب الدستور»، إلى مراتب «أنصاف الآلهة»... كان الله في عون لبنان، عشتم وعاش لبنان.

المصدر : جريدة الدستور

arabstoday

GMT 05:33 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

عن القدس والانتخابات

GMT 04:29 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 05:43 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 18:43 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

حتى لا تصرفنا أزمات الداخل عن رؤية تحديات الخارج

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد لبنان الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab