ماء نتنياهو البارد والرؤوس الفلسطينية الحامية

ماء نتنياهو البارد والرؤوس الفلسطينية الحامية!

ماء نتنياهو البارد والرؤوس الفلسطينية الحامية!

 العرب اليوم -

ماء نتنياهو البارد والرؤوس الفلسطينية الحامية

عريب الرنتاوي

 يمتلك الفلسطينيون “ترف” إهدار المزيد من الوقت، في لعبة “التذاكي” و”الاستقواء” التي تبادلوا الأدوار فيها خلال السنوات الفائتة، وكانت نتائجها وبالاً عليهم وعلى قضيتهم وحقوقهم الوطنية المشروعة ... لقد جربوا مختلف أشكال الإقصاء ومحاولات “طرد” الآخر وتقليص المساحة الخاصة به في النظام السياسي الفلسطيني، ولكن دون جدوى، ولم يتبق أمامهم سوى خيارين لا ثالث لهما: إما الوصول إلى صيغة مرضية وتوافقية لإدارة الاختلاف وحفظ التنوع والتعدد والسعي لتعظيم المشتركات، وإما الدخول في فصل جديد من فصل حرب الإلغاء التي لا نهاية لها على ما يبدو، لا في الأمد القريب ولا في الأمد البعيد.
وفيما كان السجال محتدماً والتراشق بالاتهامات على أشده، حول “الشرعية” و”الصلاحيات” و”حكومة الظل” إلى غير ما هنالك من عناوين، كانت حكومة نتنياهو “ترش ماءً بارداً” على رؤوس الجميع، في الضفة وغزة والدوحة على حد سواء ... تستقطع أربعة آلاف دونم من أراضي الخليل – بيت لحم للتوسع الاستيطاني في الضفة، وتسرب أنباء بأنها لن ترسل وفدها للقاهرة لإتمام المفاوضات حول القضايا العالقة في اتفاق التهدئة، ومن يقرأ اتفاق التهدئة، سيلحظ أن جميع مطالب الفلسطينيين الأساسية، ما زالت عالقة.
نحن إذن إزاء وضعية يصعب معها الاستمرار في حرب “داحس والغبراء” بين فتح وحماس، حتى يؤتى على قضية فلسطين وحقوق شعبها ... ولقد آن الأوان للذهاب إلى الاتفاقات المبرمة بين الجانبين، والشروع في تنفيذها من دون إبطاء، بدءاً بالإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وتفعيل دوره وصلاحيات كوعاء “للقيادة الجماعية” الفلسطينية، إذ ليس في رام الله من بمقدوره الزعم بأنه يمثل جميع الفلسطينيين، وليس في غزة من بمقدوره الادّعاء بذلك أيضاً ... ليست “الشرعية” في يد فريق دون آخر، فالجميع “غير شرعي” من منظور الفقه الدستوري، والجميع بحاجة لتجديد شرعيته كذلك، وإلى أن تتاح الفرصة لذلك، لا بد من العمل المشترك، وفي إطار منظمة التحرير وقيادتها المؤقتة، التي ظلت حتى يومنا هذا حبراً على ورق، مع أنه كان من الضروري العمل على تفعيلها دوراً وتوسيعها تمثيلا.
لقد جرّبت السلطة خنق حماس ووضعها في أضيق الزوايا قبل الحرب على غزة، حتى أن حكومة “الوفاق” لم تكن سوى نسخة غير مزيدة وغير منقحة، من حكومة رامي الحمدالله، حكومة الرئيس تشكيلاً ورئيساً وبرنامجاً ... وقبلها، زمن مرسي، ظنت حماس أن الوقت قد حان، لقطف ثمار الصعود الإقليمي لجماعة الإخوان المسلمين وترجمتها فلسطينياً ... واليوم، تعتقد السلطة، أن حاجة حماس لها لإتمام التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار وإعادة الإعمار، يعطيها السلطة والصلاحية، لتحجيم الحركة والحد من اندفاعتها واحتواء شعبيتها المتعاظمة بعد الحرب على غزة وبفعل نتائجها ... لكأنه كتب على الحركة الوطنية الفلسطينية وشعب فلسطين، أن يطيلا الدوران في هذه الحلقة المفرغة، وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
لا شيء يبقى على حاله على الساحة الفلسطينية سوى الاحتلال والاستيطان والعدوان والحصار، ومن كانت له اليد العليا من الفلسطينيين اليوم، سيجد نفسه صبيحة اليوم في موقعٍ “مأزوم” ... ومن ينتابه الشك في ذلك، فليقرأ تقلب صنوف الدهر وتعاقب المواقع والمواقف والأدوار على الساحة الفلسطينية، ولا يظن أحد، أنه بات بمقدوره الذهاب بالشعب والقضية والحركة الوطنية في الوجهة والاتجاه الذين يريد، فقد انتهى زمن الحصان الواحد، وباتت للعربة الفلسطينية بحاجة لحصانين اثنين، ومن المصلحة أن يسيرا في الاتجاه ذاته، لإنجاز التقدم، وإلا كانت حصيلة عدوهما في اتجاهين متعاكسين، صفراً مكعباً.
 على أية حال، معركة غزة لم تنته بعد، بل وقد تستأنف بأسرع مما يظن كثيرون، خصوصاً إن أصرت حكومة نتنياهو على عدم الذهاب إلى القاهرة للتفاوض على بقية الاستحقاقات الفلسطينية، فينتهي الأمر واقعياً إلى “تهدئة مقابل تهدئة”، فيبقى الحصار والخراب عنوانين ملازمين للقطاع المنكوب ... دع عنك قضايا الضفة والقدس والمقدسات والاستيطان والحل النهائي والدولة والعودة إلى غير ما هنالك من بنود على لائحة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
أحسب أنه يتعين على الرئيس الفلسطيني، أن يبادر اليوم وليس غداً، إلى دعوة الإطار القيادي الفلسطيني للانعقاد الطارئ والمفتوح، وثمة عواصم عربية عديدة، يمكن أن تستضيف هذا اللقاء لتلافي الحساسيات القائمة بين حماس والقاهرة ... يمكن للجزائر أو السودان أو تونس أو الكويت وربما عمان، أن تستضيف مثل هذه اللقاءات، حتى يجري مناقشة مختلف قضايا الخلاف، وتبديد الشكوك، وإرساء قواعد للتجاور والعمل المشترك، فلا نهاية للنفق الغزّي المظلم من دون التوافق، ولا أمل في الخلاص من الاحتلال إلا بوحدة الموقف والإرادة والأدوات الكفاحية ... أللهم إلا إذا كان من بيننا من يظن أن نتنياهو سيصدق وعده هذه المرة، ويقبل بدولة فلسطينية على حدود 67 في غضون ستة أشهر أو ثلاثة أعوام، أو إذا كان من بيننا من يعتقد بأن أرقام الاستطلاعات ونسبها المئوية ثابتة لا تتغير، فمن يحصد الشعبية الأكبر اليوم، قد يفقدها غدا، وعليه أن يتذكر أن شعبيته لم تكن كذلك، قبل أشهر قلائل، وقد لا تستمر كذلك، بعد أشهر قلائل أيضا.

 

arabstoday

GMT 01:51 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 01:47 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 01:43 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 01:41 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 01:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 01:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 01:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماء نتنياهو البارد والرؤوس الفلسطينية الحامية ماء نتنياهو البارد والرؤوس الفلسطينية الحامية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab