عاجل من شيخ الأزهر إلى الأمة

عاجل من شيخ الأزهر إلى الأمة

عاجل من شيخ الأزهر إلى الأمة

 العرب اليوم -

عاجل من شيخ الأزهر إلى الأمة

معتز بالله عبد الفتاح

فى خضم هذا الكم من الأحداث المزعجة التى تحدث فى بلدنا وفى منطقتنا، يتساءل الإنسان: «أليس فى هذه المنطقة مجموعة من الحكماء والعقلاء الذين يمكن لهم أن ينبهوا الناس ويرفعوا الالتباس، أن يفكروا بحزم ويعملوا بعزم كما قال الكواكبى؟ أليس فى هذه المنطقة أولئك الذين امتثلوا لقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، عن العصبية المقيتة: «دعوها إنها منتنة»؟
لو كان هؤلاء الناس موجودين بيننا لربما كانوا نجحوا فى أن يحددوا البوصلة لمجتمعاتنا وكنا أمة يمكن وصفها بأن «هؤلاء بالشرع هم يهتدون».
حدث مهم شهدته أبوظبى الأسبوع الماضى وهو إعلان إطلاق أول هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم فى العالم الإسلامى تحت مسمى «مجلس حكماء المسلمين»، يترأسها فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والعلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة. وستكون أبوظبى مقراً للمجلس.
جاء فى نص بيان التأسيس اتفاق المشاركين على أن جسد الأمة الإسلامية لم يعد يتحمل حالة الاقتتال وحدة الاحتراب بين مكونات المجتمعات المسلمة، وعلى حاجة الأمة إلى تدخل عاجل وضرورى لحقن دم الإنسان، مؤكدين أن غاياتهم هى نفسها غايات ومقاصد الشارع التى تتمثل فى أن يُحفَظ على الناس دينهم وأنفسهم ودماؤهم، وأن ما يعطيه السلم لا يساويه ما تنتجه الحروب.
والتجرد من أى عوامل ذاتية تجعل أعضاء المجلس طرفاً فى أى صراع سياسى أو دينى أو عرقى، وتقوية مناعة الأمة، وخاصة شبابها، ضد خطاب العنف والكراهية، وتصحيح وتنقيح المفاهيم الشرعية وتنقيتها مما علق بها من شوائب انحرفت بها عن مقاصدها النبيلة، واستعادة الوضع الاعتبارى لمرجعية العلماء وتأثيرها المشرف فى تاريخ الأمة الإسلامية، وإحياء الوازع الدينى والتربوى فى جسد الأمة ومكوناتها، وإيقاف لعبة التدمير.
وقال فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إن الإسلام الذى أنشأ هذه الأمَّة، وصنَع تاريخَها، ودخَل مُكوِّناً أساساً فى نسيج حضارتها، هو دين سلامٍ للعالم أجمع، يصنعُ الأمن والسَّلام بين أهله، ويُصدِّرُه للإنسانيَّة جمعاء.
وأضاف: «لم يكن بدٌّ من أن يتحمَّل عُلَمَاءُ الأمَّة وحُكَماؤها مسئوليَّاتهم كاملةً فى هذا المنعطف التاريخى الخطر الذى تمرُّ به أمَّتُنا الآن، وأن يُدركوا أمَّتَهم فى هذا المعترك البائس بين أبنائها، وذلك بالتَّدبُّر والتَّفكُّر العميق والتخطيط الدقيق، والصبر والمثابرة، وبذل الجهد لِنَشر السِّلم وتَحقيقه وتكريسه فى مجتمعاتنا الإسلامية بل العالمية، وفق منهجٍ وسطيٍ سديدٍ، وفقه رشيد، يُوائم بين فهم النص وفقه الواقع، ومع البُعد عن مَسالك الإثارة والتهييج والحماس الزَّائِف».
وتساءل فضيلته: «أليس المسلمُ من بين سائر الناسِ هو الإنسان الوحيد الذى يُلقى السلام على نفسه وعلى عباد الله الصالحين فى صلواته المفروضة عليه أكثر من سبع عشرةَ مرة كلَّ يومٍ على الأقلِّ؟.
أليس السَّلامُ هو تحيةَ الناس فيما بينهم لقاءً وافتراقاً؟ ألم تتكرَّر لفظة «السلام» فى اثنين وأربعين موضعاً فى القُرآن الكريم؛ احتفاءً بشأن السلم وتأكيداً على خطرِه العظيم فى بناء الفرد والمجتمع؟، ألم يُسَمِّ القرآنُ الكريم الجنَّة التى أعدَّها الله لعباده الصالحين باسم: «دار السَّلام»؟ وجعل تحيَّةَ أهلها فيما بينهم هى كلمة «السَّلام»؟.
إنَّ الإسلامَ كدِينٍ هو، فى نفس الأمرِ وحقيقته، أخو «السلام» وشقيقه، كلاهما مُشتَقٌّ من جِذرٍ واحدٍ فى اللغةِ العربيَّةِ، وإذا كان اللهُ فى المسيحيَّةِ هو «المحبَّة»، فاللهُ فى الإسلامِ هو «السَّلامُ»، والسَّلامُ أحدُ أسمائِه تعالى، ونحنُ مأمورون فى دينِ الإسلامِ - بأنْ نتشبَّه بصفات الله الجميلةِ ومنها: السلامُ - قدر ما تُطيقُه طبيعتُنا البشريَّةُ المحدودة.
وقد تأثَّرت الحَضارةُ الإسلاميَّةُ بهذه الأُصولِ المقدَّسةِ فجاءَت حضارةُ «سلام وأمن وأمان»، كما جاء الإسلامُ دينَ «سلامٍ» ورحمةٍ ومودَّة، ولم يُحدِّثنا التاريخُ أن أمة من أمم العالم شَقِيَت بحضارةِ المسلمين أو عانت بسببِها من الخوف والجوع والموت».
أرجو أن يكون هذا المجلس فاتحة خير على الأمة المثقلة بحماقات الحمقى والتى تتطلع لحكمة الحكماء.

arabstoday

GMT 11:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لماذا نظرية التطور مهمة؟

GMT 11:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لا تنسوا 420 مليونًا عند “الكردي”

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:38 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 06:36 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:34 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل من شيخ الأزهر إلى الأمة عاجل من شيخ الأزهر إلى الأمة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab