زيارة الملك سلمان إلى القاهرة

زيارة الملك سلمان إلى القاهرة

زيارة الملك سلمان إلى القاهرة

 العرب اليوم -

زيارة الملك سلمان إلى القاهرة

بقلم : معتز عبد الفتاح

كتب الدكتور خالد الدخيل مقالاً مهماً عن خلفيات زيارة الملك سلمان إلى القاهرة الأسبوع المقبل. كلامه مهم لأنه يكشف عن رؤية المملكة لمتطلبات التحالف المصرى - السعودى، وكما قلت من قبل: بدون مصر، فلا بقاء للعرب. وبدون السعودية، لا قيامة للعرب.

يقول الدكتور الدخيل:

هناك إجماع على أن الأمل بإنقاذ الوضع العربى معلق على تعاون مصرى - سعودى. وهو أمل قد يتحقق شىء منه فى زيارة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر. ما يبقى على جذوة هذا الأمل أن الرياض والقاهرة هما آخر ما تبقى من أعمدة النظام العربى. كل منهما فى حاجة ماسة إلى الآخر حتى لا يواجه الانهيارات بمفرده. استعادة زمام المبادرة فى مثل هذه الحال باتت الخيار الوحيد لوقف التدهور، وتحصين الدول العربية الأخرى التى لم تتأثر بذلك حتى الآن. لكن على رغم ذلك، وعلى رغم المصالح المشتركة، وحاجة كل منهما للآخر فى هذه المرحلة، إلا أنه ليس هناك تحالف سعودى- مصرى، ولا حتى ما ينبئ بشىء من ذلك. لماذا؟ أحد أسباب ذلك يعود إلى طبيعة الدولة العربية، وبالتالى إلى طبيعة النظام الإقليمى العربى. من أبرز سمات هذا النظام انعدام إمكان التحالف الحقيقى بين أطرافه طوال الـ100 عام الماضية، وهى سمة حان وقت التخلص منها قبل الآن بكثير. السبب الآخر يتعلق بهواجس مصرية نابعة من تاريخها الحديث، خصوصاً اعتيادها على فكرة أنها الدولة الأكبر، والأقوى، والأعرق، وبالتالى الأحق بتسنم قيادة العالم العربى.

أول متطلبات هذا التعاون الالتقاء على رؤية مشتركة للوضع العربى. وأهم عناصر هذه الرؤية حالياً رفض فكرة الميليشيا بما تمثله من تهديد لمفهوم الدولة العربية وهويتها ووحدتها واستقرارها. وقبل ذلك رفض الطائفية بكل أطيافها كأساس ومبرر لفكرة الميليشيا. اللافت هنا أن موقف مصر متردد من طبيعة الدور الإيرانى، خصوصاً فى العراق وسوريا، وهو موقف مربك من حيث أن حكومة مصر الحالية تعتبر نفسها وريثة للتجربة الناصرية. وهذه التجربة ترتكز إلى الهوية القومية للدولة العربية.

المتطلب الثانى لتفعيل النظام العربى، الاعتراف بأن الدولة العربية التى تشكلت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ترهلت واستنفدت أغراضها، وأنها بوضعها الحالى سبب لما آلت إليه الحال العربية، الأمر الذى يفرض ضرورة إصلاح هذه الدولة سياسياً ودستورياً واقتصادياً، وإعادة تشكيلها بما يتناسب مع متطلبات المرحلة. ثالثاً الاعتراف بأن فكرة قيادة النظام العربى من دولة بعينها كما فشلت من قبل فشلاً ذريعاً، لن تكون أكثر نجاحاً فى المستقبل. لقد غادرتنا المرحلة الناصرية، لأنها أصبحت تنتمى للتاريخ وليس للحاضر أو المستقبل، ويجب أن نغادرها أيضاً. رابعاً الاتفاق على ضرورة الحوار مع إيران انطلاقاً من موقف عربى موحد، فإيران من دول الجوار العربى. ولها كل الحقوق التى تقتضيها هذه الجيرة. لكن ليس من بين هذه الحقوق التدخل فى الدول العربية لنصرة فريق على آخر. تبرز بعد ذلك العلاقات السعودية مع قطر وتركيا. وهى علاقات تعتبرها مصر عقدة أمام تطور علاقتها وتعاونها مع السعودية. ومصدر هذه العقدة لدى القاهرة مسألة «الإخوان المسلمين». الغريب فى الموقف المصرى أنه لم يتجاوز هذه المسألة بعد مضى ما يقرب من السنوات الثلاث على إسقاط حكم «الإخوان»، ولا يأخذ فى الاعتبار أن الموقف السعودى من «الإخوان» قد يختلف فى التفاصيل، لكنه فيما عدا ذلك يلتقى مع القاهرة كثيراً. والحقيقة أن منشأ عقدة القاهرة هنا داخلى قبل أى شىء آخر. والأرجح أن السعودية انطلاقاً من ذلك تقوم منذ زمن بدور وساطة بين مصر وتركيا إما لتحقيق مصالحة بين أنقرة والقاهرة، أو على الأقل لتخفيف حدة الاحتقان بينهما. موضوع هذه الوساطة سيكون من بين المواضيع التى سيطرحها العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء زيارته مصر، لأنها تعتبر أن تنسيقاً على الأقل بين الرياض والقاهرة وأنقرة ضرورى لإعادة التوازن للمنطقة أمام الانكفاء الأمريكى، والهجوم الروسى، وتحالف ما يسمى جبهة «الممانعة» بقيادة إيران، بما يؤمن وزناً كبيراً لمواقف ومصالح هذه الدول الثلاث فى الحلول المقترحة لأزمات المنطقة. مهما يكن، يبقى أن المصلحة الاستراتيجية السعودية تقتضى التعاون مع مصر، والحفاظ على مصالحها واستقرارها.

arabstoday

GMT 08:26 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عادي

GMT 08:25 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الآن؟

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 08:22 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سلام عليك يا شام

GMT 08:20 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا وتخمة القادة الأسطوريين

GMT 08:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

«سنو وايت».. أهمية أن تكون أنت.. «أنت»!

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هوامش على حياة الشهيد عبدالمنعم رياض

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اللاعبون الأساسيون ومخاطر الفوضى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة الملك سلمان إلى القاهرة زيارة الملك سلمان إلى القاهرة



إطلالات حمراء جريئة للنجمات على سجادة مهرجان البحر الأحمر

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:51 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 العرب اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 العرب اليوم - مقتل 54 صحافياً في عام 2024 ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab