تحية إلى قواتنا المسلحة

تحية إلى قواتنا المسلحة

تحية إلى قواتنا المسلحة

 العرب اليوم -

تحية إلى قواتنا المسلحة

معتز بالله عبد الفتاح

أتذكر الهجوم الحاد الذى تلقاه كاتب هذه السطور فى أبريل 2011 من بعض الثورجية نتيجة رفضى التام لخروج بعض ضباط القوات المسلحة على القيادة العامة للقوات المسلحة، وكنت آنذاك كتبت مقالاً بعنوان: «آخر عمود فى البيت» أوضحت فيه أن انقسام الجيش المصرى بخروج بعض أفراده ووحداته على قياداته سيدمر الدولة المصرية، وهو ما لا يتمناه وطنى عاقل.

وكنت أحلل مع الأستاذ عمرو أديب أحداث القمة العربية، وجاءت سيرة ما حدث ويحدث فى اليمن، وأشرت إلى أن جزءاً كبيراً مما يحدث فى اليمن الآن يرتبط باسم أحد قيادات الجيش اليمنى (على محسن صالح) ومعه وحدته العسكرية الذين خرجوا على الرئيس اليمنى (على عبدالله صالح)، ومن هنا انقسم الجيش، ويستمر نزيف الدولة اليمنية وصولاً إلى الفراغ السياسى الذى يملأه «الحوثيون» الآن.

هنا سألنى الأستاذ عمرو أديب: إذن كلامنا عن تماسك الجيش ووحدة الجيش ليس كلاماً إنشائياً؟ قلت له: بل هو جزء لا يتجزأ من جوهر تماسك الدولة وقدرتها على البقاء. ولكن هناك ما يقلقنى كذلك فى إصرار البعض على تصوير الجيش المصرى وكأنه جيش «السيسى» أو جيش «مبارك» أو جيش «السادات». ولا أنسى مناسبة أخرى كانت بالمصادفة مع الأستاذ عمرو أديب أيضاً فى برنامجه «القاهرة اليوم»، وأثناء سير الحديث رويت ما سمعته من أحد قيادات القوات المسلحة بشأن الألغام التى خلفتها الحرب العالمية الثانية فى الساحل الشمالى الغربى، وكان هذا الحوار من أكثر من عامين، قلت: يا سيادة اللواء نتمنى عليكم أن تركزوا جهداً أكبر فى إزالة الألغام من الساحل الشمالى الغربى، وتكون هذه هدية من القوات المسلحة لمصر لما فى هذه المنطقة من خيرات كثيرة غير مستغلة.

وكان رد سيادة اللواء: ما إحنا أزلناها تقريباً كلها باستثناءات قليلة جداً.

فتساءلت: ولماذا لا يعلن هذا على الناس؟

فكان رده: نحن خشينا إن أعلنا أن يسيطر عليها أباطرة الحزب الوطنى ويستغلوها وتضيع على البلد والأجيال الجديدة.

رويت هذه الرواية فى البرنامج وانتهى الموضوع بالنسبة لى من زاوية نقل الواقعة كما حدثت، وبعد أن انتهيت من الحلقة وأثناء خروجى، وبحضور عدد من العاملين فى البرنامج والأستاذ عمرو أديب نفسه، سألنى أحد الشباب: هل واقعة أن الجيش رفض الإعلان عن إزالة الألغام خوفاً من أن يسيطر عليها أباطرة الحزب الوطنى صحيحة؟

فقلت له: هذا ما حدث، والله على ما أقول شهيد. فسأل السؤال التالى: «يعنى إحنا جيشنا وطنى بجد؟».

قلت له: نعم هو جيش وطنى بجد، حتى لو تحفظنا على بعض القرارات الصادرة من بعض قياداته فى بعض المواقف.

لسبب أو لآخر انتهى الحوار آنذاك حتى استرجعت السؤال الاستفهامى الاستغرابى لأبدى عدة ملاحظات:

أولاً، هناك قطاع من الشباب، لا أعرف نسبته، لكنه موجود، إما متأثر بدعاية خارجية سوداء أو ببعض من يعيشون على أوهام «الثورجة الوهمية» يظنون أن الجيش جيش «مبارك»، والشرطة شرطة «مبارك»، والقضاء قضاء «مبارك»، والتعليم تعليم «مبارك»، وهى قراءة مآلها الوحيد هو مصير سوريا والعراق وغيرهما.

ثانياً، لفت نظرى أحد زملائى فى برنامج «باختصار» لعدد من الفيديوهات الموجودة على «اليوتيوب» التى لا أقول تنتقد فقط بل تهاجم وتسخر وتقلل من قيمة الجيش المصرى. وهى فيديوهات مصنوعة بشكل جيد، ويقيناً لها تمويل معتبر وكان يعاد بثها على قناة «الجزيرة مباشر مصر» باعتبارها من أصوات المعارضة لانقلاب الجيش على الشرعية بزعمهم. والفيديوهات لا تنال من جيش مصر الآن وإنما تمد السخرية بل والتدليس إلى جذور الجيش المصرى منذ نشأة الدولة المصرية تاريخياً.

ثالثاً، هناك مسئولية كبيرة على قيادات الجيش نفسها فى أن تكون أكثر شفافية فى ميزانيتها ومواردها وطرق محاسبتها لأفرادها، وما الذى تفعله، وما الذى امتنعت عن فعله حتى لا تظل مساحة الغموض غير البناء مستغلة من قبَل من يعملون على تدمير الدولة المصرية سواء بقنواتهم أو أموالهم أو بسذاجتهم.

رابعاً، يؤسفنى أن من يريد السلطة مستعد لأن يدمر الدولة من أجلها، وأتصور أن هؤلاء تحديداً من قصدهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين حذرنا من أن نعطى السلطة لمن سألها.

اللهم احفظ مصر شعباً ووطناً ودولة وجيشاً.

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية إلى قواتنا المسلحة تحية إلى قواتنا المسلحة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab