بوتين و  أوبامايقرران مصير سوريا

"بوتين" و " أوباما"يقرران مصير سوريا

"بوتين" و " أوباما"يقرران مصير سوريا

 العرب اليوم -

بوتين و  أوبامايقرران مصير سوريا

معتز بالله عبد الفتاح

من أسف.. العنوان يحمل الكثير من الواقع.

قال جورج سمعان فى جريدة «الحياة» إن روسيا قطعت نصف الطريق فى التفاهم مع الولايات المتحدة. التنسيق العسكرى فى سوريا بات واقعاً لا عودة عنه. لا يريد أحد من الطرفين مواجهة غير محسوبة، وتقرر القمة اليوم بين الرئيس باراك أوباما وفلاديمير بوتين آفاق التفاهم السياسى وحدوده، وأياً كانت النتائج بات فى جعبة الرئيس الروسى الكثير، ولن يكون بمقدور نظيره الأمريكى أن يواصل تجاهله سواء فى رسم النظام الإقليمى للشرق الأوسط، أو فى تحديد معالم النظام الدولى، لن يقتصر الأمر على بكين وواشنطن لتقررا مصير أزمات عدة، ولن تكون الصين وحدها الخصم المنافس لأمريكا. روسيا شريك أساسى، إن لم يكن بطاقتها الاقتصادية فبقوتها العسكرية وشبكة علاقاتها الواسعة، وفرض تدخلها العسكرى فى سوريا واقعاً جديداً على جميع المعنيين بأزمة هذا البلد. من إسرائيل وتركيا وإيران إلى مجموع الدول التى تشكل التحالف الدولى لمحاربة «الدولة الإسلامية»، قواعد اللعبة تبدلت سياسياً وعسكرياً، لذا، لم يكن أمام كل هؤلاء الأطراف سوى المسارعة إلى التنسيق معها، والوقوف على خاطرها، وعجلت هى فى الانتشار على طول الخريطة الأمريكية والغربية عموماً فى المنطقة. من السودان إلى اليمن والعراق مروراً بمصر ولبنان وحتى بعض دول الخليج، انتهاء بمنافسة الانتشار الأطلسى فى البحر المتوسط، عبر تعزيز حضور قواتها على السواحل السورية، جواً وبحراً وبراً، وبناء قواعد ثابتة فى بلاد الشام.

الواقع الجديد الذى فرضته موسكو فى سوريا جعلها قوة رئيسة فى أى بحث لتسوية سياسية فى هذا البلد، بل جعلها ربما قوة لا غنى عنها فى تقرير خريطة النظام الإقليمى. حدت من حرية الحركة الإسرائيلية فى سوريا، وطوت نهائياً صفحة المشاريع التركية على حدودها الجنوبية، وضمنت إلى حد سكوت العرب الذين يريحهم إمساك روسيا بمصير بلاد الشام ومستقبلها بدل أن تظل حكراً على إيران، أبعد من ذلك فإن تدخلها العسكرى لدعم الجيش السورى عدة وعتاداً وتدريباً يعيد الاعتبار إلى هذه المؤسسة التى شارفت على الانهيار، وكادت الميليشيات وقوات «الدفاع الوطنى» أن تهمشها وتطغى على دورها، وهو ما يترك رضا واسعاً فى صفوف هذه المؤسسة التى يعول عليها كثيرون فى أى تسوية سياسية، وفى الحفاظ على ما بقى من مؤسسات الدولة، مثلما يترك فى أوساط مكونات كثيرة يساورها قلق عميق من ثقل اليد الإيرانية، ارتياحاً وإن حذراً على قاعدة «أهون الشرَّين»!

يبقى السؤال الكبير عن التسوية السياسية التى تحوكها روسيا لحل أزمة سوريا، الأمريكيون رددوا فى الفترة الأخيرة مقولة الدور الإيجابى الكبير الذى لعبته موسكو فى الملف النووى الإيرانى وإبرام الاتفاق بين طهران وعواصم الدول الست. ولم ينسوا ملاقاتها لهم فى إرغام دمشق على تدمير أسلحتها الكيماوية وانضوائها فى المنظمة الدولية لحظر هذه الأسلحة، كأنهم يتوقعون منها تدخلاً سياسياً فاعلاً لتسوية أزمة سوريا، بالتوازى مع الحرب على «داعش». والواقع أن دوائر روسية كانت تتحدث منذ ثلاثة أشهر عن تطورات جذرية فى مسار الأزمة نهاية هذه السنة، ولا حاجة هنا إلى التذكير بنشاط دبلوماسيتها فى الأشهر الأخيرة فى اتجاه كل اللاعبين المعنيين، ودفعها المبعوث الدولى ستيفان دى ميستورا إلى تفعيل مهمته. وتساور أطراف فى المعارضة السورية شكوك عميقة فى أن واشنطن ليست بعيدة مما تنسجه موسكو، ولم يفاجئها تدخلها العسكرى، وربما كانت على تفاهم واتفاق ضمنيين على وجوب فرض الحل على كل الأطراف المعنية. يبقى الخلاف على حدود هذا التدخل الميدانى وعلى المرحلة التى يقتضيها بقاء الرئيس «الأسد» فى السلطة، وعلى طبيعة المرحلة الانتقالية ومدى تأثيره فيها، وهل تؤدى إلى تفكيك النظام القائم نحو تغيير فعلى أم تقتصر على الرأس وإعادة تأهيل الهياكل الأخرى.

إذن، القوى الإقليمية الثلاث الأكبر «السعودية وإيران وتركيا»، اكتشفت أنها غير قادرة على حل المعضلة السورية، والمزيد من خلافاتها يعنى المزيد من الفراغ الذى تستغله «داعش»، الآن انتقلت الكرة إلى الملعب الروسى - الأمريكى، ما سيقررانه سيفرضانه علينا؛ لأن ضعفنا يغرى الآخرين بفرض إرادتهم علينا.

arabstoday

GMT 17:02 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

على الأرض السلام

GMT 08:26 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عادي

GMT 08:25 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الآن؟

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 08:22 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سلام عليك يا شام

GMT 08:20 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا وتخمة القادة الأسطوريين

GMT 08:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

«سنو وايت».. أهمية أن تكون أنت.. «أنت»!

GMT 08:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هوامش على حياة الشهيد عبدالمنعم رياض

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين و  أوبامايقرران مصير سوريا بوتين و  أوبامايقرران مصير سوريا



إطلالات حمراء جريئة للنجمات على سجادة مهرجان البحر الأحمر

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:51 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 العرب اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 العرب اليوم - مقتل 54 صحافياً في عام 2024 ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab