هل أخطأ البريطانيون

هل أخطأ البريطانيون؟

هل أخطأ البريطانيون؟

 العرب اليوم -

هل أخطأ البريطانيون

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

أبدأ بمقولتين لونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الأشهر: «الديمقراطية هى أسوأ نظام حكم فى العالم، إلا إذا قارنتها بغيرها» يعنى هى فيها كل العيوب، لكنها مع ذلك أفضل من كل النظم الأخرى التى كانت متاحة له.

والمقولة الثانية: «إن أفضل حجة ضد الديمقراطية هى حوار لمدة 5 دقائق مع ناخب عادى»، يقصد بذلك أن معظم الناخبين يبنون مواقفهم على أسس تجعلك عادة تعتقد أن الاستعانة بتصويت الناخبين مسألة محفوفة بالمخاطر.

الأصل أن الديمقراطية هى حكم الشعب، وحكم الشعب لا يمكن أن يكون حكم كل أفراد الشعب، وإنما هو حكم الأغلبية التى يمكن أن تكون بسيطة (أى أعلى نسبة من الأصوات حتى لو كانت أقل من 50 بالمائة) أو مطلقة (أى أكثر من 50 بالمائة من الأصوات حتى ولو بصوت واحد).

ولكن دائماً هناك من يلقى اللوم على الديمقراطية فى أى قرار خاطئ يتخذه أغلب المواطنين دون النظر لمتغير وسيط مهم وهو الترتيبات المؤسسية الخاصة بالديمقراطية؛ من يسىء استخدام آليات الديمقراطية فهو فى النهاية أخطأ، ولم تخطئ الديمقراطية بالضرورة.

هناك أمور بطبيعتها متخصصة وشديدة التعقيد ولو قدمت للناس بطريقة غير واضحة فسيميل الناس إلى الحكم عليها بالمشاعر والعواطف والمخاوف وليس بالمعلومات والحسابات والتقديرات الموضوعية.

مثلا أين يكون موقع مشروع نووى ما؟ هذا ليس قراراً يتخذه الجميع، وإنما يتخذه البرلمان بعد استشارة المتخصصين.

أزعم أن ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا أخطأ حين قرر إجراء استفتاء عن قضية بهذا التعقيد ولها هذا الكم من النتائج السلبية على مجتمعه وعلى أوروبا جميعها.

هذا ترتيب مؤسسى وآلية ديمقراطية ما كانت لتستخدم بهذه الرعونة.

ولكن هناك ترتيباً مؤسسياً ديمقراطياً آخر يمكن أن يصحح خطأ رئيس الوزراء وهو توقيع أكثر من مليونَين ونصف المليون شخص فى بريطانيا على عريضة تدعو إلى إجراء استفتاء آخر على عضوية البلد فى الاتحاد الأوروبى، بعدما جاءت نتيجة الاستفتاء الأول لصالح الخروج.

وبهذا يتعين على البرلمان مناقشة العريضة، إذ إن الحد الأدنى الملزم لإجراء مناقشة بشأن أى عريضة هو 100 ألف توقيع.

وصوّت 52 فى المائة ممن أدلوا بأصواتهم لصالح تخلّى بريطانيا عن عضويتها فى الاتحاد الأوروبى، بينما أيّد 48 فى المائة منهم البقاء ضمن التكتل.

ودعم غالبية الناخبين فى العاصمة لندن وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية البقاء ضمن الاتحاد.

وجاء فى العريضة «نحن الموقعين أدناه ندعو الحكومة إلى تطبيق القاعدة التى تقضى بإجراء استفتاء آخر إذا كان التصويت لصالح البقاء أو الخروج (من الاتحاد الأوروبى) أقل من 60 فى المائة، بمشاركة أقل من 75 فى المائة (من الناخبين)».

وقالت متحدثة باسم مجلس النواب إن الموقع المخصص للعرائض على الإنترنت تعطل لفترة بعد وجود «كميات كبيرة بصورة غير تقليدية من المستخدمين على عريضة واحدة، وذلك أعلى بكثير من أى مناسبة سابقة».

وتضطلع لجنة العرائض فى البرلمان بالإشراف على العرائض المقدمة، وتبحث اللجنة فى ما إذا كان يجب أن ترفع العرائض التى تجمع أكثر من 100 ألف توقيع إلى مجلس النواب كى يناقشها.

ومن المقرر أن يجتمع أعضاء اللجنة يوم الثلاثاء المقبل.

وفى عريضة أخرى، طالب أكثر من 100 ألف شخص رئيس بلدية لندن بإعلان استقلال العاصمة عن المملكة المتحدة والتقدم بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.

لى صديق بريطانى قال لى: «ما اعتقدنا أننا سنكون الأغلبية»، قاصداً بذلك أنه ما تخيل أن يكون أغلب الأصوات فى اتجاه الانفصال عن الاتحاد الأوروبى.

غالباً هم أخطأوا ولكن مهم أن يكون لديهم أسلوب منظم ودستورى وسلمى لتصحيح الخطأ؛ لأنه من خصائص الديمقراطيات الراسخة، أما الديمقراطيات الناشئة فهذه قصة أخرى.

arabstoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أخطأ البريطانيون هل أخطأ البريطانيون



إطلالات حمراء جريئة للنجمات على سجادة مهرجان البحر الأحمر

الرياض ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - اكتشاف تمثال يكشف الوجه الحقيقي لكليوباترا في معبد تابوزيريس

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab