رسالة إلى وزيرة الاستثمار

رسالة إلى وزيرة الاستثمار

رسالة إلى وزيرة الاستثمار

 العرب اليوم -

رسالة إلى وزيرة الاستثمار

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

كتب الدكتور أحمد رستم، الخبير الاقتصادى، ملاحظات مرتبطة بالوضع الاقتصادى فى منطقتنا على صفحته على الفيس بوك، أعتقد أنه من المفيد أن نضعه على مكتب السيدة وزيرة الاستثمار كى تقول لنا ما الذى تعده الوزارة لمواجهة هذه التحديات، وإن لم تكن لديها رؤية بشأن كيفية مواجهة هذه التحديات، إذاً من يملك هذه الرؤية كى نسأله؟

تقول ملاحظات الدكتور أحمد رستم:

دون التطرق لصعوبة الوضع الاقتصادى.. الأربعة أخبار التالية تنبئ عن تشكيل الهيكل الاقتصادى فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.. إثيوبيا والمغرب تعملان بدأب على جذب الاستثمار فى صناعات تحويلية.. إثيوبيا جلبت الصينيين ليستثمروا فى الملابس لتصدر لأمريكا، أما المغرب فجلبت استثمارات كورية ويابانية وأوروبية فى صناعة السيارات لتصدر لأوروبا وأفريقيا.. سباق الاستثمار يشتد.. أما سوق الدين العالمى فالكويت والسعودية داخلتان بقوة مما سيصعب حتى هذا الطريق المر على اقتصادات المنطقة الأقل قوة.. القادم صعب.

الخبر الأول:

المجمع الصناعى الأهم فى مدينة هاواسا، جنوب العاصمة أديس أبابا، تم افتتاحه الأسبوع الماضى بإمكانات مخصصة لتصنيع وتصدير الملابس إلى الولايات المتحدة باستثمارات مقدارها ٢٥٠ مليون دولار وخلق ستين ألف وظيفة وصادرات قيمتها ١٨ بليون دولار (مجلة فوربس، ١٩ يوليو ٢٠١٦).

الخبر الثانى:

أعلنت وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الرقمية فى المغرب عن استعداد شركة يورا كوربوراسيون من كوريا الجنوبية لتشييد مصنع لها بمدينة مكناس شمال العاصمة الرباط وذلك بعد أقل من شهر على افتتاح مصنع الأسلاك الكهربائية للشركة اليابانية يازاكى بالمدينة نفسها.. إن هناك شركتين عملاقتين فى مجال صناعة السيارات ستفتتحان مصنعين بالمغرب.. وأن شركة دلفى الأمريكية لصناعة قطاع غيار السيارات ستدشن مصنعاً جديداً لإنتاج أنظمة توزيع الكهرباء ومركزاً للأبحاث والتطوير فى المغرب ورصد له استثمار قدّر بـ400 مليون دولار.

كما وقعت الوزارة يوم الجمعة مع اتحاد تحالف صناعة السيارات الفرنسية «R&D. PSA» الذى يضم كلاً من شركات رونو وبوجو - ستروين، اتفاقاً يقضى بفتح مركز للأبحاث والتطوير بالمغرب (العربية 10 يوليو 2016).

الخبر الثالث:

أعلنت الكويت عزمها اقتراض 3 مليارات دينار من الأسواق العالمية من خلال إصدار سندات (أ. ف. ب 7 يوليو 2016).

الخبر الرابع:

سعى الحكومة السعودية للحصول على أول قرض كبير من الخارج، وذلك وفقاً لما نشرته وكالة «رويترز»، التى أشارت إلى أن المملكة السعودية طلبت من بنوك دراسة بقرض دولى كبير قد تصل قيمته الإجمالية إلى نحو 10 مليارات دولار (رويترز 4 مارس 2016).

مصر فيها من الخبرات الداخلية والخارجية من أهل الاستراتيجية والاقتصاد ما يجعلنا بحاجة للاستعانة بهؤلاء. قد يوضع سره فى «أضعف خلقه».

أرجوكم استعينوا بأهل الاختصاص.. الوضع صعب.. ويزداد صعوبة. مصر فى خطر اقتصادى حاد. وحتى لا أبدو حالماً، أنقل ما كتبته من قبل عن تجربة دولة عانت أضعاف ما نعانى ولكنها نجحت وهى الصين. ولكنهم كانت لديهم الرؤية والإرادة والإدارة..

فكرة جيش التنمية: كى تنقل روح الانضباط الموجودة فى المؤسسة العسكرية إلى المجتمع، احتاجت الصين إلى إعادة تربية المواطن الصينى على احترام قيم العمل الفردى والعمل الجماعى والنظام والاتحاد وروح الفريق والتكامل المؤسسى. ومن خلال المشروعات الصغيرة والقروض طويلة الأجل تحولت المنازل إلى ورش عمل صغيرة فى وقت يوجد فيه وكيل للتسويق والتنسيق، وبالتالى انخفض اعتماد الناس على العمل الحكومى وقلت نسبة البطالة وازدادت معدلات التنمية كجزء من قدرة الدولة على أن تستفيد من طاقات مواطنيها وفقاً لخطط ذكية بما أدى فى النهاية إلى تخليص ربع سكان الصين من دوامة الفقر والتخلف، بل نجحت فى غزو العالم الخارجى باستثمارات صينية فى دول أجنبية بما يخدم الاقتصاد الصينى.

فكرة، الاستثمار الأجنبى فى المناطق الاقتصادية الخاصة والساحلية المفتوحة: القيادة الصينية أدركت مخاطر السياسة على الاقتصاد ومخاطر البيروقراطية على التنمية فخلقت فضاءً جغرافياً واقتصادياً ومالياً وتجارياً مستقلاً سمّته المناطق الاقتصادية الخاصة كى تكون خارجة تماماً عن معوقات البيروقراطية التقليدية التى نعرف ما يشبهها فى مصر. ومنذ أن قررت الحكومة الصينية إجراء إصلاح النظام الاقتصادى فى عام 1978، وفى الوقت ذاته، بدأت اتخاذ سياسة الانفتاح على الخارج بصورة مخططة وعلى مراحل. ابتداءً من عام 1980 أنشأت الصين مناطق اقتصادية خاصة حرة ومفتوحة للاستثمار الأجنبى. وفى عام 1990 قررت حكومة الصين تنمية وانفتاح منطقة بودونج الجديدة بمدينة شانغهاى، وزيادة فتح مجموعة جديدة من المدن بضفتى نهر اليانجتسى، حيث تشكل حزام الانفتاح بحوض نهر اليانجتسى على أساس منطقة بودونج الجديدة. ومنذ عام 1992 اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من القرارات حول فتح مجموعة من المدن الحدودية وفتح المزيد من حاضرات المقاطعات والمناطق الذاتية الحكم؛ وأنشأت فى بعض المدن الكبيرة والمتوسطة الحجم خمس عشرة منطقة تجارة حرة وتسعاً وأربعين منطقة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية على مستوى الدولة وثلاثاً وخمسين منطقة تنمية صناعية عالية وجديدة التكنولوجيا. وبذلك تم تشكيل وضع الانفتاح على الخارج بصورة شاملة وواسعة النطاق وعلى مستويات مختلفة والذى يجمع بين مناطق ساحلية وحوضية وحدودية ونائية. وبفضل تطبيق السياسات التفضيلية المختلفة لعبت ولا تزال تلعب هذه المناطق المفتوحة دوراً تعريفياً ومؤثراً فى تنمية الاقتصاد المتجه للخارج ودفع التصدير وكسب العملة الصعبة واستيراد التكنولوجيا المتقدمة. هذه المحفزات الاقتصادية والهندسة الإدارية والتشريعية جعلت الاستثمار الأجنبى يفضل الصين على غيرها فزاد الاستثمار الأجنبى وارتفع كذلك معدل الاستثمار المحلى الصينى بالغاً 39% من الناتج المحلى الصينى الإجمالى عام 1998م.

فكرة، التعليم التدريبى: اكتشف الصينيون أنهم لا يحتاجون عباقرة يفهمون فى كل حاجة وأى حاجة. وإنما هم بحاجة لمن يجيد اللغة الصينية الأم ولغة أجنبية واحدة، والعشرات من المهارات الشخصية والعلمية والاقتصادية والتكنولوجية والقيم الإنسانية والاجتماعية، ثم كيفية استخدام المراجع المختلفة سواء فى المكتبات أو على النت. وبعد هذا الحد الأدنى من التعليم الأساسى (الذى هو عندهم قريب من الإعدادية عندنا) يبدأون فى التخصص وداخل التخصص يتعلمون التفاصيل التى تعينهم عليه بما يخدم المجتمع الذى يعيشون فيه. التعليم عندهم ليس كائناً قائماً بذاته له أولويات مختلفة عن أولويات المجتمع، وإنما هو فى خدمة المجتمع. هو تعليم يدرب الشباب على المهارات التى يحتاجونها حين يصلون إلى سوق العمل.

فكرة: السيطرة على الزيادة السكانية.

هذه أفكار وخبرات يمكن أن نستفيد منها إن أردنا.

arabstoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى وزيرة الاستثمار رسالة إلى وزيرة الاستثمار



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - اكتشاف تمثال يكشف الوجه الحقيقي لكليوباترا في معبد تابوزيريس

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين
 العرب اليوم - حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تشارك في دراما رمضان 2025 بـ 3 مسلسلات
 العرب اليوم - سوسن بدر تشارك في دراما رمضان 2025 بـ 3 مسلسلات

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab