الدين بين الإصلاح والمتاجرة

الدين بين الإصلاح والمتاجرة

الدين بين الإصلاح والمتاجرة

 العرب اليوم -

الدين بين الإصلاح والمتاجرة

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

جاء فى «الوطن» بالأمس أن عز الدين دويدار، أحد قياديى جماعة الإخوان من الشباب المقيمين فى مصر، قال إن رفض إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولى للإخوان، للعمليات الانتحارية التى أحلها الشيخ يوسف القرضاوى، بـ«الكارثى والمستفز». وقال «دويدار»: «يمكن فهم كلام منير فى سياق تصريحاته الكارثية فى مجلس العموم البريطانى، التى تبرأ فيها من العنف، على اعتبار أن ذلك نوع من المراجعات الفكرية المقصود به إرضاء الغرب على حساب ثوابت الشرع والدين». وأضاف «دويدار»: «الكارثى أكثر أن كلام منير يتناغم مع تصريحات تحرض على الشيخ القرضاوى». وتابع: «الحمد لله كثيراً أن هذا الجيل يودعنا، وأن جيل شباب الإخوان أكثر وعياً وثباتاً وتجربة من أن ينجرفوا خلف هؤلاء الذين فشلوا فى التقدم، فحاولوا النجاح فى التأخر». فى الوقت نفسه، كشفت مصادر أن قيادات الإخوان كانت، قبل نشوب خلافات على ريادة التنظيم بعد فض اعتصام رابعة، توزع على الشُّعب والمكاتب الإدارية التابعة للتنظيم فى المحافظات، مذكرة بفتاوى لعدد من مشايخ الإخوان فى مصر والدول العربية، ومنهم يوسف القرضاوى، تبيح تنفيذ العمليات الانتحارية سواء فى مصر أو خارجها، موضحة أن هذه المذكرة كانت بمعرفة جميع القيادات التى تدّعى الآن بشكل علنى رفضها للعنف، كما اعتمد عليها شباب الإخوان، لتشكيل مجموعات إرهابية، لاستهداف الضباط والجنود.

هذا مثال واضح على المتاجرة بالدين.

ولنأخذ فى المقابل، مثالاً آخر للدين حين يكون مدخلاً للإصلاح: التمرة، والفأس، والسفينة، والفسيلة، والثغر هى الرموز الخمسة التى يمكن أن نبنى عليها روح الإصلاح، كما كتبت، وقال آخرون من قبل.

وهذه الرموز مستقاة من كلام الرسول، صلى الله عليه وسلم، لتكون أقرب إلى المكونات التى ينبغى أن يتخلق بها كل من يجعل قضية النهوض سواء الشخصى أو الجماعى قضيته الرئيسية.

فهناك أولاً روح التمرة التى أوصانا الرسول بأن نتبرع ولو بشق منها (أى بجزء منها)، وعليه فلا يحقُرَن أحدنا من المعروف شيئاً، وأحياناً أقول لبعض الشباب: ابدأ الإصلاح حيث أقامك الله بأن يجعل لنفسه أجندة إصلاح، بالمعنى المادى، يكتب فيها ما يراه خطأ واقتراحاته لكيفية الإصلاح، ويناقشها مع من يتخير من الزملاء ويرفعها لمن هم أعلى منه فى السلم الوظيفى، أو هى له حين يترقى إلى موقع المسئولية.

وهناك ثانياً روح الفأس التى تشير لأن يعتمد كل منا على نفسه قدر استطاعته، وألا يجعل من الواسطة أو المعارف مسوغ نجاحه. وقد أشار الرسول إلى الفأس، حين قال للرجل الذى أراد صدقة أن يبيع ما يملك وأن يشترى فأساً، وأن يذهب ليحتطب حتى يعمل، وألا يكون عالة على الآخرين.

وهناك ثالثاً روح السفينة، التى تقتضى منا ألا يفكر أحدنا بمنطق أنه يستطيع أن ينجو بمفرده، وأن يترك الآخرين يخرقون قاع السفينة خرقاً غير آبهين بالصالح العام، فهى مركب واحد لنا جميعاً، وحين تشرق الشمس، فستشرق على الجميع.

وهناك رابعاً روح الفسيلة التى نحن مأمورون بزراعتها حتى ولو كانت القيامة بعد ساعة، فمسئولية الإصلاح دائمة ومستمرة حتى ولو لم نر عوائدها فى حياتنا.

وخامساً روح الثغر، التى تعنى أن كلا منا على ثغر من ثغور الإصلاح، كل فى موقعه ومجاله، وكل مطالب بالاجتهاد والتفكر كيف يصلح ما هو عليه قبل أن يفكر فى إصلاح ما هو بعيد عن دائرة تأثيره.

والله نسأل الإخلاص والسداد والقبول.

arabstoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين بين الإصلاح والمتاجرة الدين بين الإصلاح والمتاجرة



إطلالات حمراء جريئة للنجمات على سجادة مهرجان البحر الأحمر

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:51 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لملابس تناسب شتاء 2025
 العرب اليوم - أفكار لملابس تناسب شتاء 2025

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab