ما تتجوزوش إلا إذا

ما تتجوزوش إلا إذا

ما تتجوزوش إلا إذا

 العرب اليوم -

ما تتجوزوش إلا إذا

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

أرسل هذه الرسائل مرة أخرى لمن يعنيهم الأمر

عزيزتى السيدة/ عزيزى الرجل:

أولاً، حاول ما تتجوزش لمجرد الجواز.. الزواج الخاطئ «همّ بالليل ومذلة بالنهار». عيش لوحدك لو تقدر أفضل من الزواج بلا حسن اختيار.. واعلم أن الحجم الأمثل للأسرة شخص واحد، أحياناً.. ولو لازم تبقوا اثنين: يبقى انت وماما أو بابا أو انت والشغالة.

ولا تتزوج بسبب «الحب» وحده، فهو شرط ضرورى ولكنه ليس كافياً. ولنتذكر أن كلمة «حب» حين وردت فى القرآن الكريم للتعبير عن علاقة الرجل بالمرأة ذُكرت على سبيل التحذير، مثلاً: «زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ». وفى سورة يوسف: «قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا».

إذن، الحب بلا ضوابط يصبح أقرب إلى الشهوة والشغف الخالى من كوابح العقل، لذا لا تجعل العاطفة تغلب العقل، لأن الحب كما هو عاطفة، فالكراهية عاطفة، والغيرة عاطفة، والشك عاطفة، وكلها عواطف مدمرة، إن لم يضع عليها العقل شيئاً من الكوابح. ثانياً: طوّل فترة الخطوبة.. كلما أطلت فترة الخطوبة عرفت الشخصية اللى أمامك أحسن، بالذات وهو (أو وهى) غضبان، لأن ساعة الغضب بيبان مدى نبل الإنسان أو سوء أصله. الإنسان الغضوب عادة بيكون شخصية هيسترونية معقدة هيطلّع عينك بعد الجواز (اضطراب هيستريونك بيرسنوالتى نوع من أنواع اضطراب الشخصية الذى أزعم أن كثيرين (كثيرات) مصابون به بس ما بنعرفش إلا بعد فوات الأوان). وتذكر (تذكرى) أن الغضب المفضى إلى عدم الاحترام، آفة تدمر العلاقات الإنسانية. من لا يحترمك، قولاً أو فعلاً، عمداً أو سهواً، فهو غير جدير بك. وهذا عادة ما يظهر فى فترة الخطوبة الطويلة.

لو طولت فترة الخطوبة غالباً هترجع للخطوة الأولى مرة أخرى. ما تزعلوش، ده رحمة من ربنا حتى لو على غير هوانا.

ثالثاً، لو اتجوزتم ما تخلفوش لمدة سنة. ليه؟ الخلفة ليست قيمة فى حد ذاتها وإنما هى مسئولية كبيرة. خلفوا بس مش على طول، اتأكدوا إنكم ناويين تكملوا وأنكم تستطيعون تحمل تكلفة «عملية» الجواز، لأن الجواز عملية تحتاج رعاية وعناية، مثل السيارة التى تحتاج لبنزين وصيانة. رابعاً، لو اتجوزتم وخلفتم حاولوا ما تطلقوش إلا بعد الأولاد ما يوصلوا لسن كبيرة نسبياً حتى يستوعبوا المواضيع، ويكونوا بعيدين نسبياً عن التأثيرات السلبية للخناق والخلاف والزعل والضيق. خامساً، لما تطلقوا، وهذا احتمال وارد، تذكّروا قول الله تعالى: «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان». والإحسان أسمى من المعروف. أكرمها حتى لو ضد هواك، فمهما كانت أخطاؤها فلا تهنها، ومهما كانت أخطاؤه فتذكرى العشرة الطيبة قدر ما يستطاع.

اجعلوا الطلاق سريعاً كريماً هيناً ليناً ومبنياً على أسباب قوية. بلاش طلاق الدلع الذى يتبعه الندم. الإنسان نادراً ما بيجد إنسان كويس فيه صفات قليلة معيبة. ما تدمرش (وما تدمريش) العلاقة لأسباب متغيرة مع الزمن، بمعنى أنك تراها الآن سلبية جداً وبمرور الوقت تكتشف أنها لم تكن صفات سلبية لهذه الدرجة، وتدخل فى مرحلة الندم. ربما قبل ما تطلقوا خذوا إجازة من بعض شوية بس مش كتير. ولنتذكر قول القائلة: هسيبه علشان يعرف قيمتى. وبعد 3 شهور بتسألها صاحبتها: عرف قيمتك؟ فردت عليها باكية: لأ، عرف لمياء وشيماء ودعاء وأسماء وهناء وسناء.

ما كان معاك إيه اللى خلاك تضيعه من إيدك؟

سادساً، الطلاق لا يعنى أن أحداً جيد والآخر معيب بالضرورة. المسألة أحياناً تكون مجرد عدم توافق فى الصفات والطباع بين المرأة والرجل. كلاهما جيد ولكنهما ليست لهما نفس الأولويات الآن رغماً عن أنهما كانت لهما نفس الأولويات من قبل.

العلاقة بين البشر علاقة ديناميكية (أى متغيرة)، أنت لم تشتر قطعة أثاث. وإنما الزوج والزوجة بشر يتطورون وينتكسون، يتقدمون ويتأخرون، ويرد عليهما ما يرد على كل الدواب من صحة ومرض، قوة وضعف، خير وشر، حب وكراهية، عوج وتعريج. وهنا يحدث الفراق.

سابعاً، وتبقى الحقيقة الوحيدة فى الكون إن اللى رايده ربنا هيكون.

والله أعلم.

المصدر : صحيفة الوطن

arabstoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما تتجوزوش إلا إذا ما تتجوزوش إلا إذا



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab