ما لم نستفده من رحلة الصين
الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي ليلي أوكراني وتؤكد اعتراض 29 طائرة مسيرة كان تستهدف مواقع روسية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن خارج المجال الجوي الإسرائيلي السعودية تصدر أمرًا ملكيًا بتحويل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون إلى مؤسسة مستقلة عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكويت تعلن سحب الجنسية من داود حسين ونوال الكويتية في خطوة مثيرة للجدل عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان
أخر الأخبار

ما لم نستفده من رحلة الصين

ما لم نستفده من رحلة الصين

 العرب اليوم -

ما لم نستفده من رحلة الصين

معتز بالله عبد الفتاح

رحلة الرئيس للصين موفقة على المستويين السياسى والاقتصادى. لكننا لم نستفد منها على المستويين الفكرى والثقافى.

كنت أتمنى أن نذهب إلى الصين كى «نتعلم»، ألم يأتِ فى الأثر: «اطلبوا العلم ولو فى الصين»؟

نحن نعيش فى عالم صينى حيث تقريباً كل السلع المعمرة وغير المعمرة التى نتداولها فى أسواقنا ممهورة بعبارة «Made in China».

ما الذى كان ينبغى علينا أن نتعلمه؟ وشكلنا ما فكرناش أصلاً نتعلمه.

أولاً، فى الصين سلطة تقود الدولة، ودولة تقود المجتمع. سلطة الحزب الحاكم من القوة بحيث أنه وضع رؤية للبلاد منذ أواخر السبعينات، انصاعت إليها الدولة بأجهزتها البيروقراطية المدنية والعسكرية، ومن لا يريد ولا يقبل الالتزام بهذه الرؤية فلا مكان له فيها. ثم تنجح الدولة فى تسويق أفكارها للمجتمع الذى يقبل هذه الأفكار ويتبناها ويصبح مؤمناً بها. فى الصين الإعلام لا «يطبل» للحاكم، ولكنه يبنى البلد، يعلم الناس الأخلاق الشخصية والاجتماعية ويركز على المهارات الاقتصادية والتجارية والصناعية. لذا لم يكن مستغرباً وصف الصين بأنها «ورشة صناعية» مهولة تحقق أعلى معدلات نمو فى العالم بنسبة لا تقل عن 8% سنوياً منذ أكثر من ربع قرن.

ثانياً، روح التحدى والخروج من الهزيمة النفسية:

كانت الصين حتى منتصف القرن العشرين كياناً هزيلاً ضعيفاً يعانى من تفشى الجهل والفقر ونقص التقنية وضعف الهوية القومية والهزيمة النفسية وسيادة القوى الأجنبية، حيث بلغت نسبة الأمية عام 1949م حوالى 80% من السكان، وهو عامل قوى كان يكفى لتحطيم كيان أى دولة، ولكنها فى خلال ربع قرن انتقلت مرة أخرى فى تاريخها الذى يعود لأكثر من 5000 سنة لتصبح قوة عظمى تنافس الولايات المتحدة الأمريكية على سيادة العالم، كما يقول الأستاذ عبدالرازق خشبة فى مقال قديم له عن الصين.

قال لى صديق صينى يعمل فى الولايات المتحدة لقد نجحت القيادة الصينية منذ دينج تساو بينج فى أن تخلق لدى الصينيين روح التحدى كى نكون أقوياء فى مواجهة اليابان والأمريكان وحلفائهما؛ فأصبحنا نستيقظ مبكراً لعلمنا أن اليابانيين والأمريكان يستيقظون قبلنا كى يعملوا وكان علينا أن ننافسهم وأن نتفوق عليهم.

روح التحدى خلقت عند الصينيين الاستعداد للتضحية حتى لا يكونوا عالة على غيرهم.

ثالثاً، جيش التنمية:

كى تنقل روح الانضباط الموجودة فى المؤسسة العسكرية إلى المجتمع، احتاجت الصين إلى إعادة تربية المواطن الصينى على احترام قيم العمل الفردى والعمل الجماعى والنظام والاتحاد وروح الفريق والتكامل المؤسسى. ومن خلال المشروعات الصغيرة والقروض طويلة الأجل تحولت المنازل إلى ورش عمل صغيرة فى وقت يوجد فيه وكيل للتسويق والتنسيق، وبالتالى انخفض اعتماد الناس على العمل الحكومى وقلت نسبة البطالة وازدادت معدلات التنمية كجزء من قدرة الدولة على أن تستفيد من طاقات مواطنيها وفقاً لخطط ذكية بما أدى فى النهاية إلى تخليص ربع سكان الصين من دوامة الفقر والتخلف، بل نجحت فى غزو العالم الخارجى باستثمارات صينية فى دول أجنبية بما يخدم الاقتصاد الصينى.

رابعاً، الاستثمار الأجنبى فى المناطق الاقتصادية الخاصة والساحلية المفتوحة:

القيادة الصينية أدركت مخاطر السياسة على الاقتصاد ومخاطر البيروقراطية على التنمية فخلقت فضاءً جغرافياً واقتصادياً ومالياً وتجارياً مستقلاً سمّته المناطق الاقتصادية الخاصة كى تكون خارجة تماماً عن معوقات البيروقراطية التقليدية التى نعرف ما يشبهها فى مصر.

ومنذ أن قررت الحكومة الصينية إجراء إصلاح النظام الاقتصادى فى عام 1978، وفى الوقت ذاته، بدأت اتخاذ سياسة الانفتاح على الخارج بصورة مخططة وعلى مراحل. ابتداءً من عام 1980 أنشأت الصين خمس مناطق اقتصادية خاصة على التوالى فى مدن شنتشن وتشوهاى وشانتو بمقاطعة قوانجدونج ومدينة شيامن بمقاطعة فوجيان ومقاطعة هاينان؛ وفى عام 1984 بدأت الصين انفتاح أربع عشرة مدينة ساحلية على الخارج، وهى داليان وتشينهوانجداو وتيانجين ويانتاى وتشينجداو وليانيونقانج ونانتونج وشانغهاى ونينجبو وونتشو وفوتشو وقوانجتشو وتشانجيانج وبيهاى؛ وبعد عام 1985 اتخذت الصين على التوالى دلتا نهر اليانجتسى ودلتا نهر تشوجيانج ومنطقة ميننان المثلثية وشبه جزيرة شاندونج وشبه جزيرة لياودونج ومقاطعة خبى ومنطقة قوانجسى الذاتية الحكم لقومية تشوانج كمناطق مفتوحة اقتصادية، الأمر الذى شكل حزاماً اقتصادياً ساحلياً مفتوحاً، وفى عام 1990 قررت حكومة الصين تنمية وانفتاح منطقة بودونج الجديدة بمدينة شانغهاى، وزيادة فتح مجموعة جديدة من المدن بضفتى نهر اليانجتسى، حيث تشكل حزام الانفتاح بحوض نهر اليانجتسى على أساس منطقة بودونج الجديدة. ومنذ عام 1992 اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من القرارات حول فتح مجموعة من المدن الحدودية وفتح المزيد من حاضرات المقاطعات والمناطق الذاتية الحكم؛ وأنشأت فى بعض المدن الكبيرة والمتوسطة الحجم خمس عشرة منطقة تجارة حرة وتسعاً وأربعين منطقة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية على مستوى الدولة وثلاثاً وخمسين منطقة تنمية صناعية عالية وجديدة التكنولوجيا. وبذلك تم تشكيل وضع الانفتاح على الخارج بصورة شاملة وواسعة النطاق وعلى مستويات مختلفة والذى يجمع بين مناطق ساحلية وحوضية وحدودية ونائية.

وبفضل تطبيق السياسات التفضيلية المختلفة لعبت ولا تزال تلعب هذه المناطق المفتوحة دوراً تعريفياً ومؤثراً فى تنمية الاقتصاد المتجه للخارج ودفع التصدير وكسب العملة الصعبة واستيراد التكنولوجيا المتقدمة.

هذه المحفزات الاقتصادية والهندسة الإدارية والتشريعية جعلت الاستثمار الأجنبى يفضل الصين على غيرها فزاد الاستثمار الأجنبى وارتفع كذلك معدل الاستثمار المحلى الصينى بالغاً 39% من الناتج المحلى الصينى الإجمالى عام 1998م.

خامساً، التعليم التدريبى:

اكتشف الصينيون أنهم لا يحتاجون عباقرة يفهمون فى كل حاجة وأى حاجة. وإنما هم بحاجة لمن يجيد اللغة الصينية الأم ولغة أجنبية واحدة، والعشرات من المهارات الشخصية والعلمية والاقتصادية والتكنولوجية والقيم الإنسانية والاجتماعية، ثم كيفية استخدام المراجع المختلفة سواء فى المكتبات أو على النت. وبعد هذا الحد الأدنى من التعليم الأساسى (الذى هو عندهم قريب من الإعدادية عندنا) يبدأون فى التخصص وداخل التخصص يتعلمون التفاصيل التى تعينهم عليه بما يخدم المجتمع الذى يعيشون فيه. التعليم عندهم ليس كائناً قائماً بذاته له أولويات مختلفة عن أولويات المجتمع، وإنما هو فى خدمة المجتمع.

هو تعليم يدرب الشباب على المهارات التى يحتاجونها حين يصلون إلى سوق العمل.

لا أعرف لماذا كان الاهتمام كبيراً من الإعلاميين المصريين فى رحلة الصين بالتسجيل مع المسئولين المصريين، كنت أتمنى أن نلتقى بالشعب الصينى أكثر؛ بالمدرس والطالب والمهندس وسائق التاكسى والفلاح. كان نفسى يعرف المصريون كيف يعمل الإنسان الصينى، كيف يتعلم، كيف يضحى، كيف يبنى، كيف يتفاءل، كيف يعمل جماعياً من أجل هدف أسمى.

لكن معلهش، يمكن المرة الجاية نتعلم. 

arabstoday

GMT 01:51 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 01:47 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 01:43 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 01:41 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 01:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 01:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 01:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لم نستفده من رحلة الصين ما لم نستفده من رحلة الصين



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab