عن الحاجات والبتاعات وبولماركوس سألوني
السعودية تصدر أمرًا ملكيًا بتحويل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون إلى مؤسسة مستقلة عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكويت تعلن سحب الجنسية من داود حسين ونوال الكويتية في خطوة مثيرة للجدل عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية
أخر الأخبار

عن الحاجات والبتاعات وبولماركوس.. سألوني

عن الحاجات والبتاعات وبولماركوس.. سألوني

 العرب اليوم -

عن الحاجات والبتاعات وبولماركوس سألوني

معتز بالله عبد الفتاح

«يا موع موع، انت فاهم حاجة من اللى بيحصل؟ هو مين ظالم ومين مظلوم فى اللى إحنا فيه ده؟».. سألنى صديقى محمد الميكانيكى. «والله يا صديقى، مش واضح إذا كانت المسألة يُحكم عليها بمعيار الظلم والعدل لأنهما مصطلحان لا بد أن ينضبطا بضابط خارجى؛ إما من الشرع الشريف أو من القانون والدستور. لكن أن يكون ما فى مصلحتى ومصلحة جماعتى وحزبى هو العدل وغير ذلك هو الظلم، فلن نصل إلى شىء؛ لأنه لا يوجد معيار موضوعى مستقل عن مصالحنا وتحيزاتنا؛ لذلك أعتقد أن السؤال الأصح هو: مين شاطر؟ ومين خايب؟ مين أحرص على الصالح العام؟ ومين أحرص على الصالح الخاص؟» قلت لصديقى الميكانيكى.

«يعنى انت عايز تقول لى إن مفيش فرق كبير بين الناس اللى حكمتنا دى كلها، من مبارك لطنطاوى لمرسى للسيسى؟».. سألنى صديقى محمد الميكانيكى.

«قبل أن أجيبك عن سؤالك سأسألك أنا: ما الذى يجمع بين هذه العبارات العشر:

1- الحشد فى الشارع.

2- الدماء: قتلاً أو متاجرة بدم الشهداء.

3- الاستقواء بالخارج: مالياً أو معنوياً.

4- الدين: سواء الآيات أو الرموز الدينية أو المشايخ.

5- الصندوق الانتخابى.

6- الإعلام التقليدى والتواصل الاجتماعى.

7- سلطة التشريع وإصدار القوانين.

8- القضاة والنائب العام.

9- الإقصاء للخصوم.

10- مداعبة أحلام البسطاء؟».

قال صديقى: «لا أعرف، أهو كله كلام، هو انتم بتعملوا حاجة غير الرغى؟».

قلت له: «ما يجمعها أنها ورق الكوتشينة السياسية المتاحة، أى الأدوات التى استخدمها الجميع، بنوايا مختلفة، من أجل الوصول إلى السلطة أو الحفاظ عليها بدرجات متفاوتة من الحرص على الصالح العام. الكل حاول حشد الناس فى الشارع حين كان الحشد فى مصلحته وامتنع عن الحشد حين كان فى غير مصلحته. الكل حاول استخدام الدين لتبرير موقفه واكتساب المؤيدين له، سواء فى الانتخابات أو بعد انتهاء حكم مرسى، وخرجت الفتاوى فى كل اتجاه. الاستقواء بالخارج كان أداة عند الجميع من أجل دعم موقفه السياسى فى الداخل. التشريع فى الاتجاه الذى يخدم مصالحه. وكذا مع أحكام القضاء وتعيين النائب العام الذى يحقق مصالحه، وتستيف الأوراق بما يحقق رؤية كل طرف لمصلحته ومصلحة البلد من وجهة نظره، دماء الشهداء والمتاجرة بها، ففى كل عصر سقط شهداء، رحمة الله عليهم جميعاً، وربنا يجازى كل من كان يستطيع أن يمنع قتلهم ولم يفعل. إذن الكل معه نفس كروت الكوتشينة يا صديقى. ولكن الأشطر من يجيد استخدام الورق الذى معه بطريقة أفضل، مع فارق جوهرى أن هناك من يأكل ويدع الآخرين معه يأكلون، وهناك من يسعى للتكويش على كل شىء وأى شىء. إنها المكيافيلية يا صديقى فى أسوأ صورها. وهى بالفعل أسوأ صورها؛ لأنها فى مصر مختلفة عن المجتمعات الأكثر تحضراً؛ حيث تكون السياسة تنافساً عقلانياً من أجل تحقيق الصالح العام دون إغفال الصالح الخاص، لكنها فى مصر صراع دموى من أجل تحقيق الصالح الخاص على حساب الصالح العام».. قلت لصديقى.

«يا نهار اسود! طيب وهنعمل إيه؟».. قال صديقى مندهشاً.

«عادى يا محمد، لا تنزعج، هنعمل مثل ما تفعل كل المجتمعات المتخلفة، هنفضل نكسر فى بعض ونشوه فى بعض، والمهزوم هيعمل فيها شهيد ويستخدم شعارات الدين والفضيلة حتى يصل إلى السلطة ثم يتجاهلها تماماً، وفى النهاية الأقوى سيفرض سطوته على الأضعف. وسنرى مزيداً من الدماء؛ لأننا حتى BAD LOSERS، وقبل ما تسألنى يعنى إيه سأقول لك إنه فى التنافس أو حتى فى الصراع، هناك من ينجح فى أن يحول خسائره من 5 إلى 2 وهناك من يحول خسائره من 5 إلى 10. نحن حين نخسر، لا نجيد فن تقليل الخسائر استعداداً للجولة المقبلة. لماذا مات هذا العدد المهول من أبنائنا المصريين مدنيين ومجندين؟ لماذا هذا الكم المهول من الناس الموجودين فى السجون؟ لماذا هذا الكم الهائل من الخسائر النفسية والاجتماعية والسياسية للجميع؟».. قلت لصديقى.

«أفلاطون» من 2500 سنة دخل فى نقاش مع صديقه بولماركوس Polemarchus حول معنى العدالة، فكانت إجابة بولماركوس التى يرفضها أفلاطون والفلاسفة بل وكل الأديان من بعدهم ونقبلها نحن ونعيش بها هى أن: العدالة هى justice is doing good to friends and harm to enemies.

أى أن نفعل الخير لأصدقائنا وأن نفعل الشر لأعدائنا، يعنى لو القانون كان أصدره «مرسى» وأنا أؤيد «مرسى»، و«مرسى» صديقى، إذن هذا القانون هو العدل. ولو كان نفس القانون أصدره «السيسى» وأنا أؤيد «السيسى»، إذن أدافع عن القانون وكأنه هو العدل. ولو كان النائب العام عيّنه «مرسى» وأنا أرفض «مرسى»، و«مرسى» عدوى، إذن النائب العام هو الظلم. وهكذا وفقاً للمقولة الفهلوية الشهيرة: «حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط».

على فكرة، لما كنت أدرس هذا المقرر الدراسى فى الولايات المتحدة، قلت لأستاذى: تعريف بولماركوس للعدل لا ينطبق على العدل، لكنه ينطبق على السياسة. نحن نتعامل مع العدل وفقاً لتعريف السياسة.

الشاهد: أننا، حكومة وشعباً زى «العثل».. فلة.. فلة.. والله. نُلبس الحق بالباطل ونلبس الباطل بالحق وإحنا سايبين إيدينا.

لكن هناك ما هو أنيل من كل هذا. للأسف نحن من ضعف الكفاءة الشامل والكامل بين جميع القطاعات وعلى كل المستويات لدرجة أننا لم نعد نعمل الصح صح، ولا حتى بنعمل الغلط صح.

نظرياً ممكن نعمل الصح صح.. مثل من يذاكر جيداً ثم يتفوق. أو نعمل الصح غلط، مثل من يقود سيارته إلى بيته ولكنه يعمل عدة حوادث فى الطريق. أو نعمل الغلط غلط، مثل من يحاول سرقة بنك ويتقفش. أو نعمل الغلط صح، مثل من يسرق البنك وما يتمسكش.

لو ركزت مع الشعب المصرى الشقيق والجاليات المصرية المقيمة فى الأحزاب والاستوديوهات وفى الحوارى وعلى القهاوى وفى البارات هتكتشف إنها بتعمل الغلط غلط، وبتعمل الصح غلط برضه، فبيطلع كله غلط فى غلط.

«طيب ما تنصح أى حد بأى حاجة».. قال صديقى.

قلت له: «معظم المصريين يرفعون شعار قوم هود (سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين). لقد أدمنا الفشل وعشقنا الغلط يا عزيزى».

«على رأيك، وهى فاضية زى محملة، وطولها زى عرضها. كما قال الفيلسوف سيد الإبيقورى».. قال صديقى ثم التفت لعمله.

اللهم دبر لنا فإنا لا نحسن التدبير.

 

arabstoday

GMT 01:51 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 01:47 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 01:43 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 01:41 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 01:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 01:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 01:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الحاجات والبتاعات وبولماركوس سألوني عن الحاجات والبتاعات وبولماركوس سألوني



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا
 العرب اليوم - السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab