«التعميد» استعدادا للموت

«التعميد» استعدادا للموت

«التعميد» استعدادا للموت

 العرب اليوم -

«التعميد» استعدادا للموت

بقلم - سحر الجعارة

(يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع.. يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع.. حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول.. يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول.. حزينةٌ حجارةُ الشوارع.. حزينةٌ مآذنُ الجوامع.. يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد.. من يقرعُ الأجراسَ فى كنيسةِ القيامة؟.. صبيحةَ الآحاد.. من يحملُ الألعابَ للأولاد؟ فى ليلةِ الميلاد).

تعجز هذه الأبيات للشاعر الكبير «نزار قبانى»، رغم بلاغتها، أن تصف الوجع والحزن اللذين خيّما على «عيد الميلاد» فى فلسطين، حيث يتم الاحتفال به حسب التقويم الغربى فى (25 ديسمبر).

تحولت مدينة بيت لحم إلى «مدينة أشباح» بعد إلغاء احتفالات ليلة عيد الميلاد بسبب الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة.وبدأت الكنائس المسيحية إحياء شعائر عيد الميلاد المجيد، بعد إلغاء جميع مظاهر الاحتفال.. واكتفى المسيحيون بالشعائر الدينية فقط والصلاة لسكان قطاع غزة المحاصرين، رافعين شعار الحزن والألم والخوف مما يجرى وهم لا يعلمون نهاية المجزرة التى يُذبح فيها الأطفال والشيوخ وتُنتهك فيها حرمات المستشفيات والبيوت.

وخلت ساحة المهد فى مدينة بيت لحم من جميع مظاهر الاحتفالات والزينة، بهذه المناسبة، حيث غابت شجرة الميلاد، وحلت مكانها مغارة «الميلاد تحت الأنقاض».وأشادت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بموقف مسيحيى فلسطين لاقتصار احتفالهم بعيد الميلاد هذا العام على الشعائر الدينية، نظراً لما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلى غاشم.

وقالت الحركة: «نثمّن موقف مسيحيى شعبنا الفلسطينى الوطنى المشرّف، قَصْر احتفالاتهم هذا العام على إقامة الشعائر الدينية والوقوف صفاً واحداً مع شعبنا فى قطاع غزة الذى يتعرض لعدوان صهيونى غاشم».

يُقدَّر تعداد المسيحيين فى فلسطين بنحو 2.3 مليون نسمة أغلبيتهم المطلقة تقيم خارج فلسطين، منهم نحو 45 ألفاً فقط فى الأراضى المحتلة منذ عام 1967 بينهم 40 ألفاً فى الضفة، و4 آلاف فى القدس، ونحو ألف فى قطاع غزة، فى حين يقيم نحو 114 ألفاً داخل أراضى الـ48.

بطريركية القدس للاتين أعلنت، قبل أكثر من عشرة أيام، مقتل سيدتين داخل الكنيسة بنيران قناص.. وقال الجيش الإسرائيلى إنه لم يعثر على دليل يشير إلى تورط جنوده فى الحادث (!!).

فى 19 أكتوبر تعرّض أحد المبانى التابعة لكنيسة القديس بورفيروس، والتى تُعرف أيضاً بكنيسة الروم الأرثوذكس (وهى ثالث أقدم كنيسة فى العالم)، لقصف صاروخى نُسب إلى الجيش الإسرائيلى الذى نفى قيامه بهذا القصف، وأسفر عن وقوع 17 قتيلاً وعشرات الجرحى، من بينهم أطفال.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليور هايات، إن ما حدث كان «أضراراً جانبية» .كنيسة القديس بورفيروس التابعة لطائفة الروم الأرثوذكس، وكنيسة العائلة المقدسة التابعة للطائفة الكاثوليكية الآن هما الكنيستان الوحيدتان اللتان تنشطان فى غزة حالياً، ويحتمى بهما اليوم قرابة 900 من المسيحيين الذين أخلوا بيوتهم منذ بداية القصف الإسرائيلى على القطاع.

وتداولت صور على وسائل التواصل الاجتماعى مشاهد لتعميد جماعى للأطفال الذين لم يُعَمَّدوا بعد فى قطاع غزة، وذلك مخافة مقتلهم بدون تعميد فى الحرب الدائرة حالياً.لن أدّعى أن الكنيسة أهم من المستشفى أو الملجأ أو المأكل والمسكن الآمن.. لكن 1100 من المسيحيين ينتمون ويعيشون فى غزة لا بد أن نتعامل معهم بأسلوب أكثر إنسانية وتحضراً.. إن كان هناك من يؤمن أن «فلسطين وطن» وليست مجرد ساحة للحرب بالإنابة!

لقد أعلن الأردن، 25 ديسمبر، تنفيذ قواته المسلحة إنزالاً جوياً عشية عيد الميلاد لمساعدة المحاصرين داخل كنيسة القديس برفيريوس بغزة.. وكل ما أتمناه أن ينتبه العالم إلى أن الدم الفلسطينى المراق لا تفرق فيه فصيلة المسلم عن المسيحى.(فمن ينقذُ الإنجيل؟.. من ينقذُ القرآن؟.. من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟من ينقذُ الإنسان؟).

arabstoday

GMT 10:18 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

تخاريف داني دانون!

GMT 10:17 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

لعن الله العربشة والمتعربشين

GMT 10:16 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

هل الأزمة السودانية في نهاياتها؟!

GMT 10:14 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

عقلانية الشرع

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الشتات مأوى الأحياء والأموات

GMT 10:12 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

أسرار كينيدي والشعّار!

GMT 09:46 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

قبطان العالم الجديد: دونالد ترمب!

GMT 09:45 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

هراري... الشبكات المعلوماتية ونهاية الإنسانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«التعميد» استعدادا للموت «التعميد» استعدادا للموت



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:44 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

السعودية تؤكد دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية
 العرب اليوم - السعودية تؤكد دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية

GMT 12:53 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية
 العرب اليوم - محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية

GMT 02:54 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

انتشال جثث 39 شهيدًا من غزة بعد أشهر من الحرب

GMT 03:50 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الاتحاد الأوروبي يحاول تجنب حرب تجارية مع أميركا

GMT 09:30 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

ماذا ينتظر العرب؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab