لا تناقش ولا تجادل

لا تناقش ولا تجادل

لا تناقش ولا تجادل

 العرب اليوم -

لا تناقش ولا تجادل

بقلم - سحر الجعارة

نحن «البشر - العامة» من نصنع آلهة من عجوة، نعبدها ثم نأكلها، نحن من نصنع أصنامنا -تماماً كما فى الجاهلية- بأفعالنا قبل أقوالنا: لقد نشأنا برغبة لاإرادية فى وجود «قائد روحى» سمِّه خليفة أو إماماً أو داعية، ثم أطلق عليه ما تيسر من ألقاب القداسة حتى نُؤلهه «صاحب الفضيلة، أو القداسة، الشيخ، شيخ الطريقة».. ثم هبطنا لنتخلى عن قيمتنا الإنسانية ونسكن فى درك «التابع»، وأتقنا تطبيق قاعدة «السمع والطاعة».. هكذا ظهر «حسن الصباح» فى التاريخ، والملا والمرشد، هكذا ظهر الإسلام السياسى بالخلط بين دور عالم الدين وقائد الدولة، لقد توحّد وأصبح شبه إله يحكم حياتنا ومصائرنا ويرسم أقدارنا!

نحن من نصنع الإرهاب، لأننا نحتكر حراسة «التراث»، الذى يصنعه، ونرفعه إلى مرتبة القداسة، ونرهب من يقترب منه بدعاوى الحسبة وقانون ازدراء الأديان.. نحن نمتلك براءة اختراع كل فتاوى القتل والترويع واستهداف الأقباط، ونوفّر للقتلة والإرهابيين «الإطار النظرى»، بل ونصدّر التنظيمات الإرهابية للعالم، وعلى رأسها جماعة «الإخوان» الإرهابية!

نحن مسئولون بحكم احتكارنا «الوصاية الدينية» على المسلمين من الشرق إلى الغرب، مسئولون عن آراء علمائنا وفقهائنا التى تزعم أن المسيحى «ذمى ويجب فرض الجزية عليه».. والكنائس ليست «بيوتاً لله»!

الإرهاب له منظومة فكرية تغذيه بنصوص واضحة، نصوص دموية تسرى مهما تعارضت مع القرآن والسنة، وهى النصوص التراثية التى تبرّر كل أعمال القتل واستباحة الأعراض والممتلكات والأرواح!

نحن من نُدرّس للشباب نصوصاً تحلل: (أكل الميت إن كان مسيحياً أو يهودياً أو كافراً).. ونُحلل لهم ملك اليمين وسبى النساء الذى نشر «أسواق النخاسة» على يد «داعش»، أغنى تنظيم إرهابى فى العالم، دون أن يكفّرها علماؤنا الأجلاء حتى أصبحت مألوفة!

نحن من علمناهم أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (لَا يُقْتَل مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ).. ولم نقل لهم إن الرسول نفسه قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة).. لأن الدين عندنا انتقائى، نختار منه ما يناسب أفكار «حزب الكراهية» ونفى الآخر، والاستعلاء بالإسلام على باقى الأديان الإبراهيمية، رغم أنه من شروط إيماننا!

نحن من غسلنا أدمغة الشباب وغررنا بهم بقاعدة: (لا تناقش.. لا تجادل).. حتى لو كان المتحدث أميراً لجماعة إرهابية أو إماماً لزاوية لم يتفقه فى الدين أو عالماً يحمل شهادة الدكتوراه.

نحن من تركنا أولادنا «صغاراً وكباراً» يتعلمون تصنيع القنابل البدائية من الإنترنت، ويتم تجنيدهم من على الإنترنت، بعدما خرجوا من بلداننا العربية خلف «بن لادن»، زعيم تنظيم «القاعدة»، لمحاربة الروس الكفرة «فى أفغانستان» لحساب أمريكا، ثم أرسلهم مرشد الإخوان «محمد بديع» للجهاد فى سوريا لإسقاط نظام «بشار الأسد».. حتى عادت إلينا «الذئاب المنفردة من الدواعش»، بعدما تفرّقت جماعات «العائدون من أفغانستان» فى كل بلاد العالم تنفّذ ما أتقنته من فنون القتل والإرهاب واستحلال الأرواح وإسقاط الأوطان والاتجار فى ثرواتها، (من النفط.. إلى رموز الحضارة الليبية والسورية التى تُباع علناً فى مزادات إيطاليا)!

نعم، نحن نصنع الإرهاب بغباء أو جهل.. أو عن وعى شديد تقف خلفه كتائب من رجال الدين المسيّسين الذين يسعون لما يُسمى تطبيق «الشريعة الإسلامية» أو تحقيق دولة «الخلافة الإسلامية».. فانتشر الإرهاب بالفكر والسيف معاً ليصل إلى أقصى بلاد الأرض.. فدولة الخلافة لا تعترف بالحدود الوطنية للدول، إنها تنتشر وتتوغل مثل ديناصورات جائعة لالتهام كل ما يقابلها حتى لو كان حجارة فى هيئة «ضريح» يُعد مزاراً للشيعة أو الصوفيين!

نحن من أجرينا أسوأ عملية جراحية للجهاد، فلم يعد فى سبيل الله، بل أصبح لحساب من يدفع.. على جثث البشر وأشلاء الأوطان!

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تناقش ولا تجادل لا تناقش ولا تجادل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab