لا تتوقفوا عن الإعلام

لا تتوقفوا عن الإعلام

لا تتوقفوا عن الإعلام

 العرب اليوم -

لا تتوقفوا عن الإعلام

بقلم: كريمة كمال

أقسى شىء على نفسى أن أجد هذا الفيديو الذى يتكلم فيه أحد الغزاوية عن أحوالهم الصعبة وما يعذبه أكثر من الشمس الحارقة التى تكويهم كى فلا يستطيعون البقاء فى الخيمة البلاستيكية التى تزيد درجة الحرارة فيهربون خارجها، حيث تتلقفهم الشمس نفسها بحرارتها المباشرة، وأقسى ما يعبر عنه هو الصمت الذى بات يحوطهم ولم يعد الإعلام ينقل ما يجرى من مذابح ولم يستعرض أجساد الشهداء الملفوفة فى الأبيض والراقدة بلا حراك.. لم تعد الوكالات والمراسلون يطيرون قصة هذا الأب الذى يحكى قائلًا «جئت أفتش عن أشلاء ابنى الذى سبقنى لصلاة الفجر فأعطانى أحدهم ثلاثة وعشرين كيلو وقال هذا ابنك فادفنه، وأنا أحمله تذكرت يومًا وأنا قادم معه من السوق وكنت أحمل كيسًا ثقيلًا فطلب منى بكامل بر الأولاد أن يحمل عنى وقد دخل على أمه سعيدًا برجولته يتغنى أمام أخواته ويغيظهن أنه حمل كل هذا الحمل الثقيل لوحده لأجل أبيه وأخواته يقبلنه وأمه تدعو له بطول العمر والصلاح. ها أنت مرة أخرى تسبقنى بالكيس للبيت يا ولدى، لكن كيف أقنعهم أنك الذى بداخله؟!.. وينهى الرجل كلامه أن ما فى الكيس ثلاثة وعشرون كيلو من الأشلاء هى حصتنا من موت هذا الأسبوع».

هذه حياة الغزاوية موت ومصابين ولا حياة، بل حصص من الموت لا تفوت أحدًا.. الأسوأ حقًا من هذا أنهم يصرخون: لماذا توقفتم عن الحكى عنا؟، لماذا ما يجرى لنا من مذابح يومية لم تعد تطيره وكالات الأنباء والتليفزيونات؟، هل مللتم ما يجرى؟، أم هل اعتدتم عليه؟، هل قتلت العادة شغفكم بنقل أخبارنا؟، فنحن على مبعدة شهر وبضعة أيام من عام كامل منذ بدأت هذه المذبحة وهذا التطهير العرقى المنظم!!.. هل باتت القصة قديمة بعد كل هذا الوقت؟، لكننا مازلنا نقتل ونصاب، عائلات كاملة تشطب من السجلات. إن القصة تزداد فداحة والتطهير العرقى يعلن عن نفسه يومًا بعد يوم، فأين ذهب الإعلام ولماذا توقف عن التغطية؟.. نحن نقتل كل يوم، فهل بتم تعتقدون أنها قصة معادة؟.. إنها ليست قصة معادة، إنها قصة شعب طرد من أرضه وانزوى فى ممر ضيق، وحتى هذا الممر أصبح البعض يجده كثيرًا عليه، لأنه ببساطة يهدد سلامته وأمنه، بل ووجوده.

الحدث لم ينته، فلماذا توقف الإعلام عن الرصد؟، هل يخضع للضغط؟، أم هل يمنع من دخول مناطق الصراع، أم يتم الضغط على من يمتلكه؟، كلها أسئلة مطروحة ومن المؤكد أن لها إجابة، لكن ليس من العادى أن يصمت الجميع وأن يتم كتم أصوات الضحايا والمترملات وتجاهل كل هؤلاء الذين يسقطون شهداء كل يوم لمجرد أن القصة قد طالت!.. طول القصة يجعل ما يجرى أكثر فداحة.. طول القصة يدين العالم أجمع الصامت أمام الموت اليومى والتطهير العرقى المقصود والمخطط له، فهل هناك من يمكنه أن يرفع الصوت مرة أخرى ليدافع عن الدم والأرض؟.. هذه مهمة الإعلام الحر، بل هذه مهمة المنظمات الحقوقية، بل فى الحقيقة هذه هى مهمة الشعوب الحرة على مدار العالم التى لا يرضيها استمرار هذه المذابح كل هذا الوقت دون أن تكون هناك قدرة حقيقية على إيقافها.. إن الصواريخ والقنابل التى تدك غزة دكًا لهى أقل قسوة من هذا الصمت الذى بات يسود العالم وإعلام العالم.. على هذا الإعلام أن يعلم أن مرور ما يقرب من عام على بدء المذبحة لهو أكثر فداحة مما جرى فى شهورها الأولى، فقد سقطت حجة الدفاع عن النفس وبقيت فرصة الإبادة.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تتوقفوا عن الإعلام لا تتوقفوا عن الإعلام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab