وضع غير قابل للاستمرار

وضع غير قابل للاستمرار

وضع غير قابل للاستمرار

 العرب اليوم -

وضع غير قابل للاستمرار

حسن نافعة

واهم كل من يتصور أن انتخابات مجلس النواب المقبلة سوف تحدث نقلة نوعية إيجابية تساعد على إنجاح العملية السياسية المتعثرة فى مصر. فقدرة هذه الانتخابات على وضع حد لحالة الاحتقان القائمة حالياً، أو على إنهاء مظاهر عدم الاستقرار التى تشهدها الحياة السياسية منذ فترة ليست بالقصيرة، تبدو محدودة للغاية، بل لا أبالغ إن قلت إن الإصرار على الإسراع بإجراء انتخابات برلمانية فى الوقت الراهن سوف تكون له نتائج معاكسة تماما، وبالتالى فقد تتحول فى حد ذاتها إلى سبب إضافى لزيادة حدة الاحتقان السياسى إلى درجة قد تنذر بانفجار الأوضاع على نطاق واسع. تشير القراءة الواقعية لما يجرى فى مصر حاليًا إلى: 1- تزايد النزعة لاستخدام العنف، سواء من جانب المحتجين على الأوضاع القائمة حالياً، أو من جانب القوات المسؤولة عن حفظ الأمن، وهو ما قد يجعل من إمكانية تنظيم وإجراء الانتخابات أمراً متعذراً للغاية. 2- إصرار عدد من الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة على مقاطعة الانتخابات المقبلة ورفض المشاركة فيها أصلا، وهو ما قد يفتح الباب أمام إمكانية التشكيك فى مصداقية النتائج التى سوف تسفر عنها والطعن فى قدرة مجلس النواب القادم على القيام بوظائفه التشريعية والرقابية. 3- وجود شكوك قوية تحيط بقدرة انتخابات برلمانية تجرى فى الظروف الراهنة، بافتراض نجاح تنظيمها وتوجه نسبة معقولة من الناخبين إلى صناديق الاقتراع، على إفراز سلطة تشريعية قوية تساعد على تشكيل حكومة متجانسة تقنع الشعب بأن مصر بدأت تضع أقدامها على الطريق الصحيح للانتقال من الحالة الثورية إلى الحالة المؤسسية. إذا صحت هذه القراءة فمن المتوقع أن تتفاعل الأحداث الجارية حالياً بطريقة قد تفضى إلى واحد من السيناريوهات الثلاثة التالية: السيناريو الأول: اضطرار الدولة فى اللحظة الأخيرة إلى تأجيل الانتخابات النيابية بسبب تفاقم الأوضاع الأمنية، من ناحية، وازدياد تدهور الأوضاع الاقتصادية، من ناحية أخرى، مما سيضع السلطة التنفيذية، بشقيها الحكومى والرئاسى، فى موقف بالغ الحرج، ويتيح أمام قوى المعارضة فرصة ذهبية لإظهار عجزها والتشكيك فى شرعيتها وفى أهليتها للاستمرار فى إدارة شؤون البلاد. السيناريو الثانى: تمكن الدولة من إجراء انتخابات تقاطعها نسبة كبيرة من المواطنين، وتسفر عن مجلس نيابى مشكوك فى مصداقية تمثيله للإرادة الشعبية. وسوف يدعم هذا السيناريو أيضاً من قوة المعارضة ويضاعف من قدرتها ومن إصرارها على تحدى المؤسسات القائمة، باللجوء إلى الشارع والحشد التعبوى والجماهيرى، مما سيفاقم من الأزمة السياسية القائمة بدلاً من الإسهام فى حلها. السيناريو الثالث: النجاح فى تنظيم انتخابات تقاطعها نسبة محدودة من المواطنين، وتسفر عن مجلس نيابى يكرس هيمنة الحزب الذى ينتمى إليه رئيس السلطة التنفيذية. وفى هذه الحالة فمن المتوقع أن يغرى الإحساس بنشوة الانتصار باستخدام متزايد للعنف فى مواجهة معارضة لاتزال تعيش حالة ثورية ويسود لديها شعور بالإحباط بأن الثورة سُرقت منها إلى الأبد. ولأن العنف يولد العنف دائماً، فلن يشكل هذا السيناريو، والذى يبدو أن الحزب الحاكم يتوق إليه، مخرجاً حقيقياً من الأزمة العميقة التى تمسك بخناق مصر فى اللحظة الراهنة. فى سياق كهذا، يبدو واضحاً تماماً أن الوضع الحالى غير قابل للاستمرار، وأن الانتخابات النيابية، أياً كانت النتائج التى ستسفر عنها، لن تتيح مخرجاً من الأزمة الراهنة. فما العمل إذن؟ الحل الوحيد المتاح، فى تقديرى، هو تأجيل الانتخابات، وتشكيل حكومة قوية قادرة على معالجة الملفين الاقتصادى والأمنى أولاً مع العمل فى الوقت نفسه على وضع القواعد التى تضمن انتخابات حرة نزيهة فى وقت يتم الاتفاق عليه لاحقاً. لكن كيف؟ هذا ما سنحاول أن نلقى عليه الضوء غداً بإذن الله.

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وضع غير قابل للاستمرار وضع غير قابل للاستمرار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab