قضم وضم وهضم  وقشرة ثوم

قضم وضم وهضم .. و"قشرة ثوم"!

قضم وضم وهضم .. و"قشرة ثوم"!

 العرب اليوم -

قضم وضم وهضم  وقشرة ثوم

حسن البطل

علينا ومعنا، يسوق الصحافيون الإسرائيليون حكماً وأمثلة عامية فلسطينية (وعربية!) أما نحن، فلا نستطيع مجاراتهم بالمثل، لأن الموروث الفلسطيني (والعربي) ضارب في القدم .. بما فيه السباب والشتائم العربية التي يتشاتمون بها! بماذا نجاريهم؟، هم يقتبسون ما شاؤوا من التوراة والتلمود والهالاخا، ونحن نقتبس من القرآن والسنة والحديث. هناك لدينا اقتباسات من الشعر العربي، قديمة وحديثة، وهم يقتبسون من شاعرهم بيالك مثلاً .. أو جنرالاتهم! مع ذلك يعجبني في اقتباساتهم، ربما من "اليديشيه" ما يعني تفاهة الشيء، وقولهم "قشرة ثوم" كناية عن قولنا "حبر على ورق". الاستيطان اليهودي ليس حبراً على ورق، ولا "قشرة ثوم" ومن يسافر الى نابلس، مثلاً، سيرى سلسلة أضواء متصلة للمستوطنات والطرق الواصلة بينها واليها، بما يذكرنا بالجدار الفاصل.. هذا أمن واستيطان "مجاكرة"! يعمل الاستيطان اليهودي وفق آلية منهجية: قضم وضم وهضم، سواء قبل إقامة دولتهم (دولة إسرائيل) او بعدها (دولة أرض - إسرائيل)! أحيانا، يسبق الضم القضم والهضم ويمهدان له، كما في قانون "ضم" القدس و"توحيدها" وأحياناً يسبق القضم كما في قانون "ضم" الجولان.. والآن "ضم" الأغوار! العالم لم يعترف بضم القدس الشرقية، ولا بضم الجولان السوري .. ولن يعترف بضم الأغوار. صحيح ان إسرائيل أوجدت كتلاً استيطانية صارت "واقعية" حسب الاعتراف الأميركي، لكن الرد كان "مبادلات" أرضية. يقول وزير العلوم والتكنولوجيا يعقوب بيري (حزب يوجد مستقبل" أن ثمن الكتل والتسوية السياسية هو تخلي إسرائيل عن ٤٪ - ٨٪ من أراضيها، ونقل ربع المستوطنات وسكانها الى "الكتل". هل حسمت إسرائيل الأمر "بضم" القدس الشرقية والجولان؟ أم أن مستقبلهما مطروح للنقاش والتفاوض والتسوية؟، كم مرّة فاوضت إسرائيل سورية على إعادة الجولان مقابل شروط سلام لم تقبلها سورية للأسف (والآن تدفع الثمن حرباً أهلية مدمرة). إن مشروع قانون بضم الغور الى إسرائيل ليس أكثر من "قشرة ثوم" ولن يجتاز القراءة الاولى في الكنيست بكامل هيئتها، ولو وافقت عليه لجنة وزارية للشؤون التشريعية، وكما سقط مشروع "برافر" لتهويد النقب، ومشروع موافقة ٨٠ عضو كنيست على أي انسحاب من الضفة .. ضم الأغوار لن يمر. اعتادت إسرائيل أن تقيم بؤرة مستوطنة باعتبارها "رداً صهيونياً" على مقتل مستوطن، أو جندي، او تعلن مشروعاً للتوسع الاستيطاني مع كل خطوة او حركة سياسية، كما فعلت مع مشروع "رامات شلومو" وقت زيارة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن، أو عطاءات بناء مع كل تحرير دفعة من أسرى ما قبل أوسلو. هذه المرة، قفزة ضم كبيرة مع زيارة عاشرة لجون كيري. ليست مستوطنة جديدة، ولا حياً استيطانيا جديدا، بل "منطقة" تشمل مستوطنات الغور والطرق الواصلة بينها والمؤدية إليها. هذه "مكافأة" على أفكار كيري الخاصة بأمن إسرائيل في الأغوار، وخلط بين "حدود الأمن" و"حدود الاستيطان" و"حدود السيادة" وتعطي مبرراً للرفض الفلسطيني لترسيم حدود أمن إسرائيل قبل ترسيم حدود دولة فلسطين، وقول ابو مازن الحاسم "ولا جندي إسرائيلي" و"لا مستوطن يهودي". مشروع الضم الجديد سيؤدي الى أزمة صغيرة في الائتلاف الحكومي، والى سحب المشروع من مصادقة الكنيست بكامل هيئتها، لكنه سيؤدي الى أزمة في المفاوضات، وأخرى أكبر في مشروع كيري لاتفاق مبادئ انتقالي. كان وزير الحربية، الجنرال موشي يعلون، قد قال: لا يوجد شريك فلسطيني في "حل الدولتين" وردت عليه صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها: لا يوجد شريك إسرائيلي في مشروع الحل بدولتين .. وكان مصدر أوروبي قال إن الاتحاد الأوروبي سيلقي على إسرائيل بمسؤولية فشل مشروع كيري. عشرون جلسة تفاوض وعشر جولات لكيري.. واللعبة التفاوضية هي: أحرجه لتخرجه .. وإسرائيل تنتظر ان يرفض ابو مازن مشروع كيري، وأن ينسحب من المفاوضات. أبو مازن تعهد بتسعة شهور تفاوضية، وبعدها "لكل حادث حديث" والاتهامات الإسرائيلية للسلطة الفلسطينية بتشجيع "الإرهاب الشعبي" و"التحريض" لا تعتبر شيئاً مذكوراً أمام مشاريع القضم والضم والهضم الإسرائيلية. التزام نتنياهو بمواعيد تحرير الأسرى مع الأميركيين دلالة على قابليته للموافقة على مجمل مشروع كيري .. وإلاّ انفرط عقد ائتلافه الحكومي. الاستيطان ليس "قشرة ثوم" بالتأكيد لكن ضم القدس والجولان والأغوار هو كذلك.  

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضم وضم وهضم  وقشرة ثوم قضم وضم وهضم  وقشرة ثوم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab