مواد مختلفة

مواد مختلفة؟

مواد مختلفة؟

 العرب اليوم -

مواد مختلفة

حسن البطل

هل تحب او تستسيغ الفن التشكيلي، وبالذات لوحة الرسم الحديث؟ ما من حاجة بك الى الذهاب الى معارض الرسم في الغاليريهات. يمكنك أن تجده حتى في عربات القمامة!
عربات ذات عجلتين، وكل عربة تحوي برميلين، متوسطين، وفي كل منهما مقشة طويلة ومجرفة طويلة .. لكن لا أرى مانعاً من اعتبار كل زبال فنانا تشكيليا في عربته، وخاصة عندما تمتلئ بـ «مواد مختلفة».
كما في لوحات الرسامين؟
صناديق كرتون فارغة تزيد حمولة العربة، وأكياس بلاستيك ملونة تشنشل حوافها، وحتى عصا طويلة، كأنها «سيخ لحمة كباب» سوى أنها من كراتين صغيرة.
في المحصلة، ما يشبه لوحة تشكيلية من الوان ومواد مختلفة، لكن ليست معلقة على الجدار في الغاليريهات او البيوت، وليس عليها بقعة حمراء تشير الى بيعها لزبون ذوّاقة، او ثري يتظاهر بحاجته الى «ديكور» لوحات على جدران بيته.
مع تشابه في عربات جامعي قمامة المدن، لكن لا شبيه لعربات القمامة في المدن الفلسطينية، فهذه تشبه اشكالا لا حصر لها من عمارات السكن الفلسطينية، او المجمعات التجارية، بينما معظم قمامات مدن اخرى تذهب لصناعة التدوير على اختلافها: من الفوارغ المعدنية الى الفوارغ الزجاجية، الى صناديق الكرتون او أكياس البلاستيك.
فكرت، حقاً، أن أقنص بالكاميرا ما اعتقد أنه «أجمل» حمولات عربات القمامة المتخمة بسقط المتاع من أشياء مختلفة، ترسم لوحات غريبة من الفن الحديث.
شبه مؤكد أن «ثقافة» جامعي القمامة في العربات ذات البرميلين والدولابين لا تشمل زيارة معارض الفنون التشكيلية، التي يراها غير المتذوقين للفن الحديث «خرابيش دجاج» لكن، بعد امتلاء العربات هذه، بما فوق طاقتها من الحمولة ذات الألوان والمواد المختلفة، تبدو لي جميلة حقاً، ربما لأنني أرى جمالاً في ما يراه البعض قبحاً ودمامة، وأرى بشاعة في بعض ما يراه الآخرون جمالاً (خذ مثلاً بشاعة ماكياج الفتيات الفلسطينيات ذوات المحيا الجميل!).
سآخذ مثلاً آخر، من ساحة المنارة .. إنها ليست بالتأكيد بشكل جناحي طائرة، لكنها تبدو كذلك في الطريق المفضي الى شارع القدس - فلسطين. في جانب حيث محل لبيع العصير ترى ما يشبه جنّة خضراء من المزروعات والأشجار، لكن في جانب آخر، صارت مقلب قمامة، وأبعد ما يكون عن «جمالية» معينة في عربات جمع القمامة.
حقاً، اجتهدت بلدية البيرة في إعادة تأهيل شارع القدس - فلسطين تحتياً وفوقياً، وصممت جنيحات خضراء، زرعت في بعضها أشجار زيتون معمرة، او اشجار نخيل، وفي بعضها الآخر نباتات دائمة.
ما الذي آل إليه الحال؟ صارت الجنيحات الخضراء مكب قمامة للخضروات والفواكه التالفة، وايضاً صناديق الكرتون.
الآن، الأعمال جارية لتجميل المدينة القديمة لرام الله، وليس لي أدنى اعتراض سوى ان الوصلات بين الطرق والشوارع المحدّثة بقيت على حالها من مطبات!
لا أعرف كيف ستبدو الساحة المقابلة لبلدية رام الله، لأن إعادة تنظيم حركة السير باتجاه واحد كان ثمنها تجريد الساحة من غطائها الأخضر الجميل!
على ذكر ساحات مدينة رام الله، فإن «ميدان فلسطين» في منتصف «شارع يافا» هو الأكثر نجاحاً في تنظيم حركة سير السيارات، مع الاحتفاظ بما أمكن من اشجار الصنوبر والسرو القديمة .. لكن معظم الناس لا تقول «ميدان فلسطين» بل مستديرة «السبع نجوم» حتى بعد إغلاق السوبرماركت الذي يحمل هذا الاسم.
ابشع المستديرات هي مستديرة بيتونيا حيث نوافير مياه ومجسمات كبيرة من الفواكه «فيبر غلاس» لكن اجمل المستديرات هي مستديرة «كريم خلف» في شارع يفضي الى قصر رام الله الثقافي، حيث يجمع مجسما لرجل يحمل العلم، مع الماء، والنبتات. صورة كاملة.
يبدو لي أن بلدية رام الله وبلدية البيرة لم تتوقعا شتاء بارداً كهذا، لأن أشجار زينة الشوارع دائمة الخضرة جفّت أوراقها لا أغصانها، بسبب الصقيع غير العادي شتاء هذا العام، على أمل أن تورق أغصانها في الربيع .. هي تصلح لأريحا مثلاً.
لا بأس من الإشارة الى عادة بعض الشباب الرياضيين من محبي مصارعة «الكونغ فو» الذين يجربون قوة ركلات أقدامهم في هدم إطار القرميد المحيط بكل شجرة .. لا مرة واحدة، بل مرات.
.. أخيراً، «تنظمنا يد الفوضى» ونتيجة مشاجرات بسبب مواقف الدفع المسبق، تم تجميد هذه الآلات للمرة الثانية.

arabstoday

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 03:20 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

جديد المنطقة... طي صفحة إضعاف السنّة في سورية ولبنان

GMT 03:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

دعوكم من التشويش

GMT 03:13 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

سوريّا ولبنان: طور خارجي معبّد وطور داخلي معاق

GMT 03:10 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الترمبية انطلقت وستظلُّ زمناً... فتصالحوا

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 03:03 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

زوبعة بين ليبيا وإيطاليا والمحكمة الدولية

GMT 03:01 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ترمب وقناة بنما

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواد مختلفة مواد مختلفة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab