خلّينا تحت الاحتلال إلى

خلّينا تحت الاحتلال إلى ... ؟!

خلّينا تحت الاحتلال إلى ... ؟!

 العرب اليوم -

خلّينا تحت الاحتلال إلى

حسن البطل

تتمة العنوان الناشز هي: كم سنة بالطبع، ربما إلى مئوية وعد بلفور 1917 (ثلاث سنوات أخرى تضاف إلى صراع المائة عام؟). ربما حتى نرى هل أن الموجة الإسلامية هي "حبل وهمي" خارج رحم العروبة. ربما حتى تعود "الركيزة" المصرية سارية للعروبة. ربما حتى نرى كيف تجتاز الدولة القطرية في المشرق العربي امتحان خارطة سايكس ـ بيكو. .. وفي الأساس، إلى أن ينضج الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية على خياره المصيري للكيانية الوطنية، وينضج الشعب الإسرائيلي أيضاً في خياره المصيري. لماذا؟ الاتجاه الغالب لدى الشعب الفلسطيني (أو قيادته السياسية) في الضفة هو الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، أما في غزة فهناك حركة إسلامية أيديولوجية مسيطرة ترفع لواء مشروع كفاحي لتحرير أرض فلسطين؛ وفي إسرائيل يتطلع الشعب الفلسطيني إلى حقوق مدنية ومواطنية متساوية، أما الشعب الفلسطيني في الشتات العربي المجاور والقريب، فهو بين حلم العودة، ومطرقة تحولات الدولة القطرية حيث يقيم (العراق، سورية، لبنان) الفلسطينيون هم أكراد العالم العربي؟! في إسرائيل، هناك اتجاه نحو "الإسرائيلية" ودولة إسرائيل، وهناك اتجاه متصاعد نحو "اليهودية" ودولة أرض ـ إسرائيل". في محصلة هذا الوضع الفلسطيني والإسرائيلي يبدو أن السقف الفلسطيني (وكذا الإسرائيلي) يتعرض لصيف وشتاء في وقت واحد، لكن ليس بمعنى الفصول، وإنما بمعنى خيارات تسوية الصراع. لنأخذ جزئية إسرائيلية، حيث أن رئيس الدولة المنتهية ولايته، الشهر المقبل، شمعون بيريس يرى أن أفضل حل ممكن هو "دولتان لشعبين"، أما رئيس الدولة الجديد والمنتخب، رؤوبين ريفلين، فيرى أن الحل هو في دولة واحدة للشعبين، مع حقوق متساوية. نقطة اللقاء الوحيدة بين الخيارين هي أن الرئيسين يريان، كل من زاويته الخاصة، أن رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، هو أفضل شريك (بالنسبة لبيريس) ومحاور ممكن (بالنسبة لريفلين)! هذا يعني أن تقرير المصير الفلسطيني يتداخل في تقرير مسار جديد سياسي وأيديولوجي لدولة إسرائيل.. وهذا المصير وذاك المسار يتأثران بالتشكيل السياسي ـ الأيديولوجي ـ الديني الذي ستسفر عنه تطورات الربيع العربي، وتجاوز الرأي الإسرائيلي بين "اليهودية" وبين "الإسرائيلية". لقد بدأ الكفاح المسلح الفلسطيني مرحلته الحالية رديفا لمشروع التحرير القومي العربي، لكنه، سريعاً وبعد عامين على انطلاقته، خاب رهانه القومي مع هزيمة ساحقة للجيوش العربية، كانت في الواقع هزيمة سياسية للنظام العربي، ولو ادعى المدعون أن النظام لم يسقط بعد هزيمة الجيوش، لكن حرب 1973 التي لم تتحطم فيها الجيوش، تحطمت فيها شعارات التحرير القومي لفلسطين إلى سياسات "إزالة آثار العدوان" لعام 1967، ضعفت النزعة القومية وقويت النزعة القطرية. الآن، يبدو أن الجيوش والنظم؛ الدول والشعوب والمجتمعات العربية مهدّدة بالانفراط والتحطم بفعل تداعيات "الربيع العربي" وبخاصة في الجناح الشرقي للعالم العربي (سورية، العراق، لبنان.. وربما الأردن أيضاً). في مرحلة ما، لم تعد الجيوش النظامية العربية تشكل تهديداً وتحدياً لإسرائيل، بل حركات إسلامية مسلحة تملك "جيوشاً" في لبنان وغزة ذات أسلحة صاروخية تهدد إسرائيل أكثر مما كانت تهددها صواريخ صدام حسين مثلاً. المشكلة أن هذه الحركات سقطت في فخ حروب مذهبية، حيث يستعين النظام السوري وقواته النظامية بإسناد من مقاتلي حزب الله للصمود في حروبه الأهلية، بينما نشأت ردة فعل إسلامية سنية على ما دعي "المحور الشيعي" وبالذات في العراق، وهو فسيفساء من المذاهب والقوميات والشعوب. هكذا يبدو، وإلى سنوات مقبلة، أن ما كان صراعاً عربياً ـ صهيونياً، عاد إلى جذره صراعاً فلسطينياً ـ إسرائيلياً، لكن ومع تداعيات الربيع العربي، صار الصراع إسلامياً ـ إسلامياً، وليس بين دول عربية معتدلة ومسالمة لإسرائيل وأخرى ممانعة أو مقاومة. في هذه اللحظة حصلت "صحوة" فلسطينية، بينما تنفرط عرى الدولة العربية القطرية في الجناح الشرقي ـ الشمالي من العالم العربي، لكن حادثة طارئة ومتوقعة أيضاً، هي اختطاف ثلاثة مستوطنين إسرائيليين برهنت عن سياسة إسرائيلية تعارض وحدة المنطقتين الفلسطينيتين، ما لم تتخل حركة حماس عن برامج ومبادئ تحرير فلسطين، بينما لا تتخلى أطراف رئيسية في الائتلاف الحاكم الإسرائيلي عن هدف تحقيق دولة أرض ـ إسرائيل؟ لقد تمت خطوة إعلان قيام دولة إسرائيل في معطيات ظرف دولي معين، ويبدو أن قيام دولة فلسطين لا يتحقق في ظرف عربي وإقليمي ودولي راهن، يؤثر على الخيارات السياسية الفلسطينية وكذلك على الخيارات السياسية الإسرائيلية. يقولون في إسرائيل، وربما أيضاً وبشكل أقل في فلسطين أن خيار الدولتين قد وصل إلى نهايته، مع الفشل الأميركي الجديد، وبسبب التطورات المترتبة على الربيع العربي. أظن أنه لم يصل إلى نهايته، وهي النهاية المنطقية الوحيدة، بل تأجل لسنوات مقبلة، سيبقى خلالها الفلسطينيون تحت الاحتلال، دون أن تنهار السلطة، ودون أن تتسبب إسرائيل في انهيارها.. إلاّ إذا رأت أن مخاطر المشروع الإسلامي عليها تبقى أهون من مخاطر المشروع الكياني الوطني الفلسطيني. حسن البطل

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خلّينا تحت الاحتلال إلى  خلّينا تحت الاحتلال إلى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 العرب اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab